رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد اغتيال حسن نصرالله.. المنطقة لن تعرف الهدوء فى القريب "الآجل"

 


 

 

اغتيال حسن نصرالله، الأمين العام وزعيم حزب الله فى لبنان، أدخل المنطقة فى مرحلة عنف جديدة وسط الخيانات المتتالية وحرب المعلومات الدقيقة التى تغتنمها إسرائيل لتنفيذ الهجمات والاغتيالات المتتابعة لأبرز القادة فى المنطقة، معتبرة هذه الأعمال الجبانة المدانة جملة وتفصيلًا حقها فى الدفاع عن نفسها.

تعيش المنطقة هذه المرحلة البالغة الصعوبة وسط شتات وانقسامات وخيانات لا أحد يعرف مداها حتى صار الجميع يحترس ويأخذ حذره ويشكك فى الآخرين بسبب التعالى فى الخلافات والأنانيات، حتى وصلت المنطقة لدائرة الفتن والاشتعال وتستغل فيها قادة إسرائيل تنفيذ مخططها وتنفذ ما يحلو لها، وللأسف لا أحد فى العالم قادر على إيقافها، فالجميع يحرص على مصالح وطنه وشعبه محاولًا تفادى الدخول فى الصراع والابتعاد عن دائرة الاشتعال قدر الإمكان مدافعًا عن وطنه بحكمة وعقلانية.

فالشعوب لا تنهزم أمام قوة العدو ولكن تهزمها الخيانات والانقسامات الداخلية والأنانيات التى تأخذ الأوطان لشاطئ مظلم ودخوله مرحلة صعبة، من المؤكد بأن المنطقة ستشهد حربا إقليمية شرسة من قبل إسرائيل من أجل احتلال أراض جديدة والتوسع فى مهام الكيان الصهيونى المجرم وستظل الولايات المتحدة الأمريكية ومجلس الأمن صامتين على ارتكاب تلك الجرائم والمجازر الإسرائيلية والأوضاع المتوترة والبالغة الصعوبة فى المنطقة.

تكاثف الغيوم الداكنة والتحديات من كل جانب يتوجب علينا جميعًا أن نتكاتف ونتقاسم الألم والفرح ونجعل من حبنا للوطن دافعًا لتجاوز الصعاب، لأنه طوق نجاتنا فى هذا العالم المتخم بالتحديات والمخاطر الداخلية والخارجية هو التكاتف، بعيدًا عن أوهام الإسلام السياسى الشيعى والسنى والانقسامات والمصالح، فالجيش الوطنى الموحد القوى، والقيادات الوطنية تؤمن بالعلم ودولة المؤسسات، وتؤمن بأهمية بناء الإنسان بالعلم والثقافة، وتؤمن بأن المدينة المنقسمة على ذاتها لا يمكن أن يحميها سور، والأهم هو توحيد الجبهة الداخلية والقوى الوطنية خلف خطاب ومشروع الدولة الوطنية.

التلاحم أقوى من السلاح، والمساندة الصادقة تزرع الأمل فى النفوس، فالشعب درع للوطن خلف الجيش والدولة فى الظروف الصعبة، وخير دليل بجوارنا الشعوب المشتعلة يفر مواطنوها تاركين الجيش يواجه المتطرفين والمتآمرين الذين يقسمون الأوطان وينفذون مخططات خارجية لها أهداف أخرى ويقومون باستغلالهم لتنفيذها، فيجوب تاركو الأوطان دولًا أخرى يبحثون عن الأمان، ولكن مهما بلغت أموالهم سيظلون غرباء ليس بأصحاب الأرض.

التكاتف والانتماء للوطن هما مفتاح تجاوز كل الأزمات والتحديات، يكفى الحوادث والخيانات الكبرى تثبت بأن «مصر» دولة كبيرة، أيا كان موقفها الاقتصادى وحال بعض أبنائها المتنافرين ولكن عفتهم ووطنيتهم فوق رءوسهم يتناولون كل الأمور على حده، ويدركون قيمة المخاطر التى تحيط بنا، لأن «المنطقة» لن تعرف الهدوء فى القريب (الآجل)، وأن الهدف فى ظل دائرة الاشتعال من قبل العدو هو «مصر».

اللهم احفظ أوطاننا ومصرنا الحبيبة وشعبها وقادتها من كل سوء وعليك بالمعتدين.