اقتصاديون: مصر والسعودية تسعيان للتكامل فى جميع المجالات
أشاد عدد من المستثمرين والخبراء الاقتصاديين بتطور العلاقات الاقتصادية بين مصر والسعودية فى السنوات الأخيرة، موضحين أنها تعد واحدة من أهم الشراكات الاستراتيجية فى المنطقة العربية، وتعكس مدى التعاون والتنسيق الاقتصادى والسياسى بين البلدين.
وأوضحوا، خلال حديثهم لـ«الدستور»، أن العلاقات بين البلدين شهدت تطورًا ملحوظًا ومتزايدًا خلال السنوات الأخيرة، وباتت تمثل نموذجًا للتعاون المثمر بين دولتين عربيتين، تسعيان لتحقيق مصالح مشتركة على كل الأصعدة، الاقتصادية منها والتجارية والاستثمارية، مشيرين إلى أهمية العمل على تحقيق التكامل الاقتصادى والتجارى بين مصر والسعودية، لدعم جهود التنمية المستدامة فى البلدين الشقيقين.
هشام توفيق: تعكس الرغبة فى التعاون المثمر
قال هشام توفيق، وزير قطاع الأعمال العام الأسبق، إن التقارير تشير إلى أن حجم التبادل التجارى بين مصر والسعودية يشهد نموًا مستمرًا طوال السنوات الماضية، خاصة بعدما تجاوزت قيمة التبادل التجارى بين البلدين فى السنوات الأخيرة ٧ مليارات دولار.
وأوضح أن هذا الحجم الكبير من العلاقات يعكس رغبة كل من القاهرة والرياض فى تعزيز التعاون بينهما، خاصة أن السعودية تُعد أحد أكبر الشركاء التجاريين لمصر، فى حين أن الاستثمارات السعودية فى مصر تعد من بين الأكبر فى المنطقة.
وأشاد وزير قطاع الأعمال الأسبق بالتعاون المصرى- السعودى، مشيرًا إلى أنه بات نموذجًا للتعاون المثمر بين دولتين عربيتين، تسعيان لتحقيق مصالح مشتركة على كل الأصعدة، الاقتصادية منها والتجارية والاستثمارية.
عبدالمنعم السيد: تعزيز جهود التنمية
أشار الدكتور عبدالمنعم السيد، الخبير الاقتصادى، رئيس مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية، إلى أن المملكة العربية السعودية تعد واحدة من أبرز الشركاء التجاريين لمصر فى المنطقة، موضحًا أن تشكيل مجلس التنسيق الأعلى المصرى- السعودى، برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى وولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، وتوقيع اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة بين البلدين، سيحقق التكامل الاقتصادى والتجارى، ويؤدى إلى زيادة حجم الاستثمارات السعودية فى مصر.
واستطرد «توقيع اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة بين البلدين سيعزز من حجم الاستثمارات السعودية المباشرة فى مصر، ما يسهم فى النمو الاقتصادى، ويخلق فرص عمل جديدة، ويساعد فى تنويع مصادر الدخل وزيادة الإيرادات من القطاعات المستهدفة، وتعزيز مكانة مصر كمركز تجارى إقليمى، ما يدعم جهود التنمية المستدامة».
ميرفت حطبة: دعم الأسواق المشتركة لتحقيق الأمن الغذائى
أكدت ميرفت حطبة، رئيس الشركة القابضة للسياحة والفنادق سابقًا، إن القطاع السياحى يعد أحد أبرز المجالات التى شهدت تطورًا ملحوظًا فى العلاقات المصرية- السعودية، موضحة أن السعودية تتبوأ مركزًا متقدمًا بين الدول التى تصدّر السياح إلى مصر.
وأضافت «إذا انتقلنا للملف الاقتصادى بشكل عام، سنلاحظ أن الاستثمارات السعودية فى مصر تغطى العديد من المجالات الحيوية، بدءًا من قطاع الطاقة والمشاريع البتروكيماوية، وصولًا إلى قطاعى العقارات والسياحة».
وتابعت «لدينا، أيضًا، الصناديق الاستثمارية والشركات السعودية الكبرى، مثل صندوق الاستثمارات العامة السعودى، والتى تستثمر بمليارات الدولارات فى مشاريع مختلفة داخل مصر، وهذه الاستثمارات تسهم بشكل مباشر فى تعزيز الاقتصاد المصرى، حيث توفر فرص عمل جديدة وتدعم البنية التحتية».
واستطردت «على الجانب الآخر، تحرص مصر على تعزيز علاقتها مع السعودية فى قطاعى الصناعة والزراعة، وذلك عبر إقامة مشروعات مشتركة تهدف إلى تحقيق الأمن الغذائى ودعم النمو الصناعى».
أشرف غراب: فتح الباب أمام الشركات السعودية الراغبة فى الاستثمار بمصر
أوضح الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادى، أن زيارة ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان القاهرة، جاءت فى توقيت مناسب وجيد للغاية، وستؤدى إلى فتح الباب على مصراعيه أمام الشركات السعودية الراغبة فى الاستثمار فى مصر خلال الفترة المقبلة.
وأضاف «غراب» أن زيارة ولى العهد السعودى مصر ستحقق مكاسب اقتصادية مهمة للدولتين، منها تعزيز الشراكة الاستراتيجية الاقتصادية، والتكامل الاقتصادى بين البلدين الكبيرين، مضيفًا أن ولى العهد السعودى وجه الشهر الماضى بضخ استثمارات بنحو ٥ مليارات دولار فى مصر كبداية.
وبين أن نتائج الزيارة تنعكس على تدفقات الاستثمارات السعودية فى شرايين الاقتصاد المصرى خلال الفترة المقبلة، خاصة بعد نجاح الحكومة المصرية فى حل مشكلات المستثمرين السعوديين، وبعد توقيع اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمارات المصرية-السعودية؛ بالتزامن مع أول اجتماع للمجلس التنسيقى بين البلدين.
وأضاف «مناخ الاستثمار المصرى واعد بما به من مناطق اقتصادية ضخمة؛ كالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والعين السخنة، وغيرهما من المشروعات القومية الضخمة.
خالد الشافعى: نقل الخبرات بين البلدين
رأى الدكتور خالد الشافعى، الخبير الاقتصادى، أن الاستثمارات السعودية فى مصر تعكس الثقة المتزايدة فى الاقتصاد المصرى، مشيرًا إلى أن هذه الاستثمارات محورية فى دعم مشروعات التنمية والبنية التحتية، ما يسهم فى تحسين بيئة الأعمال فى مصر ويعزز النمو الاقتصادى.
وقال «الشافعى» إن مصر والسعودية تمثلان محور الاستقرار والأمن فى المنطقة، موضحًا أن العلاقات بين القاهرة والرياض قوية ومستدامة عبر العقود، مع وجود العديد من العائلات المصرية ذات الأصول فى الجزيرة العربية.
وأضاف أن العلاقات الاقتصادية بين مصر والسعودية لا تقتصر على الجانب التجارى فقط، بل تمتد إلى التعاون فى مجالات أخرى، مثل التعليم والاستثمار فى التكنولوجيا، هذا التعاون يسهم فى نقل الخبرات وتعزيز الابتكار بين البلدين.
فتحى السيد: مشروعات بمجالات السياحة والنقل والبنية التحتية
شدد الدكتور فتحى السيد، أستاذ الاقتصاد بكلية التجارة جامعة بنها، على أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين تشهد أزهى عصورها فى عهد الرئيس السيسى والأمير محمد بن سلمان ولى العهد السعودى، متوقعًا أن تحقق الزيارة طفرة كبيرة فى حجم الاستثمارات السعودية فى عدة مشروعات بمجالات السياحة والنقل والكهرباء والبنية التحتية.
وأكد «السيد» أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، ما يسهم فى تحقيق الاستقرار فى المنطقة، موضحًا أن وجود استثمارات سعودية قوية فى مصر يمثل فرصة لتعزيز الشراكات الاستراتيجية، بما يعود بالنفع على كلا الطرفين.
ووصف العلاقات الاقتصادية بين مصر والسعودية بأنها نموذج يُحتذى به بين الدول العربية، مشيرًا إلى أن الاستثمارات السعودية فى مصر تصل إلى ٢٦ مليار دولار موزعة على ٨ آلاف شركة. فى المقابل، تُقدر الاستثمارات المصرية فى السعودية بـ٤ مليارات دولار موزعة على ٣ آلاف شركة.