رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكم المحكمة الجنائية الدولية على نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلى ورد الفعل العالمى

فى خطوة تاريخية تعكس التحول فى السعى لتحقيق العدالة الدولية، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية حكمًا قضائيًا ضد رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع الإسرائيلى، على خلفية اتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. جاء هذا الحكم بعد سنوات من التحقيقات حول الانتهاكات التى ارتكبتها القوات الإسرائيلية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة.

الجرائم الإسرائيلية التى بنى عليها الاتهام

تضمنت التهم الموجهة إلى نتنياهو ووزير الدفاع إصدار أوامر مباشرة أو غير مباشرة بارتكاب أفعال تصنف كجرائم حرب وفقًا للقانون الدولي، من بينها:
 • استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين فى قطاع غزة.
 • سياسة الاستيطان المستمرة فى الضفة الغربية، التى تُعد انتهاكًا لاتفاقية جنيف الرابعة.
 • فرض حصار خانق على قطاع غزة، أدى إلى معاناة إنسانية واسعة النطاق.

تفاصيل الحكم

استند حكم المحكمة إلى سلسلة من الأدلة والشهادات الموثقة التى قدمتها منظمات حقوق الإنسان الدولية والفلسطينية. أكدت المحكمة أن الإجراءات الإسرائيلية تجاوزت الحدود القانونية، وشددت على أن القيادة الإسرائيلية تتحمل المسئولية الكاملة عن هذه الانتهاكات.

ردود الأفعال الدولية

ردود الأفعال المؤيدة

لاقى الحكم ترحيبًا واسعًا من قبل الدول الداعمة لحقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدنى. عبرت السلطة الفلسطينية عن ارتياحها للقرار، معتبرة إياه انتصارًا للعدالة ولحقوق الشعب الفلسطينى. كما أصدرت منظمات دولية مثل هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية بيانات تدعو إلى تطبيق الحكم بشكل عاجل.

ردود الأفعال المعارضة

على الجانب الآخر، أثار الحكم غضبًا فى إسرائيل، حيث وصفته الحكومة الإسرائيلية بأنه قرار «منحاز وغير قانونى»، ورفضت الاعتراف باختصاص المحكمة الجنائية الدولية. كما أدانت الولايات المتحدة القرار، معتبرة أنه يقوض فرص السلام فى المنطقة.

ردود أفعال شعبية

على المستوى الشعبى، خرجت مظاهرات مؤيدة للحكم فى عدة دول عربية وإسلامية، مطالبة المجتمع الدولى بالضغط لتنفيذه. فى المقابل، شهدت المدن الإسرائيلية مظاهرات غاضبة تندد بما وصفته بـ«الاستهداف السياسى لإسرائيل».

التحديات أمام تنفيذ الحكم

رغم أهمية الحكم، إلا أن تنفيذه يواجه عقبات كبيرة، من بينها:
١- غياب تعاون إسرائيل: رفضت إسرائيل الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية، ما يصعب عملية تنفيذ الأحكام الصادرة ضد قادتها.
٢- الدعم الدولى لإسرائيل: تحظى إسرائيل بدعم قوى من حلفاء مؤثرين مثل الولايات المتحدة، ما قد يؤدى إلى عرقلة أى إجراءات دولية جادة لتنفيذ الحكم.
٣- التعقيدات السياسية: يخشى البعض أن يؤدى تنفيذ الحكم إلى تصعيد التوترات فى المنطقة، ويؤثر على عملية السلام المتعثرة أساسًا.

وأخيرًا

يمثل حكم المحكمة الجنائية الدولية خطوة جريئة نحو محاسبة المسئولين عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، لكنه أيضًا اختبار حقيقى لمدى التزام المجتمع الدولى بتطبيق العدالة الدولية دون ازدواجية. إن تنفيذ هذا الحكم يتطلب إرادة سياسية قوية وتضامنًا عالميًا للوقوف فى وجه أى محاولات لتجاهل القانون الدولى.