فاز عنها بجائزة اتحاد الكتاب..
على حسن لـ"الدستور": حياة مى زيادة لم تكن هادئة يومًا
عن روايته “أنا مي زيادة”، فاز الكاتب الروائي علي حسن، بجائزة اتحاد كتاب مصر، فرع السرد، والتي أعلنها الاتحاد أمس السبت.
الآنسة مى زيادة عبقرية لا يخفت بريقها
وحول الرواية وفوزه بجائزة اتحاد الكتاب فرع السرد، قال الكاتب علي حسن، في تصريحات خاصة لــ“الدستور”: الآنسة مي زيادة؛ عبقرية لا يخفت بريقها، شمس دون انزواء، جذوة لا تنطفئ، قيثارة ليست تصدأ أوتارها ولا تتبدد أنغامها، بل تزداد وهجًا وبريقًا مع تعاقب السنوات، لكن المؤلم أن هذه الجوهرة الثمينة، نتيجة لأطماع الناس تُهان.
ويتقول عليها المنتفعون، يستغلها المرابون، لكنهم دون شك يخسرون أنفسهم واحترام القراء لهم بعدما تنكشف الحقائق، التي قد تغيب بعض الوقت، لكنها أبدًا لا تغيب كل الوقت، فلابد للحق أن يظهر ساطعًا في النهاية.
وتابع “حسن”: "أنا مي زيادة" رواية في أربعمئة وسبعين صفحة تقتحم حياة مي التي لم تكن هادئة يومًا، تكشف أسرارها بنبل دون منفعة، تتجاوز التاريخ، السيرة الذاتية، تتشابك مع الحاضر الذي لا ينفصم عن الماضي أبدًا، فلا تكشف مأساة مي زيادة فقط، وإنما تقدم إلينا مأساة المرأة العربية، التي لم ولن ينصفها المجتمع العربي مهما ادعى المدعون، وكذب الكاذبون أو اعتقدت المرأة ذاتها بأنها نالت شيئًا من حقوقها، فالزمن دائر بلا إنقطاع، وأشباه مي كثيرات، بالأمس واليوم وغدًا، فجميعهن محاصرات مثلها بعراقيل وحواجز تحول دون انطلاقهن وتألقهن وتحققهن.
كثرت الكتابات عن مي، حياتها وأدبها وفكرها، لكن أغلب هذه الكتابات تناولتها على أنها فتاة لعوب، تحاول أن تتسلق إلى القمة على أكتاف الرجال مستغلة ما حبتها الطبيعة به من ثقافة وأنوثة. لم يكن ذلك إلا كذبًا وافتراءً، فما مي إلا فتاة عبقرية قلما جاد الزمان بمثلها، وأن كل من هاموا بها والتفوا حولها ما هم إلا رجال علموا قدرها وتمنوا أن تصير لهم مُلهمةً، يكتبون فيها شعرًا ونثرًا.
كثير من الكتابات التي تناولت حياة مي زيادة لم تكن إلا رغبة في الكسب
وأضاف: كثير من الكتابات التي تناولت حياة مي زيادة لم تكن إلا رغبة في الكسب والتربح على حساب حياتها وتعاستها، هناك أيضًا كان صدقًا، فتناول حياتها بتجرد وشرف، لكنهم جميعًا لم يكتبوا عن حياتها كاملة، بكل مأساتها التي يصعب أن تتكرر بكل هذا البؤس والشقاء!
بعض هؤلاء كتبوا عن صالونها، وبعضهم كتب عن علاقة الحب بينها وبين جبران، وهناك من كتب عن مرحلة العصفورية. روايتي هذه صدرت عام 2022 من مركز إنسان، تروي سيرة مي منذ فكر والدها إلياس زيادة في الهجرة من لبنان إلى مصر، تتوالى الأحداث حتى موتها بعد مأساة وظلم لم يتعرض له إنسان!
كان التقدم لجائزة اتحاد كتاب مصر مصادفة، ودون ترتيب، لكن الحقيقة وبكل صدق، كان لديَّ إيمان قوي بأن "أنا مي زيادة" سوف تفوز بالجائزة، لست أدري سببًا لهذه الثقة، إلا ما بذلته من جهد من أجل إنصافها، خمس سنوات أبحث عن الحقيقة، أقرأ، تماهيت معها، حتى صارت مني وصرت منها، ولا بد أن تجد "مي زيادة" إنصافًا وتقديرًا مهما طال الوقت.