رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة اللاتينية تحتفل بذكرى القدّيس فِنسيسلاس

الكنيسة اللاتينية
الكنيسة اللاتينية

تحتفل الكنيسة اللاتينية  بذكرى القدّيس فِنسيسلاس، الشهيد، الذي ولد في أقليم "بوهيميا" عام 907. نشأ نشأة مسيحية، وتولى حكم الإقليم عام 925. عانى الشيء الكثير في حكم رعاياه وفي تعليمهم الإيمان. خانه أخوه بولزلاوس، فقتل عام 935. اعتبر شهيداً وشفيعاً لإقليم بوهيميا.


وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: أيّها الفَقر، إنّ ابن الآب الملك "صار لجمالك عاشقًا" .. عارفًا بأنّك ستكون رفيقه الأمين. قبل أن ينزل من وطنه المُشِعّ، أنت أعددتَ له مكانًا مناسبًا، وعرشًا يجلس عليه وسريرًا يرتاح عليه: العذراء الفقيرة جدًّا التي وُلد منها. منذ ولادته، كنت تسهر عليه؛ "قَمَّطَتهُ وأَضجَعَتهُ في مِذوَدٍ لأَنَّهُ لم يَكُنْ لَهُما مَوضِعٌ في الـمَضافة". ورافَقتَهُ دائمًا، طيلة وجوده على الأرض: "لِلثَّعالِبِ أَوجِرَةٌ وَلِطُيورِ ٱلسَّماءِ أَوكار، وَأَمّا ٱبنُ ٱلإِنسان، فَلَيسَ لَهُ ما يَضَعُ عَلَيهِ رَأسَهُ" . عندما بدأ التعليم بنفسه، بعدما ترك الأنبياء يتكلّمون باسمه، مدحَكَ أنت في البداية: "طوبى لِفُقَراءِ ٱلرّوح، فَإِنَّ لَهُم مَلَكوتَ ٱلسَّمَوات". 

بعدها، عندما اختار لنفسه بعض الأصدقاء ليكونوا شهودًا له على خلاص البشريّة، لم يدعُ التجّار الأغنياء، إنّما الصيّادين المتواضعين، لكي يُظهِرَ للجميع إلى أي حدّ يجب للاحترام الذي يكنّه لكَ، أيّها الفقر، أن يولّد المحبّة لك. أخيرًا، وكأنّه من الضروري أن يكون هناك دليل واضح ونهائي لقيمتكَ، ولكرامتِكَ، ولشجاعتكَ، ولتفوّقك على الفضائل الأخرى، كنتَ الوحيد الذي بقي أمينًا لملك المجد فيما تركه أصدقاؤه الذين كان قد اختارهم.

 

أنتَ رفيقه الأمين الذي عشقه، لم تتركه لحظة؛ بقيت مخلصًا له خاصّة عندما رأيته مزدرىً من الكلّ... كنت الوحيد الذي عزّاه. لم تتركه "حتّى الموت، موت الصليب" ، حين كان عاريًا، وذراعاه ممدودتان، ويداه ورجلاه مسمّرة... فلم يبقَ له شيء يظهر به مجده سواك.