رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هرقل في مواجهة الفرس.. كيف حافظ الإمبراطور البيزنطي على الصليب؟

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

تمر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بفترة احتفالات عيد الصليب، وهو احتفال كبير يُقام بالكنيسة مرتين خلال العام، وله شعبية كبيرة بين الأقباط سواء كانوا في مصر أو في بلدان المهجر.

ويعتبر اسم الامبراطور هرقل من الأسماء الدارجة والواجب ذكرها خلال الاحتفال بعيد الصليب.

من هو الامبراطور البيزنطي هرقل؟

الإمبراطور البيزنطي هرقل حكم من عام 610 إلى 641 ميلادي، وهو واحد من أبرز الأباطرة في تاريخ الإمبراطورية البيزنطية. 

وُلِد هرقل في حوالي عام 575 ميلادي في القسطنطينية، وجاء من عائلة عسكرية، حيث كان والده قائدًا عسكريًا في المنطقة الشرقية للإمبراطورية، وتولى الحكم بعد الإطاحة بالإمبراطور فوكاس في عام 610، وكان حكمه في فترة صعبة، حيث واجه تهديدات كبيرة من الفرس.

وقاد هرقل سلسلة من الحملات ضد الإمبراطورية الفارسية الساسانية، والتي تكللت بالنجاح بعد عدة انتصارات، وأعاد السيطرة على الأراضي البيزنطية المفقودة، وأدخل العديد من الإصلاحات لتحسين الإدارة والجيش، مما ساعد على تعزيز قوة الإمبراطورية.

وكان له دور في تعزيز المسيحية، وخاصةً بعد انتصاراته على الفرس، حيث تم استعادة الصليب المقدس الذي كانت هيلانة قد اكتشفته، لذا يُعتبر هرقل شخصية محورية في تاريخ الإمبراطورية البيزنطية، حيث ترك تأثيرًا كبيرًا على الأحداث السياسية والعسكرية والدينية في المنطقة، وتُعتبر إصلاحاته وإستراتيجياته العسكرية جزءًا من الأسس التي ساعدت الإمبراطورية على الصمود لفترة طويلة بعد حكمه.

وتوفي هرقل في عام 641 ميلادي، وترك وراءه إرثًا مختلطًا من الانتصارات والتحديات التي واجهت الإمبراطورية البيزنطية.

 

دور الامبراطور البيزنطي هرقل في الحفاظ على الصليب

الإمبراطور البيزنطي هرقل لعب دورًا مهمًا في الحفاظ على خشبة الصليب المقدس، والتي تُعتبر رمزًا كبيرًا في المسيحية. 

1. استعادة الصليب المقدس: بعد الحروب مع الفرس، كانت خشبة الصليب المقدس قد سُرقت من أورشليم من قبل الملك الفارسي كسرى الثاني في عام 614 ميلادي، وبعد سلسلة من المعارك الناجحة ضد الفرس، تمكن هرقل من استعادة الصليب في عام 628 ميلادي.

2. العودة إلى أورشليم: بعد استعادة الصليب، قام هرقل بعودة الصليب المقدس إلى أورشليم. وتُعتبر هذه العودة حدثًا تاريخيًا مهمًا في العالم المسيحي، وفي عام 630 ميلادي، شارك هرقل في احتفال كبير عند دخول الصليب إلى المدينة، وهو ما عزز مكانته كحامٍ للمسيحية.

3. تعزيز الإيمان: وكانت إعادة الصليب رمزًا للانتصار والتأكيد على قوة الإيمان المسيحي، وقد ساهمت في رفع الروح المعنوية للمسيحيين في الإمبراطورية، وهذا الحدث ساعد في تعزيز دعم هرقل كإمبراطور مسيحي وأكد على أهمية الصليب كمصدر للخلاص.

4. الإرث الثقافي: جعل هرقل من خشبة الصليب المقدس رمزًا للوحدة والإيمان في الإمبراطورية، حيث استمر تكريم الصليب في العديد من الطقوس والمناسبات، وتركت هذه الأحداث أثرًا عميقًا في التاريخ المسيحي وأثرت على كيفية رؤية الصليب المقدس في الثقافة المسيحية.