تفاؤل كبير بالموسم السياحى الشتوى: تدفقات ضخمة منتظرة.. وجذب كل الأسواق الكبرى
- يبدأ فى أكتوبر المقبل حتى أبريل 2025.. ويستفيد بحوافز دعم القطاع
يستعد القطاع السياحى لبدء الموسم الشتوى، الذى ينطلق رسميًا فى أكتوبر المقبل ويستمر حتى أبريل من العام الجديد، وسط توقعات بأن يشهد تدفقات سياحية كبيرة على المقاصد السياحية، خاصة القاهرة والأقصر وأسوان والغردقة وشرم الشيخ ومرسى علم.
وقال عدد من الخبراء والعاملين فى مجال السياحة إن التوقعات كلها تشير إلى استقبال أعداد كبيرة من السياح خلال الموسم الشتوى، وذلك من مختلف الأسواق العالمية الرئيسية، بما فيها السوق الأوروبية، مؤكدين أن الموسم الشتوى المرتقب سيتفوق على الموسم الشتوى فى العام الماضى.
وسبق أن أعلن شريف فتحى، وزير السياحة والآثار، عن أن معدلات السياحة التى استقبلتها مصر خلال العام الجارى ستصل إلى ١٥.٢ مليون سائح بنهاية ديسمبر المقبل، مقارنة بنحو ١٤.٩ مليون سائح فى ٢٠٢٣.
وأرجع وزير السياحة هذه الزيادة إلى مجهودات الوزارة لتنمية الحركة السياحية، والتسهيلات التى أصدرتها فى هذا الإطار، على رأسها التأشيرات السياحية، على الرغم من الأحداث السياسية المحيطة المؤثرة على التدفقات السياحية إلى مصر، وفى مقدمتها الحرب فى غزة.
ما توقعات الخبراء للموسم الشتوى المرتقب؟ هذا ما سنتعرف عليه فى السطور التالية.
رحلات من مختلف الدول إلى الأقصر وأسوان.. وعودة السائح الإنجليزى مرة أخرى
قال محمد عثمان، رئيس لجنة السياحة الثقافية فى الأقصر، إن القطاع السياحى فى المحافظة يجرى استعدادات مكثفة لاستقبال الموسم الشتوى، الذى يبدأ فى أكتوبر المقبل، من بينها عقد اجتماعات مستمرة مع المحافظ والأجهزة التنفيذية؛ لإزالة العقبات التى قد تعرقل النمو السياحى، وتوفير أفضل الخدمات للسياح القادمين. وأضاف «عثمان»: «يتم حاليًا مناقشة خطط رفع كفاءة مطار الأقصر وتوسيع مرافقه، لاستقبال أعداد أكبر من السائحين، بالإضافة إلى إزالة أى مظاهر سلبية قد تؤثر على تجربة السائحين خلال زيارة الأقصر وأسوان».
وواصل: «محافظة الأقصر تخطط لتنظيم احتفالية ضخمة، بالتزامن مع أعياد الميلاد ورأس السنة، فضلًا عن دراسة إقامة حفل ثابت فى بداية ونهاية كل موسم سياحى، إلى جانب الإعلان عن خريطة استثمارية جديدة تستهدف جذب المستثمرين، خاصة فى القطاع الفندقى، لتعزيز الطاقة الاستيعابية الفندقية فى الأقصر».
وأكد أن توقعات الموسم الشتوى تحمل العديد من المؤشرات الإيجابية، بينها الزيادة فى متوسط الإنفاق، على خلفية زيادة التدفقات السياحية الوافدة من السوق الإنجليزية، التى يتوقع عودتها القوية إلى مصر خلال الموسم الشتوى، إلى جانب أسواق جنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية وإسبانيا.
وأوضح أن «٤ رحلات طيران عارض ستتوجه من مطارات المملكة المتحدة إلى مطار الأقصر مباشرة، بداية من نوفمبر المقبل، وفى حالة وجود طلب مناسب ستتم مضاعفة هذه الرحلات، بما يسهم فى تضاعف معدلات الليالى السياحية المتوقعة»، مشيرًا إلى أن السائح الإنجليزى يمثل قرابة ٤٠٪ من حجم السياحة الثقافية الوافدة، وتمتد رحلته إلى ١٤ ليلة سياحية، من بينها ٧ ليالٍ يقضيها فى رحلة نيلية.
وأضاف «عثمان»: «الموسم الشتوى سيشهد أيضًا تدفقات سياحية على الأقصر وأسوان من السوق الإسبانية، التى تحتل المرتبة الأولى من حيث عدد السائحين الوافدين، تليها السوق الأمريكية، التى سنشهد منها حراكًا بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية هناك، بالإضافة إلى السوقين الفرنسية والإيطالية».
وقال محمد فاروق، عضو غرفة شركات السياحة، إن هناك أسواقًا جديدة سنستقبل منها تدفقات سياحية خلال الموسم الشتوى، مثل أسواق شرق أوروبا، المتوقع أن تعود بقوة وبمعدلات مرتفعة بدءًا من أكتوبر المقبل، بالإضافة إلى الأسواق التقليدية الكبرى.
وأضاف «فاروق»: «عودة الطيران الإنجليزى وتسييره رحلات مباشرة إلى الأقصر أمر مُبشِّر للغاية، خاصة أن السوق الإنجليزية من الأسواق الكبرى، التى تُصدّر أعدادًا كبيرة من السائحين»، مشيرًا إلى أن هذا سيكون بالتزامن مع استقبال القاهرة تدفقات سياحية كبيرة وارتفاعًا فى نسب الإشغالات الفندقية.
استعدادات متواصلة فى البحر الأحمر وشرم الشيخ.. وتوقعات بنسب إشغال مرتفعة
تواصل فنادق الغردقة وشرم الشيخ ومرسى علم استعداداتها لاستقبال الموسم السياحى، وعلى رأسها العمل على رفع جودة الخدمات المقدمة للسائحين، وفق أبوالحجاج العمارى، الخبير الفندقى.
وقال «العمارى»: «هناك منافسة شرسة من قبل الفنادق على استقطاب السائحين، ولذلك يحاول كل فندق تقديم أفضل ما لديه، خاصة ما يتعلق بجودة الأغذية والمشروبات، والارتقاء بمهارات العاملين».
وأضاف: «فنادق الغردقة ومرسى علم وشرم الشيخ تشهد استعدادات ضخمة لاستقبال حفلات رأس السنة الميلادية وأعياد الميلاد، مع تجهيز كل فندق الاحتفال بالشكل الملائم له»، مشيرًا إلى أن لجان وزارة السياحة تبحث مع الفنادق سبل تعزيز الاستثمارات السياحية، وأبرز التحديات والمعوقات التى تواجه هذه الاستثمارات.
وأكد أن الغردقة ومرسى علم وشرم الشيخ تنتظر توافد أعداد ضخمة من السياح فى الموسم الشتوى، قادمة من الأسواق السياحية الكبرى، على رأسها السوق الألمانية، التى تحتل المرتبة الأولى فى الأسواق الوافدة على البحر الأحمر، إلى جانب التشيك وبولندا وهولندا وبلجيكا وإيطاليا، بما يوفر تنوعًا فى الأسواق الوافدة إلى مصر خلال الموسم الشتوى».
وقال رامى فايز، عضو مجلس إدارة غرفة المنشآت الفندقية، إن نسبة الإشغالات فى فنادق مرسى علم ستصل إلى ٨٠٪، خلال شهر أكتوبر المقبل، مشيرًا إلى أن مطار المدينة يستقبل نحو ١٨٠ رحلة أسبوعيًا، من ألمانيا وبولندا والتشيك وبلجيكا وإيطاليا.
وأضاف «فايز»: «نتوقع زيادة حجم التدفقات السياحية على مرسى علم بنحو ١٥٪ إلى ٢٠٪ مقارنة بموسم الشتاء الماضى، وذلك فى حالة استمرار الاستقرار، وعدم حدوث ما يعكر الأجواء، فى الدول المجاورة»، مؤكدًا أن هناك تفاؤلًا كبيرًا من القطاع السياحى بالموسم الشتوى الجديد، خاصة أن كل المؤشرات عنه إيجابية، سواء ما يتعلق بزيادة أعداد الطيران أو تنوع الأسواق الوافدة إلى مصر.
وأشار إلى تميز موسم الشتاء بالإقبال على رحلات «النايل كروز» والفنادق العائمة فى الأقصر وأسوان، إلى جانب ما تشهده فنادق الغردقة من تدفقات سياحية عالية وارتفاع فى نسب الإشغالات، مع وجود طلب سياحى كبير من عدة أسواق على البحر الأحمر.
وتنتظر مدينة شرم الشيخ معدلات مرتفعة من السوق السياحية الروسية خلال الموسم الشتوى، وسط استعدادات متواصلة من الأجهزة التنفيذية فى محافظة جنوب سيناء لاستيعاب الزيادات المتوقعة
«تنشيط السياحة»: حملة ترويجية مع الاستعانة بـ«المؤثرين»
توقع عمرو القاضى، رئيس هيئة تنشيط السياحة، أن تشهد مصر موسمًا سياحيًا شتويًا مميزًا، وهو ما لمسه من واقع اجتماعات الهيئة مع منظمى الرحلات الأجنبية وشركات الطيران، مشيرًا إلى استمرار الهيئة فى تنفيذ خطتها الترويجية قبيل بدء الموسم.
وأوضح «القاضى» أن هذه الخطة تتضمن المشاركة فى المعارض السياحية الدولية، التى بدأت فى سبتمبر الجارى، وعُقدت فى إطارها اجتماعات مع كبرى شركات الطيران ومنظمى الرحلات الأجنبية، لعرض المقومات السياحية فى مصر، والحوافز المقدمة لمنظمى الرحلات الأجنبية.
وأضاف أنه على رأس هذه الحوافز برنامج تحفيز الطيران العارض «المباشر»، الذى تم مد العمل به لمدة عام، ويشتمل على حوافز لزيادة الحركة السياحية إلى الأقصر وأسوان على وجه التحديد، إلى جانب كل المقاصد الأخرى.
وكشف عن استعداد هيئة تنشيط السياحة لإطلاق الحملة الترويجية للموسم الشتوى، التى تستهدف الأسواق الرئيسية المصدرة للسياحة المصرية، مثل ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة وبريطانيا، إلى جانب السوق العربية، فضلًا عن أسواق الصين واليابان وكوريا وبولندا والتشيك، بالتزامن مع تنفيذ حملات مشتركة مع منظمى الرحلات فى الدول الإسكندنافية.
وأكمل: «هناك أسواق أخرى سنروج لها من خلال الرحلات التعريفية للمؤثرين والمدونين بها، على ضوء أهمية وقوة وتأثير التسويق من خلال المدونين والمؤثرين، فى ظل العصر الرقمى الذى يعيش فيه العالم حاليًا».