رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التحديات النفسية: تأثير التمييز على الصحة العقلية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يُعد التمييز بين الأفراد بشكل عام من الخصال الاجتماعية التي تترك آثارًا عميقة عليهم وعلى المجتمعات، ولعل أخطر أنواع هذا التمييز هو التمييز الجنسي بينهم، والذي أثبتت الدراسات أنه يترك آثارًا ضارة طويلة الأمد أكثر من غيره، تنعكس بالسلب على كل من الفرد والمجتمع.

في هذا الصدد يقول الدكتور هشام مجدي خبير الصحة النفسية في حديثه لـ"الدستور" إنه تظهر العديد من الدراسات أن الأفراد الذين يتعرضون للتمييز الجنسي يعانون من مستويات مرتفعة من القلق والاكتئاب، كما يعد التمييز مصدرًا للضغط النفسي المستمر، ما يؤدي إلى مشاعر العزلة والقلق بشأن الهوية والانتماء. 

وأكد هشام أنه تتسبب تجارب التمييز في تقويض تقدير الذات وتعزيز مشاعر الفشل.

وتابع أنه يؤدي كذلك إلى زيادة معدلات القلق، حيث يتعرض الأفراد للقلق المستمر بشأن قبولهم في المجتمع أو في بيئات العمل، ما تنتج عنه ضغوط نفسية تفوق ما يواجهه الآخرون.

وأضاف أنه في بعض الأحيان قد يؤدي هذا التمييز  إلى ظهور الأفكار الانتحارية، وذلك في الحالات الحادة، خصوصًا لدى الفئات الأكثر تضررًا.

أما عن رأيه في كيفية علاج الآثار الناتجة عن التمييز الجنسي قال الخبير النفسي إنه يجب التشديد على أهمية تقديم الدعم النفسي للأفراد المتأثرين بذلك التمييز، وأوصى بضرورة تقديم العلاج النفسي لهم من خلال العلاج السلوكي المعرفي، والذي يعد من أكثر الأساليب فعالية، حيث يساعد الأفراد على معالجة مشاعرهم وتطوير استراتيجيات المواجهة، كما يمكن استخدام العلاج الدوائي.

وأردف أنه يجب أيضًا تشكيل مجموعات داعمة تكون عبارة عن مساحة آمنة للأفراد الذين تعرضوا لهذا التمييز للتعبير عن تجاربهم، وتلقي الدعم للآخرين الذين يواجهون تحديات مشابهة.

كما أكد أنه يجب التوعية والتثقيف حول خطورة التمييز الجنسي، مشيرًا إلى أن تعزيز الوعي بالتمييز وآثاره النفسية يعد أمرًا في غاية الأهمية، ويجب أن يتم من خلال برامج تعليمية مختلفة مدروسة ومحددة.

وأشار "ماجد" إلى أنه إلى الآن يظل التمييز وخاصة الجنسي أحد التحديات الرئيسية التي تواجه الصحة العقلية، والذي حياله يحتاج الأفراد إلى دعم متخصص لمواجهة الآثار الناتجة عنه، مؤكدًا على أن تحسين الوعي والممارسات العلاجية يمكن أن يساعد في تخفيف هذه الآثار وتقديم الأمل للأفراد المتضررين، كما أن خلق بيئات أكثر شمولية وداعمة من شأنه المساهمة في تعزيز تخفيف أضرار هذا التمييز.