نحو مستقبل أفضل.. مؤتمر السكان والصحة 2024 يضع مصر في طليعة التنمية العالمية
تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، اجتمع العالم مرة أخرى في النسخة الثانية من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية لعام 2024، حيث شهدت القاهرة حدثًا كبيرًا يجسد التزام مصر المستمر نحو تحقيق التنمية المستدامة وبناء الإنسان المصري، وكان هذا المؤتمر، الذي افتتحه الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، بمثابة امتداد للجهود المبذولة منذ النسخة الأولى، ليثير في أذهان الحاضرين مقارنة بين العامين ويعيد رسم خارطة التنمية في مصر.
مؤتمرات السكان العالمية
تبدأ رحلة مؤتمرات السكان العالمية إلى عام 1954 في روما، والتي نوضحها باستخدام أداة "تايم لاين":
النسخة الأولى وتحقيق أهدافها
وبعد توقف تلك المؤتمرات لمدة عامين، بسبب جائحة "كورونا" التي بدأت منذ عام 2020 إلى 2022، عادت مرة أخرى قبل عام من اليوم، حيث وقفت مصر خلال النسخة الأولى من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية (PHDC23)، في ذلك الوقت، وكانت التوقعات تتعلق بتحقيق توصيات المؤتمر على أرض الواقع، وفعلًا نجحت الحكومة في تحويل هذه التوصيات إلى مشاريع عملية ملموسة.
ونجحت مصر في تحقيق عدد من توصيات تلك النسخة، بدءً من تجهيز 35 عيادة للصحة الإنجابية في المناطق الأكثر احتياجًا، حتى إطلاق مبادرة "الألف يوم الذهبية" التي عززت مفهوم الأسرة الصغيرة ونظمت المباعدة بين الولادات، إلى جانب ذلك، كانت هناك جهود ضخمة في تدريب أكثر من 1000 مقدم مشورة في المجلس القومي للمرأة، وتثقيف آلاف الأطباء والممرضات على تقديم خدمات الصحة الإنجابية.
وتم أيضًا تفعيل اللامركزية وإشراك المحافظات في وضع وتنفيذ السياسات السكانية، والعمل على تعميم الاستراتيجية القومية للسكان والتنمية، كذلك تنشيط العمل بمجال السكان في 3 محافظات كمرحلة أولى وهي مطروح، الغربية، وأسيوط، كما تم إعداد دليل التخطيط الإقليمي لإعداد الخطط السكانية التنفيذية، وتقديم تدريب لمسؤولي الفروع لتعزيز فهم التخطيط السكاني.
وتدريب فريق التمريض على تقديم خدمات الصحة الإنجابية وتفعيل برنامج الطبيبة الزائرة في المحافظات التي تخلو من الأطباء، أيضًا إدراج فصل عن المشكلات المترتبة عن الزيادة السكانية في كتاب القضايا المجتمعية لطلاب الجامعات، وإطلاق المسابقة الشبابية للإبداع بين طلاب الجامعات المصرية، وتحديث السياسة الإعلامية السكانية وتنفيذ حملة إعلامية لقضايا السكان بالتعاون مع الهيئات الإعلامية وشركات المحمول ووزارة الأوقاف.
وتدريب 5113 طبيبًا و4117 ممرضة على خدمات تنظيم الأسرة وتقديم المشورة، إلى جانب اعتماد إدارة اقتصاديات الصحة بوزارة الصحة والسكان، وإنشاء وحدات لاقتصاديات الصحة على مستوى الوزارة.
الطريق إلى النسخة الثانية
ومع افتتاح النسخة الثانية من المؤتمر، لم يكن الهدف مجرد استعراض إنجازات الماضي، بل توسيع الرؤية إلى مجالات أوسع تشمل التعليم، الرياضة، الاقتصاد، والثقافة، ففي هذا العام، لم يكن الحديث مقتصرًا على القضايا السكانية فحسب، بل تم تناول مواضيع تحسين النظام الصحي، تطوير التعليم باستخدام التكنولوجيا، وتوسيع نطاق البرامج الثقافية والرياضية لتشمل كافة محافظات الجمهورية.
وفي كلمة ألقاها الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، ونائب رئيس الوزراء، أكد أن هذه النسخة تمثل "بداية جديدة لبناء الإنسان"، وهي مبادرة تستهدف الاستثمار في رأس المال البشري لتحقيق التنمية المستدامة، حيث تركز على تعزيز الهوية المصرية وتطوير المهارات بما يتناسب مع احتياجات السوق المحلية والعالمية. المحاور الأساسية للمؤتمر شملت أيضًا الأمن القومي، تحسين جودة الخدمات الصحية والتعليمية، وتأمين فرص عمل لائقة تدعم الاقتصاد التنافسي.
استراتيجيات جديدة وشراكات دولية
وكان هذا المؤتمر مختلفًا أيضًا من حيث الشراكات الدولية التي شاركت فيه، حيث شهد تعاونًا مثمرًا بين مصر ومنظمات مثل الأمم المتحدة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والهدف كان واضحًا، هو تعزيز التعاون الدولي لدعم التنمية المستدامة، ولم يكن هذا التعاون مجرد تبادل للأفكار، بل شهد المؤتمر اعترافًا دوليًا بجهود مصر في مكافحة الأمراض، حيث تسلمت الدولة شهادة رسمية من منظمة الصحة العالمية للإشهاد بالقضاء على مرض الملاريا.
وقدم المؤتمر للرئيس عبد الفتاح السيسي الاستراتيجية الوطنية الصحية 2024/2030، التي تعد خارطة طريق نحو مستقبل أفضل في مجال الرعاية الصحية، مما يعزز الجهود المبذولة لتحقيق رؤية مصر 2030.
جلسات المؤتمر (إنفوجراف)