خبير فلسطينى لـ"الدستور": المبادرة المصرية بشأن غزة قد تسهل المفاوضات بين حماس وإسرائيل
أوضح المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور أحمد رفيق عوض، أن نجاح مفاوضات الدوحة بشأن غزة مرتبط بعدة عوامل رئيسية، مشيرًا إلى أن إسرائيل لا تتعجل هذه المفاوضات، إذ تسعى لتجنب منح حركة حماس أي مكاسب مجانية قد تتيح لها فرصة التهدئة أو التقاط الأنفاس، كذلك، لا يرغب الاحتلال الإسرائيلي في تقديم هدية مجانية للإدارة الأمريكية الحالية، التي تعاني من ضعف واضح مع اقتراب انتهاء ولايتها.
وأعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس عن تفاصيل المبادرة المصرية بشأن مفاوضات غزة، وتتضمن إطلاق سراح 4 محتجزين لدى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة مقابل إفراج الاحتلال الإسرائيلي عن عدد من الأسرى الفلسطينيين، مع وقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة، على أن تجري محادثات جديدة لمدة 10 أيام، للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق نار دائم.
رفيق عوض: فرص نجاح مفاوضات الدوحة صعبة
وأشار الدكتور عوض في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إلى أن إسرائيل ترغب في اختبار مواقف حركة حماس بعد استشهاد قائدها يحيى السنوار، وهو ما يزيد من تعقيد الوضع، وبالإضافة إلى ذلك، لا توجد ضغوط حقيقية على الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو، التي تتصرف وكأنها في موقع المنتصر، ما يجعلها أقل استعدادًا للدخول في مفاوضات مع حركة تسعى لتجريدها من النفوذ.
وعن دور الوسطاء العرب، اعتبر الدكتور عوض أنهم يفتقرون إلى القدرة على الضغط الفعّال على إسرائيل، بينما الإدارة الأمريكية الحالية لا تستطيع فرض أي ضغوط قبل الانتخابات المقبلة، ما يزيد من تعقيد المشهد، مشيرًا إلى أن فرص نجاح مفاوضات الدوحة صعبة، خاصة في ظل وجود أطراف داخل حكومة نتنياهو ترفض فكرة التفاوض بشكل مطلق.
رفيق عوض: مبادرة مصر محاولة لتسهيل التفاوض مع إسرائيل
وفيما يتعلق بالطرح الذي قدمه الرئيس عبدالفتاح السيسي بشأن هدنة غزة، أشار الدكتور عوض إلى أنه قد يكون محاولة لتسهيل عملية التفاوض مع إسرائيل. ورغم أن إسرائيل تُظهر تعنتًا، فإن فكرة التفاوض قد تُعتبر مغرية بالنسبة لها، إذ قد تسهم في تحقيق وقف مؤقت لإطلاق النار دون أن تؤثر على استقرار الحكومة، خاصة في ظل الإفراج المحتمل عن أسرى إسرائيليين.
وأكد الدكتور عوض أن الموقف الإسرائيلي المتعنت يتغذى على شعور بالنصر، وأن معادلة "التفاوض تحت النار" التي فرضتها الحكومة الإسرائيلية قد أثبتت نجاحها إلى حد كبير، مشيرًا إلى أن الحكومة الإسرائيلية، التي تهيمن عليها عناصر متطرفة، لا تتعرض لضغوط فعالة من أي طرف محلي أو دولي.
وأشار عوض إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة جو بايدن تبدو أضعف من أن تضغط على نتنياهو، رغم سعيها لتحقيق إنجازات لتقديمها للجمهور الأمريكي، وخاصة للعرب والمسلمين. ولكن، يُعتقد أن نتنياهو لن يقدم أي تنازلات للإدارة التي لطالما عارضته، في ظل عدم وجود ضغط حقيقي من الشارع الإسرائيلي أو المجتمع الدولي.