"هتلاقي دواك".. صيدلانية تطلق مبادرة لتوفير علاج السرطان للمرضي بعد وفاة والدها بالمرض (فيديو)
"وولد صالح يدعو له"... هكذا طبقت الدكتورة هناء محمد أبو طالب، صيدلانية بمركز الواسطى شمال بني سويف، حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بعد وفاة والدها الذي رحل متأثرًا بإصابته بالمرض اللعين "الكانسر"، حيث قررت أن تسخر حياتها لتوفير الأدوية بالمجان وبنصف الثمن لمرضى السرطان داخل محافظتها والمحافظات الأخرى.
ولجأت الصيدلانية إلى تأسيس مبادرة "هتلاقي دواك" لتوفير أدوية مرضى السرطان بالمجان وبنصف الثمن، بهدف تخفيف العبء عنهم وعن أسرهم، وأن تكون صدقة جارية على روح والدها، الذي ترك حزنًا في قلبها لا يمحوه الزمن.
تزوجت الدكتورة هناء محمد أبو طالب بمدينة الواسطى وتركت منزل أسرتها، حيث أصبحت أم لأربعة من الأبناء، حيث كانت تعيش حياة هادئة مع أولادها وزوجها، تذهب إلى منزل والدها تقضي معهم الأوقات السعيدة، فكانت حياتها متعلقة بهم، حتى جاءت الصدمة وشعر الأب ببعض الآلام المفاجئة، الكل تسارع به إلى الأطباء من أجل الاطمئنان على صحته، إلا أن الأطباء أخبروهم بإصابته بالمرض اللعين "السرطان" لتتغير حياة "هناء" الهادئة، وينفذ أمر الله سريعاً ويرحل الأب بعد رحلة قصيرة مع المرض، وتقرر ابنته إطلاق مبادرة ترحمًا على وفاة والدها وتكون ذكرى خالدة له.
"الدستور" في مسقط رأس الصيدلانية لمتابعة أعمال المبادرة
"الدستور" ذهبت إلى الدكتورة هناء محمد أبو طالب، بمدينة الواسطى مسقط رأسها، حيث تسكن في بيت زوجها على بعد 30 كيلو متر من مدينة بني سويف، لمتابعة أعمال المبادرة، بعدما أصبحت حديث الساعة والانتشار الكبير لها، بعد نجاحها في توفير العلاج مجانًا أو بسعر مخفض.
"حبيت أترك ذكرى طيبة لوالدي ويظل اسمه على لسان الناس" بتلك الكلمات بدأت الدكتورة "هناء" حديثها لـ"الدستور" قائلة: من خلال عملي لم أكن شخصًا عاديًا، لكنني أحاول دائمًا أن أكون شخصًا مختلفًا ومتميز عن الآخرين من أجل تحقيق حلمي وحلم والدي رحمة الله عليه في ذلك الوقت وقبل رحيله.
تخرجت عام 2010 من كلية الصيدلة
تابعت الدكتورة هناء، أنها التحقت بكلية الصيدلة وتخرجت عام 2010، فوالدي كان رافض الالتحاق بكلية الصيدلة، وكان يتمنى أن التحق بكلية الطب البشري، فكنت أحلم أن أحقق حلمه وأكون مصدر سعادة له، وأن قرار الالتحاق بكلية الصيدلة لم يكن خطأ، وعملت خلال تلك الفترة على التطوير من نفسي من أجل إسعاده وإدخال الفرحة على قلبه، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، وتعرض والدي لبعض الظروف الصحية عام 2019، وكانت بداية النهاية بعد إصابته بالمرض اللعين "الكانسر"، ورحل عن الدنيا في 2021.
ومن هنا توقفت الحياة بالنسبة لي وفقدت الشغف في العمل أو الاستمرار بالصيدلية، فموته كان قاسيًا علي، فتجربة مرضه كانت صعبة جدًا علينا وبالأخص في توفير أدوية المرض اللعين وكان يتطلب مننا التواصل مع صيدليات على مستوى الجمهورية لتوفير العلاج.
فاصيل المبادرة
أشارت الدكتورة هناء أبو طالب، إلى أن مبادرة "هتلاقي دواك" جاءت كفكرة وأنا جالسة في إحدى الليالي، حيث قررت تنفيذها وأنا اعتقد أنها ستستمر شهر أو شهرين لكنها استمرت حتى الآن بما يقارب العامين نتيجة لما لمسته عند المرضى وذويهم، فالمبادرة انطلقت من باب توفير علاج الكانسر للمرضى في محافظات مصر، وعلى الرغم من وجودي في بني سويف إلا أن لدي المقدرة على توصيل العلاج لأي مكان داخل مصر بدون أي معاناة أو جهد، فأنا استطيع توفير العلاج بعد 5 دقائق من إرسال المريض نوع الأدوية التي يحتاجها نتيجة شبكة علاقات تم تكوينها لتوفير الأدوية بكل سهولة، والتواصل مع المريض من أجل توصيل الأدوية له في أسرع وقت.
وأشادت بدعم الأسرة والأهل والأصدقاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي للمبادرة واستمرار توفير الأدوية، فالمبادرة انتشرت على مجال أوسع، وتلقيت اتصالات عديدة من المواطنين للتبرع بالأدوية مجانًا للمرضى، وتمكنت من توفير أدوية مجانًا بشكل كبير جدًا لم أكن اتوقعه، فقد تخطت الملايين من الجنيهات، من بينهم حالة تم توفير أدوية لها بقيمة نصف مليون جنيه مجانًا للحالة، وبعض الأدوية الأخرى يتعدى سعرها 50 ألف جنيه في المرة الواحدة.
وتابعت، أن العقبات التي تواجهني الآن هو بعد المسافات عن المرضى في المحافظات الأخرى، فقد تصل الأدوية إليهم بعد يوم أو يومين، وبعد الوصول اتواصل معهم من أجل الاطمئنان عليهم واحب الاستماع إلى أصواتهم فدموع الفرحة تجعلني أبكى معهم نتيجة توفير العلاج، ومن فرحتي مع إحدى الحالات جعلتني أصلي ركعتين شكر لله بعد توفير الأدوية بصورة مجانية.
أحلام الفترة المقبلة
واختتمت حديثها لـ"الدستور" بأن أحلامها الفترة المقبلة هو التوسع في المبادرة من أجل توفير الأدوية المجانية لكل الحالات لأن هناك حالات تطالبني بتوفير العلاج، مما يزيد ثقة المرضى وتزيد معه كمية التبرعات بالعلاج.
الفيديو
https://m.youtube.com/watch?v=bUeLUMIfNQ4