مؤسس جائزة علاء الجابر للإبداع المسرحى: 500 مشارك من مختلف أنحاء الوطن العربى
احتضنت قاعة سينما الإبداع بدار الأوبرا المصرية حفل تكريم الفائزين بجوائز مسابقة علاء الجابر للإبداع المسرحى، بحضور نخبة من الفنانين والمسرحيين، تحت مظلة مؤسسة زادة للمرأة والتنمية برئاسة الدكتورة رانيا يحيى.
وقال الكاتب والناقد الدكتور علاء الجابر، لـ«الدستور»، إن اختيار القاهرة لإقامة حفل التكريم فيها، جاء لعدة أسباب أهمها الحب الكبير الذى يحمله لمصر وأهلها، ومحاولة بسيطة لرد الجميل لهذا البلد الذى تعلم فيه الكثير أكاديميًا وفنيًا وثقافيًا.
■ كيف بدأت فكرة إطلاق جائزة علاء الجابر للإبداع المسرحى؟
- أقمت عشرات الورش التدريبية للشباب العربى فى مجالات الإبداع المسرحى فى مدن عديدة فى الكويت، ومصر، والمغرب، وتونس، والبحرين، والعراق، ودومًا كان يتردد السؤال عقب انتهاء الورشة: وماذا بعد؟! ورغم استمرار علاقتى بالمتدربين على المستويين الإنسانى والأدبى، لتشجيعهم على الكتابة والنشر، إلا أننى وجدت أن ذلك لا يكفى. فوجدتنى أقرر إقامة مسابقة صغيرة بين المتدربين لتشجيعهم على الكتابة، من هنا بدأت الفكرة وبمناقشتها مع شريكة رحلة الحياة الكاتبة والمخرجة سعداء الدعاس، رأينا ضرورة إطلاق جائزة لتشجع الشباب، خاصة فى مصر، فكانت انطلاقة الجائزة فى دورتها الأولى ٢٠١٧، من مركز الإبداع بالإسكندرية، والتى حملت اسم الناقد المصرى الراحل الدكتور محسن مصيلحى، ومن الدورة الثانية توسعت الجائزة لتشمل عدة فروع، وأصبحت موجهة لجميع الشباب العربى، إلى أن وصلت المشاركة فى دورة هذا العام إلى ١٦ بلدًا عربيًا ولله الحمد.
■ لماذا يتم الاحتفال بالجائزة فى القاهرة؟
- ولماذا لا يكون فى القاهرة، قلب العروبة النابض؟ اختيار القاهرة جاء لعدة أسباب أهمها الحب الكبير الذى أحمله لمصر وأهلها، ومحاولة بسيطة لرد الجميل لهذا البلد الذى تعلمت فيه أكاديميًا وفنيًا وثقافيًا الكثير، والذى تربطنى به وبأهله وشائج محبة كبيرة بدأت منذ ما يزيد على الثلاثين سنة، كما أن فكرة الجائزة انطلقت من القاهرة، أما السبب الثالث لأن القاهرة واسطة العقد التى تجمع كل المسرحيين، حيث يحظى أى نشاط فيها بالزخم الإنسانى والإعلامى والوجود الكبير لأبناء المسرح من كل الفئات.
■ ما الجديد فى الجائزة هذا العام؟
- الجديد بدأ منذ العام الماضى، حين انتهجت الجائزة منهج التعبير عن الشكر والامتنان لكل من وهب وقته وجهده وسنوات عمره من أجل المسرح؛ إبداعًا ونقدًا، من المسرحيين الذين ما زالوا يعيشون بيننا، ويستحقون التكريم المعنوى والمادى، ضمن فروع الجائزة الثلاثة «المقال النقدى والنصوص الموجهة للأطفال والنصوص الموجهة للكبار».
وتشرفت الجائزة فى العام الماضى بتكريم الناقد والكاتب المسرحى عبدالغنى داود كشخصية الجائزة عن فرع النصوص الموجهة للكبار. الذى رحل عن دنيانا قبل أشهر قليلة، والمؤلف المسرحى السيد حافظ كشخصية الجائزة عن فرع النصوص الموجهة للأطفال، والناقدة الراحلة رنا أبوالعلا كشخصية الجائزة عن فرع المقال النقدى، وهى الاستثناء الوحيد، حيث تم تكريمها بعد رحيلها.
أما هذا العام فقد وقع اختيار الجائزة على الأسماء اللامعة، الناقدة الدكتورة وفاء كمالو كشخصية الجائزة عن فرع المقال النقدى، الكاتب والمخرج المسرحى عباس أحمد، شخصية الجائزة عن فرع النصوص الموجهة للكبار، والمؤلف والمخرج المسرحى درويش الأسيوطى، شخصية الجائزة عن فرع النصوص الموجهة للأطفال، وتتضمن الجائزة درعًا ومبلغًا رمزيًا قدره ١٠ آلاف جنيه، كما رفعنا سن المشاركة هذا العام، لتصبح متاحة حتى سن ٥٠ عامًا بعد أن كانت السن المحددة لا تتجاوز ٣٥ عامًا، وجاء هذا التعديل بناء على طلب الكثير من المهتمين بالجائزة.
وفى هذا العام أنتجنا ٣ أفلام قصيرة عن أصحاب الدورات، وهى موزعة بين فرع المقال النقدى، ودورة الناقدة المصرية الراحلة رنا أبوالعلا، وفرع النصوص الموجهة للأطفال، دورة الكاتب الجزائرى الراحل حسين طايلب، وفرع النصوص الموجهة للكبار، دورة الكاتب البحرينى الراحل فريد رمضان، وتم عرضها خلال الحفل، وحازت على إعجاب الجمهور.
■ ما تقييمك للأعمال المقدمة من المشاركين فى الجائزة هذا العام؟
- لا أستطيع تقييم الأعمال المشاركة لهذا العام، لأنى معتاد على عدم قراءتها إلا عند إصدارها فى كتاب يتم توزيعه مجانًا فى دورة العام المقبل، فدورى لا بد ألا يتجاوز الدور اللوجستى الحاضن للجائزة، والراعى لها، بعيدًا عن تقييمى وذائقتى، خاصة وأن مهمة التقييم موكلة إلى لجان تحكيم رفيعة المستوى، من خيرة النقاد والكتاب والمسرحيين فى الوطن العربى، لذا أكتفى بقراءة النصوص والمقالات الفائزة بعد صدورها فى كتاب.
وتشكلت لجنة تحكيم فرع المقال النقدى هذا العام من الدكتور كمال يونس من مصر، والدكتور ياسر البراك من العراق، والدكتور حسن يوسفى من المغرب، ولجنة تحكيم فرع النصوص الموجهة للأطفال من الدكتور باسمة يونس من الإمارات والدكتور كنزة مباركى من الجزائز، وعبده الزراع من مصر، ولجنة تحكيم فرع النصوص الموجهة للكبار على عبدالنبى الزيدى من العراق، والدكتور على الجنفدى من اليمن، وخالد الرويعى من البحرين.
■ هل هناك معايير محددة بخصوص نوع الكتابة المسرحية التى تستهدفها الجائزة؟
- الجميل فى الجائزة أنها لا تشترط سمة معينة للنصوص، لذلك نحن نحظى سنويًا بمجموعة كبيرة من مختلف التوجهات على مستوى المدارس المسرحية أو الأنواع، لذلك وبكل صدق ليس هناك اتجاه محدد يتم التركيز عليه فى النصوص المشاركة أو يكون هو الأكثر مشاركة، وبإمكانك الاطلاع على إصدار الجائزة السابقة لتخرجى بنفس النتيجة، ولعل آلية التحكيم تسهم بذلك، حيث لا يعرف المحكمون أى معلومات عن المشاركين أو زملائهم فى لجان التحكيم فيتعاملون مع النصوص وحدها دون أسماء، ويتعرفون على الأسماء أثناء الإعلان عن القائمة الطويلة فقط، أما أعضاء لجان التحكيم فلا يتعرفون على زملائهم فى اللجان إلا يوم الإعلان عن الفائزين، مثلهم مثل المشاركين فى المسابقة تمامًا، ويبقى المقياس الوحيد فى التحكيم، مجموع الدرجات فقط، الأمر الذى يضمن عدم تفضيل نوع على آخر أو مدرسة على أخرى.
■ حدثنا عن حصاد الجائزة على مدار دوراتها وحتى الآن.
- وصل عدد المشاركين حتى الدورة الرابعة ٢٠٢٤، التى أقمنا حفل توزيع جوائزها قبل أيام قليلة، إلى ما يتجاوز ٥٠٠ مشارك من كل أقطار الوطن العربى، تجاوز فيها الفائزون عدد ٦٣ فائزًا فى تلك الدورات، وأسفرت عن صدور ٣ إصدارات ضمت بين أغلفتها ١٥ مقالًا نقديًا، وقدمت ١٥ ناقدًا من الوطن العربى، و٤٩ نصًا مسرحيا للأطفال والكبار، ويعنى ذلك أننا أمام ٤٩ كاتبًا مسرحيًا مختلفًا من كل أقطار الوطن العربى، كما تم تكريم ٦ شخصيات من رموز المسرح المصرى فى فروع الجائزة الثلاث، وحضر ٣٠ محكمًا مختلفًا من خيرة المسرحيين المعروفين من جميع أقطار الوطن العربى، ولم يتم تكرار اسم أى محكم حتى الآن، بجانب إطلاق أسماء ١٠ مبدعين راحلين من جميع أقطار الوطن العربى على دورات الجائزة ضمن فروعها الثلاثة، والقادم أكبر وأجمل بإذن الله.