متخصصون: نصر أكتوبر صنع بدماء أبناء الجيش المصرى الزكية
فى إطار الاحتفاء بالذكرى الحادية والخمسين لـ نصر أكتوبر 1973، أقام المجلس الأعلى للثقافة ندوة عرض وتوقيع كتاب، "التفاصيل الغائبة ترويها ذاكرة الأبطال الحاضرة - أكتوبر 1973م".
نصر أكتوبر 1973صنع بدماء أبناء الجيش المصري
وخلال الأمسية تحدث الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، موضحًا أهمية الوثائق التاريخية مثل هذا الكتاب الذى يمثل بدوره شاهدًا حيًا على بطولات أكتوبر المجيدة، إذ يرويها أبطالها أنفسهم بألسنتهم وبأقلامهم؛ فأولئك هم من صنعوا التاريخ بدمائهم الزكية، وكتبوا بأحرف من نور ملحمة وطنية خالدة، وبعد مرور نصف قرن، ما زالت ذكرياتهم حاضرة، وتفاصيل المعارك حية فى أذهانهم، وكأنها وقعت بالأمس. إنهم جيل البطولات والتضحيات، ويستحق كل منهم كل التقدير والإجلال.
عقب ذلك أشارت دكتورة قدرية سعيد إلى سعادتها بتواجدها بالمجلس الأعلى للثقافة وسط هذه الكوكبة المتميزة من الأبطال المصريين الذين سطروا أمام العالم أجمع انتصاراتنا العظيمة على العدو الإسرائيلى، وأوضحت أن الكتاب يصيغ للقارئ نظرة شاملة على نصر أكتوبر 1973، مستندًا إلى شهادات مباشرة من أبطال الحرب، ويهدف الكتاب إلى تسليط الضوء على جوانب مختلفة من الحرب، بدءًا من الإعداد والتخطيط وحتى التنفيذ، مع التركيز على التحديات التي واجهها المقاتلون وكيف تم التغلب عليها.
فيما تحدثت الكاتبة مروة عصام الدين، موضحة، أنها واحدة من الأجيال الشابة التى لم تعاصر نصر أكتوبر المجيد، ومن هنا تكمن أهمية فكرة تأريخ هذا النصر المبين، رحلة هذا الكتاب كانت كثيرة التفاصيل؛ حيث قامت بزيارة المدينة الباسلة بورسعيد، مما أثرى الروايات العديدة والشهادات المهمة على نصرنا الكبير والتى تضمها صفحات الكتاب وتحفظها بين طياتها للأجيال التى لم تعاصره، بل وتحفظها للأجيال المستقبلية كذلك.
وفى ختام حديثها، أشارت إلى أن الجزء الثانى من الكتاب سيصدر فى الفترة المقبلة، ويتمحور حول تسجيل وحفظ شهادات وبطولات جديدة لأبطالنا البواسل، فسيجد القارىء رواية أبطال نصر أكتوبر عما خاضه كل منهم على جبهة القتال من معارك ملحمية ولحظات تاريخيّة حاسمة.
بطولات مدينة بورسعيد وأهلها البواسل
ثم تحدث المقاتل إبراهيم سعودى مسترجعًا البطولات الكبرى التى سطرتها بورسعيد، تلك المدينة الباسلة التى ينتمى لها، مشيرًا إلى الهزائم والخسائر العديدة التى كبدها للعدو الاسرائيلى برفقة زملائه آنذاك، وروى أنه خلال قيامه بإحدى العمليات ضد العدو الإسرائيلى، أصابته الأسلاك الشائكة التي وضعها العدو للتحصين ضدنا، وكان العدو يروج كذبًا أن هذه الأسلاك كانت متصلة بكهرباء عالية تصعق كل من يمسها؛ فبمجرد عودته من العملية وعلم قائده أن تلك الأسلاك الشائكة هي سبب إصابته، تأكد الجميع من كذب ما أشاعه العدو الإسرائيلى حوّل تحذيرات كاذبة ترتبط بمواجهة خطر الصعق لكل من يحاول تجاوز تلك الأسلاك الشائكة، وهو ما كان له أثر إيجابى كبير.
وفى مختتم حديثه حرص على تقديم الشكر للكاتبة مروة عصام التي زارت المدينة الباسلة، وصحبها في جولة ميدانية لأبرز المواقع التي شهدت الكثير من البطولات المصرية، خلال حرب الاستنزاف، ووصولًا إلى نصر أكتوبر المجيد وإذلال وقهر العدو الإسرائيلى، عبر تحطيم دعايته الكاذبة بأنه لا يقهر.
ومن جانبه تحدث اللواء أيمن حب الدين، مؤكدًا أن السر وراء نصر أكتوبر المجيد كان وراءه عدة عناصر، أهمها التدريب الجيد باستمرار والعزيمة والإصرار الكبير على تحقيق الانتصار، وتابع مشيرًا إلى أهمية حرب الاستنزاف، التي شهدت الكثير من البطولات المجيدة التي سطرها أبطالنا الشجعان في التاريخ الحديث بأحرف من نور؛ فكانت بمثابة أولى خطوات الانتصار.
وأكد أن الشعب المصرى يتميز بالتماسك القوى عند الشدائد والأزمات، مشيرًا إلى ما واجهته بورسعيد الباسلة وسائر مدن القناة من تهجير آنذاك.
وفي مختتم حديثه، أشار إلى أن أروع المشاهد فى ذاكرته هي تلك التي جسدت التلاحم الأسطوري بين الجنود الأبطال وأهالي بورسعيد الأبية، حيث كان كل صاروخ ينطلق وكأنه يكتب سطر جديد في ملحمة البطولة والتضحية، وسوف يذكر التاريخ كيف أن صندوق الحلوى البسيط أصبح رمزًا لهذا التلاحم، وشاهدًا على حب الشعب لجيشه.
فيما تحدث الرائد سمير نوح، موضحًا أنه كان أحد عناصر المجموعة 39 قتال، التي قامت بتنفيذ 92 عملية ضد العدو الإسرائيلي، من الرابع من يوليو عام 1967م، عقب معركة رأس العش مباشرة.
وأكد في مختتم حديثه، أنه شارك فى تنفيذ حوالى 35 عملية من ضمن عمليات المجموعة 39 قتال في حرب الاستنزاف، أبرزها عملية الكمين ضد دوريات العدو في سيناء عملية لسان التمساح الثانية بقيادة الشهيد البطل إبراهيم الرفاعي.