رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مجلة أمريكية: اللبنانيون يواجهون العدوان الإسرائيلى بتعزيز الوحدة الوطنية

لبنان
لبنان

قالت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، إن اللبنانيين يريدون صياغة نظام سياسي جديد يرتفع فوق الطائفية وانتخاب رئيس جديد للبنان بعد فراغ دام في السلطة عامين، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان والسعي لشن حرب جديدة كما حدث العقود الماضية.
وأوضحت المجلة أنه عندما غزت إسرائيل لبنان في عام 1982، استغلت الانقسامات الطائفية التي ضربت لبنان خلال الحرب الأهلية، لكن هذه المرة، وعلى الرغم من الانقسامات طويلة الأمد، فإن العديد من اللبنانيين يريدون الحفاظ على روح التضامن الوطني في مواجهة الهجوم الإسرائيلي، ويريدون صياغة نظام سياسي جديد يتخطى الطائفية.

لبنان يستغل العدوان الإسرائيلي لتعزيز الوحدة وانتخاب رئيس

وأشار التقرير إلى أن التوصل لنظام كهذا لن يكون سهلًا، خاصة أن التحدي المتمثل في الحفاظ على تماسك بلد دمرته الأزمة الاقتصادية يمثل مهمة شاقة. فالآن يواجه لبنان أكبر أزمة في تاريخه تتمثل في نزوح المواطنين من منازلهم لأول مرة منذ أكثر من أربعة عقود، بينما يشن جيش الاحتلال هجومًا على جنوب لبنان بخلاف الضربات الجوية.
ووسط هذا العدوان فتحت الحكومة اللبنانية 500 مدرسة لاستيعاب النازحين في جميع أنحاء لبنان، لكن هذا ليس كافيًا، فقد نزح أكثر من مليون شخص فيما ينام الآلاف على الشواطئ وتحت الجسور وفي الشوارع وتنتشر الخيام المؤقتة في الشمال.
وقال بول سالم، الرئيس السابق لمؤسسة الشرق الأوسط البحثية، إن الضغوط تفرض "مخاطر اشتعال التوتر" مرة أخرى بين الجماعات الدينية في البلاد، لكن العلامات الأولية للوفاق بين اللبنانيين كانت أكثر تشجيعًا، فقد فتح اللبنانيون منازلهم، ورحبوا بالنازحين ونظروا إلى الشيعة، على سبيل المثال، ليس باعتبارهم من حزب الله بل كلبنانيين.
وأضاف: "قد يؤدي هذا في الأمد البعيد إلى تعزيز الوحدة الوطنية، حيث لا يريد أي حزب في لبنان صراعًا أهليًا، فالحروب الأهلية لا تحدث بالخطأ فقط، كما أن الجميع يخافون منها ويبذلون قصارى جهدهم لمحاولة تجنب حدوثها مجددًا".
وأكد سالم أن دعم الناس لمواطنيهم الشيعة لا يعني تعاطفهم مع الأهداف السياسية والعسكرية لحزب الله المدعوم من إيران، فقد غضب العديد من اللبنانيين من حزب الله لفتحه الجبهة الثانية قبل عام لدعم حركة حماس، كما أنهم غاضبون منه أيضًا لتسببه في هذا الهجوم الضخم على لبنان وتشريد مئات الآلاف.

مخاوف من حزب الله بسبب منع انتخابات رئيس لبنان

فيما قال ميشيل حلو، الأمين العام للكتلة الوطنية، لـ"بوليتيكو"، إن ما يهمهم هو الوحدة الوطنية والعودة إلى الدولة، لأن لبنان بحاجة إلى حكومة تقوم بدورها، حتى تتمكن من تفعيل جميع عناصر الردع والدبلوماسية لمنع الإسرائيليين من تدمير لبنان.
وعلى الرغم من الغضب من حزب الله فإن الشيء الوحيد الذي يتفق عليه جميع اللبنانيين هو أنهم يريدون خروج الإسرائيليين من لبنان بحسب "حلو"، مشيرًا إلى أن الرئيس الجديد من شأنه أن يمكن لبنان من العودة تحت مظلة الدولة وتطبيق قرار الأمم المتحدة رقم 1701 الذي أنهى حرب عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله، وقرر أن حزب الله لا ينبغي له أن ينشر قواته جنوب نهر الليطاني، على بعد 29 كيلومترًا شمال الحدود الإسرائيلية.
وكان سمير جعجع، رئيس حزب القوات اللبنانية المسيحية، دعا في الأسبوع الماضي رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى عقد جلسة برلمانية لانتخاب رئيس جديد، والذي ينبغي أن يكون مسيحيًا مارونيا بموجب ترتيبات تقاسم السلطة المعقدة في لبنان، مشيرة إلى أن ضعف حزب الله يثير احتمالات الاتفاق على مرشح تسوية.
لكن "حلو" شكك في أن حزب الله على الرغم من تراجعه بسبب اغتيال حسن نصرالله سيسعى إلى تسوية سريعة، مشيرًا إلى أن ضعف حزب الله قد يجبره على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، لكن المشكلة هي أن حزب الله بنى كل مصداقيته على المقاومة وهو يرى أن الطريقة الوحيدة للبقاء هي الاستمرار في القتال حتى النهاية المريرة.
وبحسب التقرير كانت هناك لحظات سابقة لتحقيق الوحدة والخروج من الطائفية بعد اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري في عام 2005، وبعد انفجار ميناء بيروت عام 2020، فقد كانت هناك احتجاجات ومطالبات عامة بالتغيير الجاد، لكن السياسة القديمة أعادت نفسها.