رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ذكرى ميلاد جوزيف جوبلز.. "مهندس الدعاية النازية" وصوتها المسموع

جوبلز مع هتلر
جوبلز مع هتلر

جوزيف جوبلز، مهندس الدعاية النازية في العالم وصوتها المسموع، الذي يعد بمثابة الصوت الأعلى والأبرز لمعنى ومفهوم  النازية، فهو مهندس أكاذيبها الكبرى، أحد أبرز رموز الدعاية السياسية لـ"هتلر" الرجل الأكثر إجرامًا في العالم، عُرف بصفته مهندس الدعاية النازية، وكان مبدعًا لمفاهيم التضليل السياسي، التي لا تزال تستخدم بأشكال متعددة حتى اليوم، لعب دورًا حاسمًا في الترويج لأفكار الحزب النازي، واستغلال الإعلام والثقافة لتوجيه أفكار الشعب الألماني نحو الإيمان بسيادة العرق الآري، والكراهية للأعراق الأخرى، وخاصة اليهود.

ولد "جوبلز" في 29 أكتوبر 1897، لعائلة كاثوليكية من الطبقة المتوسطة، درس الأدب والفلسفة، ورغم ما عاناه في طفولته من إعاقة جسدية أثرت بشكل كبير في شخصيته، إلا أنه تجاوزها عبر تطوير مهاراته البلاغية وقدرته على التأثير على الجمهور. 

تشير سيرته إلى انضمامه إلى الحزب النازي في العشرينيات، ووجد نفسه في خضم الحركات السياسية النشطة بألمانيا. سحره خطاب أدولف هتلر ووعوده بإعادة ألمانيا إلى عظمتها، وبرز "جوبلز" بسرعة كمحاور بارع ومنظّر دعاية ماهر.

وعرف بمقته الشديد للثقافة، وبالذات الذين يعملون بها وقد اشتهر بمقولته المأثورة: "ما إن أسمع كلمة ثقافة حتى أتحسس على الفور مسدسي"، وهو أيضًا صاحب المقولة التي شاعت أثناء الحرب العالمية الثانية: "أكذب ثم أكذب ثم أكذب حتى تصدق نفسك فيصدقك الآخرين".

أوكلت إلى جوزيف جوبلز مهمة إدارة الدعاية النازية، والتي كانت تُعرف باسم "وزارة التنوير والدعاية العامة"، حيث استغل مواهبه الفذة في الخطابة والإقناع لتنفيذ أجندة هتلر.

وأطلق جوزيف جوبلز آلة الدعاية النازية بكامل قوتها في جميع أنحاء ألمانيا، وأصبحت تحت إشرافه، وفي سيطرة الوزارة على وسائل الإعلام كافة، من صحف وإذاعات وسينما وحتى الكتب.

واستغل السينما بشكل خاص، حيث كانت الأفلام تخدم الدعاية النازية وتروّج لأسطورة "القائد العظيم" (هتلر)، وتمجّد الثقافة الألمانية وتصور اليهود والشعوب الأخرى كأعداء للدولة.

وبرع "جوبلز" في استغلال مشاعر الجماهير وبناء واقع موازٍ يخدم أيديولوجية قاتمة ومدمرة، ورغم النهاية المأساوية التي  ألمت به وتبقى أعماله شاهدة على قدرة الإعلام في تشكيل العقول والتحكم في الأمم، إذا لم يتم ضبطه بقيود الأخلاق والقيم.