أرض السحر والجمال|سيوة.. مشغولات يدوية ومنحوتات من الملح الصخرى فى استقبال السائحين
مع موسم الشتاء، تستقبل واحة سيوة الكثير من الوفود السياحية من دول مختلفة، للاستمتاع بالطبيعة ولعلاج آلام أجسادهم بالرمال الساخنة، ولشراء المشغولات اليدوية التى يشتهر أهل الواحة بصناعتها.
وتشتهر واحة سيوة بصناعة السجاد والكليم، بألوان ونقوش تعكس تراث المنطقة الفريد، كما يجرى تصنيع الملابس وفساتين الأفراح، فضلًا عن نحت الملح الصخرى وجذوع أشجار الزيتون، وتحويلها إلى قطع ديكور لتزيين المنازل، كما يصنع الأهالى أدوات تستخدم فى المطبخ.
وقال عبدالله يوسف، من أبناء واحة سيوة، صانع مشغولات يدوية، إن الواحة تشتهر بالمشغولات اليدوية، التى تتطور دائمًا لتناسب ذوق الوفود السياحية.
وأوضح «يوسف»، لـ«الدستور»: «نصنع الحقائب والملابس من القطن والكتان، ونهتم جدًا بالخامات، ولا نستخدم أى خيوط أو ألوان صناعية، بل نحرص على أن تكون القطعة الفنية طبيعية بنسبة ١٠٠٪»، مشيرًا إلى أن العديد من الشباب يتقنون صناعة قطع فنية من الملح الصخرى، وتشتريها منهم المنتجعات السياحية.
ولفت إلى أن الواحة تشتهر كذلك بصناعة منتجات الخوص التى يبدع فى تصنيعه أبناء واحة «قارة أم الصغير»، كما يصنع الشباب الفخار وأدوات المائدة، وبعض القطع الفنية من جذوع النخل، عن طريق النحت والحرق، وأدوات المطبخ يجرى صنعها من جذوع الزيتون».
ونوه بأن أشهر الجنسيات التى تتردد على الواحة وتحرص على شراء المنتجات اليدوية، الإيطاليون والصينيون، فضلًا عن السياحة الداخلية.
من جهته، قال إبراهيم عمر باغى، من أبناء واحة سيوة، إن الواحة تمتلك العديد من المقومات الطبيعية التى جعلتها مقصدًا سياحيًا مهمًا يقبل عليه المصريون والأجانب، لافتًا إلى أن السياح يحبون المشغولات اليدوية المصنوعة بأيدى أبناء سيوة، بالتطريز وبالخوص والجريد.
وأضاف «باغى»: «سيدات سيوة يبدعن فى تطريز المشغولات اليدوية، التى لها طابع فريد، مثل (زى العروسة) خلال أيام الفرح الـ٣»، موضحًا: «التطريز يكون مُعبّرًا عن مراحل نضج الثمار فى النخيل، باللون الأخضر والبرتقالى والبنى الغامق».
وأشار إلى أنه فى أثناء صناعة المنتجات اليدوية يجرى تطويع الخامات البيئية لخدمة الإنسان.
وأكد يوسف إبراهيم، من أبناء سيوة، عضو جمعية سيوة للخدمات السياحية والحفاظ على البيئة، أن الحرف اليدوية بواحة سيوة متوارثة من الأجداد، ويبدع أبناء الواحة فى التطريز وتصنيع الفخار ومنتجات سعف النخيل، فضلًا عن الأعمال الفنية بالملح الصخرى.
وذكر «إبراهيم» أن هناك تطورًا كبيرًا حدث فى صناعة المشغولات اليدوية خلال الفترة الماضية، عبر الدمج بين الحداثة والأصالة، مثل الأعمال الفنية بالملح الصخرى والملابس التى يجرى تطريزها، موضحًا أن هناك توجهًا قويًا من الدولة للحفاظ على الهوية وتنمية وتطوير الحرف اليدوية.