"رؤساء سابقون وإرهابيون وسفاحون".. أحكام لن تنسى فى تاريخ القضاء المصرى
على مدار التاريخ واجه القضاء المصري الكثير من التحديات ونجح في التصدي لعدد كبير من القضايا المهمة التي أثارت الرأي العام متمتعين بالاستقلالية التامة، وأبرز دليل على ذلك خضوع اثنين من رؤساء مصر السابقين للمحاكمة أمام المحاكم المصرية.
وشهدت الأعوام الماضية تصدر منصة القضاء المصري لمئات القضايا المهمة والمصيرية كان أبرزها محاكمة الرئيس الراحل محمد حسني مبارك ورجال نظامه السابق باتهامات قتل المتظاهرين في ثورة 25 يناير واتهامات أخرى بالفساد، واستمرت محاكمتهم على مدار سنوات حتى انتهت القضايا بأحكام مختلفة بين البراءة والإدانة، كما حاكمت هيئات مصر القضائية الرئيس المعزول محمد مرسي وأعضاء جماعته عن كل الجرائم الإرهابية التي ارتكبوها في حق البلاد.
أحكام لا تنسى للقضاء المصري
في عام 2022، أصدرت محكمة النقض حكمًا نهائيًا بتأييد الأحكام الصادرة ضد الرئيس المعزول محمد مرسي في قضية التخابر مع جهات أجنبية.
وفي فبراير 2023، قضت محكمة جنايات القاهرة بمعاقبة عدد من المنظمات الحقوقية وبعض الأفراد بتهم تلقي تمويل أجنبي دون تصريح، في القضية الشهيرة بـ قضية "التمويل الأجنبي"
رابعة ومذبحة كرداسة
وفي أعقاب ثورة 30 يونيو، اكتظت المحاكم بقضايا أعضاء الجماعة الإرهابية الذين ارتكبوا جرائم في حق الشعب المصري ومن بينها قضية "أحداث العنف في رابعة"، وأصدرت محكمة جنايات القاهرة في مارس 2023، أحكامًا بالإعدام على عدد من قيادات جماعة الإخوان الإرهابية في قضية فض اعتصام رابعة.
وفي أغسطس 2013 في أعقاب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، خرج أعضاء الجماعة الإرهابية ليرتكبوا أبشع جرائمهم في حق رجال الشرطة التي اشتهرت إعلاميًا بـ"مذبحة كرداسة" بعد اقتحامهم لمركز شرطة كرداسة بـ"الآر بي جي" وسحل وقتل 11 ضابط وفرد شرطة ومجندًا، وتداولت القضية عدة سنوات في المحاكم بأحكام متنوعة بين الإعدام والمؤبد والمشدد حتى صدر حكم نهائي بات في عام 2018 بالإعدام شنقًا لـ20 متهمًا وأحكام مختلفة لباقي المتهمين.
حبارة وعشماوي
ومن أبرز القضايا التي تصدت لها المحاكم المصرية محاكمة الإرهابي عادل حبارة قاتل 25 مجندًا في "مذبحة رفح الثانية" التي أيدت محكمة النقض حكم إعدامه شنقًا، ونفذت مصلحة السجون حكم الإعدام، وذلك بعد استنفاد كل درجات التقاضي وتصديق رئيس الجمهورية على الحكم.
الإرهابي هشام عشماوي كان له نصيب أيضًا من القضايا البارزة، حيث حوكم في ارتكاب جرائم ارهابية اغتال فيها عدد من ضباط وأفراد القوات المسلحة والشرطة وتشمل هذه القضايا الهجوم على كمين للشرطة والجيش في واحة الفرافرة ومقتل نحو 22 جنديًا في شهر رمضان عام 2014.
ومن الجرائم الأخرى التي أدين "عشماوي" بارتكابها استهداف مقر مديرية أمن الدقهلية، وحافلات للأقباط بالمنيا التي راح ضحيتها 29 شخصًا، وجريمة الواحات البحرية التي راح ضحيتها 16 ضابطًا ومجندًا من الأمن الوطني والمركزي.
العدالة الناجزة
لم تتوقف إنجازات المحاكم المصرية لدى قضايا الإرهاب، وإنما امتدت إلى القضايا الجنائية الكبرى التي تصدرت "ترند" مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأعوام الأخيرة ملتزمين بالبند الأهم والأقوى وهو "العدالة الناجزة" التي أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي عليها في عدة مناسبات تحقيقًا للقصاص وإعادة الحقوق لأصحابها.
إعدام قاتل نيرة أشرف
من أشهر القضايا التي تحقق بها بند العدالة الناجزة جريمة قتل "نيرة أشرف" طالبة جامعة المنصورة أمام أبواب الجامعة بسلاح زميلها محمد عادل والذي أجرت النيابة العامة معه تحقيقات موسعة وأحالته إلى محكمة الجنايات في أيام قليلة لتنظر المحكمة القضية وتصدر حكمًا بالإعدام شنقًا على المتهم محمد عادل.
وحفاظًا على حق المتهم في درجات التقاضي، استأنف محمد عادل على حكم إعدامه وتعاد محاكمته مرة أخرى لتؤيد محكمة الجنايات للمرة الثانية الحكم بإعدامه وبعد استنفاذ درجات التقاضي أمام محكمة النقض نفذت مصلحة السجون حكم الإعدام في محمد عادل قاتل نيرة أشرف.
سفاحو الجيزة والتجمع
شهدت أيضًا ساحات المحاكم خلال الفترة القليلة الماضية محاكمة اثنين من أخطر المجرمين الذين سيذكرهما التاريخ المشين، حيث مثل كل من صفاح الجيزة وسفاح التجمع أمام محاكمة الجنايات بسبب جرائم مروعة ارتكبها الأول في حق 4 ضحايا، بينما أزهق الثاني أرواح 3 سيدات وعاقبتهما المحاكم المختصة بالإعدام شنقًا.