رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في إطار زيارة الرئيس السيسي.. باحث لـ"الدستور": إريتريا حليف استراتيجي لمصر

الرئيس السيسي
الرئيس السيسي

قال الباحث السياسي في الشؤون الأفريقية رامي زهدي، إن مصر في منطقة القرن الإفريقي تسعي لتعاون بناء، لإحلال السلام والتعاون في مواجهة كل التحديات، وتمتلك مصر العديد من الأدوات الفاعلة التي تمكن مصر من دعم علاقات أكثر تعاون وأكثر سلمية وفي إطار آمن وسلم منطقة القرن الإفريقي بعد أن سيطرت على الإقليم العدائيات والخلافات.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الدستور": تؤمن مصر بأن السلام دائما ما يحتاج لإرادة وقوة لأن السلام قد يفرض كخيار وحيد إذا كانت بعض الدول لا تتفهم أنه الاختيار الأنسب لصالح الجميع وأن احترام سيادة وأمن الدول وحقوق الجيران هو المدخل الوحيد لعلاقات إيجابية تعاونية بين الدول.

 

حليف استراتيجي 

 

وأوضح زهدي أن إريتريا بالنسبة لمصر حليف استراتيچي رئيسي في منطقة القرن الإفريقي كما تتشارك الدولتان في نفس الرؤية لعدد كبير من الملفات الدولية والقارية.

حيث أن الرئيس افورقي زار مصر 27 مرة خلال فترة حكمه منها 7 مرات في عهد الرئيس السيسي بخلاف عدد غير محدد من اللقاءات الهامة مع مسؤولين مصريين طوال كل هذه السنوات.

وأشار إلى أنه يجمع الدولتان كونهما مشاطئتان للبحر الأحمر وانهما من دولتان من دول حوض النيل،  كما كانت مصر دائما داعم لإريتريا خلال خوضها للحرب الاستقلال وحتى إعلان استقلالها في العام 1993.

-زيارة الرئيسي السيسي إلى إريتريا 

 

 

وأكد زهدي أن زيارة الرئيس السيسي إلى إريتريا هامة وتبدو أهميتها واضحة بالرجوع للزيارات واللقاءات المختلفة التي تمت قبل الزيارة وكان منها زيارة ثنائية من رئيس جهاز المخابرات المصرية ووزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج ولقاء بالرئيس اسياس افورقي.

وأوضح: ويبدو أننا جميعا في مرحلة اعادة تشكيل ايجابي لعلاقات الدول في منطقة القرن الإفريقي.

 كما أن تحرك الرئيس بنفسه لهذه الزيارة في ظل اوضاع صعبة وصراع في منطقة الشرق الأوسط،  يعني ان للزيارة اهميتها الخاصة لدي الطرفان،  ويزيد من هذه الأهمية وجود الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في ذات الوقت،  مما يعني ان تنسيقا ثلاثيا عالي المستوي والتنظيم قد يكون مرجح جدا بين الدول الثلاثة لمواجهة التحديات الخارجية والداخلية للمنطقة،  ومنها بعد العدائيات من بعض دول الجوار،  ومنها تهديدات امن الملاحة بالبحر الأحمر.

فيما أكد الباحث في الشؤون الإفريقية، أنه بصفة عامة لم تكن أبدا مصر بعيدة عن منطقة القرن الإفريقي، بل كانت دائما "هناك" في الشدة والظروف الصعبة قبل الرخاء والظروف الإيجابية،  ووقفت مصر دائما وستقف مع الأشقاء والأصدقاء سواء في منطقة القرن الإفريقي او غيرها، لأنها هكذا هي "العقيدة" المصرية الراسخة والتي تقضي دائما باستخدام كل الأدوات والمساعي من أجل إحلال الأمن والسلم للجميع ثم تبدأ التنمية والبناء من أجل تحقيق طموح وتطلعات الشعوب،  لذا كان دائما مصر دورها التاريخي في دعم الأمن والسلم والاستقرار والتعاون الدولي البناء في منطقة القرن الإفريقي وحماية أمن وسلم البحر الأحمر وهو الممر الذي يربط عبر مياه العابرة بين قارات العالم واصلة بين اسيا وافريقيا وأوروبا وهي قارات العالم القديم ومحور دائم للإقتصاد العالمي وحياة الشعوب من كافة الأجناس.

وأفاد أيضا أن للزيارة أهمية في التعاطي مع التحديات الأمنية، حيث تعاني دول القرن الإفريقي من مجموعة من التحديات الأمنية، منها النزاعات الداخلية، والتطرف، والقرصنة والجريمة والجريمة المنظمة والعابرة للدول واعمال الإتجار بالبشر، حيث  تصاعدت حدة هذه القضايا في السنوات الأخيرة، مما يُظهر الحاجة الملحة لدور فعال من مصر في تعميق التعاون الإقليمي والدولي،  وتواجد مصري ميداني في شكل عتاد ومعدات وأفراد وخبرات بشرية وامكانات ومعلومات امنية تساهم كثيرا في استقرار الأمور ووقف اي تهديدات ايا كان نوعها او توصيفها ضد دول هذه المنطقة والتي لا يمكن أبدا فصل أمنها عن الأمن القومي المصري ولايمكن فصل الأمن القومي المصري عن الأمن القومي العربي والإفريقي وبالتبعية فإن أمن هذه المنطقة جزء مؤثر وهام جدا من أمن وإستقرار العالم.

واختتم تصريحاته بأن الزيارة مهمة لتوضيح دور مصر كدولة شريفة تمارس سياسات شريفة ولا تتحرك ضد أي دولة ولكنها تتحرك وتتعاون مع الدول في اتجاه مصالحها وضد أي سياسات خاطئة تُمثل تهديدات لأمن وسلم شعوب المنطقة.