أمين الفتوى: احذروا التدين الكمى أحد أسباب الإلحاد
قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوي بدار الإفتاء المصرية، إن التدين الكمي، وتربية الأولاد على الكم في الدين أحد أهم أسباب تشكك الأولاد في وجود الله، مردفا: "لما تغرس في أولادنا أن يعبدوا الله من أجل الحسنات فقط، وكأننا نتعامل مع تاجر".
وأضاف خلال تقديم بيرنامج "ولا تعسروا" المذاع على القناة الأولى: "العلاقة بين العبد وربه ليست عبارة عن "خد وهات"، اصلي الصلوات الخمس أخد 50 حسنة، ادعيلك تحقق لي ما أريد، وكأني أتعامل مع صراف، حاشاه تعالى عن ذلك علوا كبيرًا".
ولفت الورداني إلى أن هذا التدين الكمي ينزعج من حديث "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، ويكره منهج الأزهر الشريف، لأنه يعلم العقيدة، وكرس التدين الكمي أن دراسة العقيدة للإيمان والكفر وليس لمعرفة الله، موضحًا أن علم العقيدة على عكس ذلك ليس للحكم مؤمن وكافر، وإنما للحياة والتعرف على الله، وأن ينعقد القلب فتنضبط التصرفات.
وأردف: "نقول لأصحاب التدين الكمي ما قولكم في قول الله وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين؟ فالرحمة مكارم الأخلاق، والصلاة مكارم أخلاق، لأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، لكن عندما تربي الولد أن يعبد الله من أجل الحسنات، يشعر أن حياته فارغة، عندما يصل لعدد كبير من الحسنات، لا يشعر بسعادة ولا لذة، بينما النبي علمنا أن الصلاة صلة بين العبد وربه، يدوب في الصلاة".
وأشار إلى حديث قدسي يقول النبي فيما رواه عن رب العزة "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، نصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال الحمد لله رب العالمين، قال الله حمدني عبدي، وإذا قال الرحمن الرحيم قال أثنى علي عبدي"، معقبًا: "يصلي الولد ليدوب في الصلاة، مش عشان ميحصلوش حاجة، بل علمه يدوب في الصلاة، لما يروح للصلاة أنها صلة تملأ حياته، الصلاة لأن الله يحبنا".