بطولات قبائل سيناء.. عارف أبوعكر: تحولنا إلى رادارات بشرية تنقل «دَبة النملة» فى المعسكرات الإسرائيلية إلى قواتنا المسلحة
البداية من شيخ قبيلة «العكور» فى شمال سيناء، الشيخ عارف أبوعكر الذى قال إن انتصار أكتوبر المجيد يوم خالد فى ذاكرة الأمة المصرية، بعد ما شهده من استعادة الكرامة والعزة لكل مصرى.
وأضاف «أبوعكر»: «فى سيناء، ما زلنا نروى بطولات أجدادنا مع الجيش لأطفالنا، ونعتبر هذه الذكرى بمثابة احتفال ببطولات المقاتلين العظام فى القوات المسلحة التى أثبتت للعالم قدرتها على استعادة الأرض، وحماية تراب الوطن المقدس من أى عدوان، ما يعكس روح الإصرار والتضحية فى قلوب الضباط والجنود خلال حرب أكتوبر».
وواصل الشيخ السيناوى: «انتصار أكتوبر ليس فقط انتصارًا عسكريًا، بل كان رمزًا للوحدة والإرادة الصلبة التى تجمع أبناء الوطن على مر الزمان»، مشددًا على أنه «لولا شجاعة الأبطال المصريين، ما تمكنا من العيش بحرية وسلام على أرض سيناء الطاهرة».
وأكمل: «نصر أكتوبر العظيم يعيد إلى الأذهان ذكريات الفخر والاعتزاز التى عاشها أجدادنا، ويتم توريثها جيلًا بعد جيل. فى سيناء، نستذكر هذه اللحظات مع أبنائنا وأحفادنا، ونتحدث عن البطولات التى خلدها التاريخ لتكون منارة للأجيال المقبلة، ونعتبر أن هذا اليوم ليس مجرد ذكرى عابرة، بل محطة مهمة لتجديد عهد حب الوطن والانتماء إليه».
وتابع «أبوعكر»: «نزرع فى نفوس أبنائنا منذ الصغر تلك القيم العظيمة التى تجسدها تضحيات الجنود المصريين، الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم لكى تظل مصر حرة ومستقلة، وحب الوطن يسرى فى عروقنا، ونقدس ترابه الطاهر».
وشدد على أن «أهل سيناء يعتبرون هذا اليوم عيدًا لكل مصرى يقدر التضحية والعطاء»، مشيرًا إلى أن «المصريين جميعًا يدينون بالفضل لأولئك الأبطال الذين صنعوا النصر فى السادس من أكتوبر، وأعادوا إلى مصر كرامتها ومكانتها التى تستحقها».
ونبه شيخ قبيلة «العكور» فى شمال سيناء إلى أن الأجيال الحالية واللاحقة تتحمل مسئولية الحفاظ على هذا الإرث العظيم، مضيفًا: «تذكر هذه الأيام التاريخية يعزز من الانتماء الوطنى، ويحفز الجميع على استكمال مسيرة البناء والتنمية».
وحول الأدوار المهمة والتاريخية لبدو سيناء خلال حرب أكتوبر، قال «أبوعكر»: «كنا بمثابة رادارات بشرية للجيش المصرى خلف خطوط العدو، ترصد (دبة النملة) وتبلغ بها، ليتم التعامل معها بشكل مباشر».
وأشار «أبوعكر» إلى ذكريات أجداده التى ما زالت تُروى إلى الآن، تلك التى تتعلق بإحباط مخططات العدو الإسرائيلى للاستيلاء على سيناء من تحت السيادة المصرية، وإعلان انفصالها كمنطقة تخضع للسيطرة الإسرائيلية، خاصة خلال فترة «حرب الاستنزاف».
وذكّر بالموقف الشهير للشيخ سالم الهرش، كبير مشايخ قبائل سيناء، الذى قال فى مؤتمر «الحسنة»، الذى عُقد فى وسط سيناء بهدف «تدويلها»، فى أكتوبر ١٩٦٨، بحضور وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلى حينها، موشيه ديان: «أنتم تريدون سيناء دولة، وإن أعلنت أنها غير مصرية، ستضعون صورتى على الجنيه السيناوى، ولكننى أؤكد لكم أن سيناء، بجميع أراضيها ووديانها وجبالها وثرواتها، مصرية خالصة عبر التاريخ، وستظل مصرية إلى الأبد».
وواصل: «الشيخ سالم الهرش أعلن رفض كل مشايخ سيناء فصلها عن السيادة المصرية، مشددًا على أن مشايخ وقبائل سيناء يخضعون جميعًا للقيادة والحكومة المصرية، رغم الاحتلال الإسرائيلى».
وأتم الشيخ عارف أبوعكر بقوله: «أهالى سيناء تحملوا كل شىء كى تظل هذه البقعة الغالية تحت سيادة الدولة المصرية، فى أثناء المعركة الطويلة مع العدو الإسرائيلى».