رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فلسطينيون لـ"الدستور": خطة الجنرالات فى غزة مؤامرة إسرائيلية جديدة لتحقيق نكبة ثانية

غزة
غزة

أكد سياسيون وخبراء فلسطينيون أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لتنفيذ مخططات التهجير بحق الشعب الفلسطيني، ليس فقط في  قطاع غزة، ولكن في الضفة الغربية ضمن مخططات تصفية الوجود الفلسطيني برمته.

وقال الدكتور ماهر صافي الكاتب والباحث السياسي الفلسطيني إن ما يعرف بخطة الجنرالات التي كشف عنها الكنيست الإسرائيلي لتهجير سكان قطاع غزة تستهدف السيطرة على شمال  قطاع غزة وتهجير من تبقى من سكانه، ومع هذا هي مجرد حبر على ورق فقط، وتنفيذها يواجه العديد من المصاعب والإشكاليات.

وأوضح في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن جيش الاحتلال يدرس خطة لتهجير من تبقى من سكان شمال غزة، وضواحي غزة إلى المناطق الوسطى ونواصي خان يونس، وذلك بهدف تضييق الخناق على المقاومة هناك ودفعها لمواجهة خيار الموت أو الاستسلام، وهذا لم نشاهده طوال الحرب منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي والمقاومة صامدة وتضرب بقوة في صفوف الجيش الإسرائيلي.

وكشف صافي عن أن ‎الهدف من ذلك أن يتم تحويل شمال ممر نتساريم، أي مدينة غزة وجميع أحيائها، إلى منطقة عسكرية مغلقة.

‎ويشمل المخطط الإسرائيلي بحسب السياسي الفلسطيني السيطرة على كامل شمال قطاع غزة وتهجير من تبقى من سكانه، وهي تأتي في سياق المرحلة الرابعة للحرب البرية في القطاع وهي تنفيذ المخطط الإسرائيلي لتهجير سكان قطاع غزة على مراحل متعددة.

‎وتابع "تنقسم على مرحلتين رئيسيتين، الأولى منها تتمثل في فرض حصار وتجويع المدنيين من سكان شمال غزة وغزة وهذا ما يحدث حاليا تجويع وحرب إبادة مستمرة، وأيضًا فتح ممر عبر طريق الرشيد لتمكينهم من النزوح إلى المناطق الوسطى، على أن يتم وضع حلبات ونقاط  تفتيش لتفتيشهم واعتقال من يريدون". 

‎وأضاف "المرحلة الثانية ستكون مرحلة إجبار السكان على الخروج بقوة السلاح والقصف والقتل؛ لأنها ستكون على شكل هجومًا عسكريا كبيرا على شمال غزة، حيث يقدر جيش الاحتلال بأن نحو 5 آلاف مقاتلي القسام وبعض الفصائل الأخرى موجودين في شمال غزة".‎

وشدد صافي على أن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيواجه تحديات كبيرة، وخسائر بشرية كبيرة في صفوف الجيش ولا يمكن أن ينجح في تنفيذ هذه الخطة التي تهدف إلى تهجير سكان شمال غزة وضواحي مدينة غزة.

أبو عطيوي: خطة الجنرالات ليست بالجديدة هي نفس الخطة المطروحة عام 1971

فيما قال الكاتب الصحفي الفلسطيني ثائر أبو عطيوي، عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين ومدير مركز العرب للأبحاث والدراسات في فلسطين، إن حزب الليكود هو من ينظم هذه مبادرة "خطة الجنرالات"، بهدف مساعدة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على تثبيت سياسة الحزب إزاء غزة وصد الضغوط الدولية بشأن قبول مقترح وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. 

وكشف ثائر أبو عطيوي، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الخطة تستهدف وفق التقارير العبرية تقليص مساحة قطاع غزة إلى 11% من حجم القطاع الأصلي، ونقل السكان إلى الموقع المحدد وتقسيم المنطقة للسماح بالنشاط الاستيطاني، ومصادرة احتياطيات الغاز قبالة المنطقة الساحلية، فيما سوف يكون ممر "نتساريم" وسط قطاع غزة كمنطقة عازلة حاسمة تفصل المستوطنات الجديدة عن أي هجوم محتمل من فلسطيني، فيما تنوي إسرائيل الحفاظ على السيطرة على قطاع غزة من خلال فرض قيود على الحركة وتحديد المناطق التي يمكن للمواطنين التجمع فيها.

وتابع أبو عطيوي أن الاحتلال يقترح تحويل المنطقة الواقعة شمال محور نتساريم، إلى منطقة عسكرية مغلقة، وإرغام من 300 إلى 400 ألف فلسطيني في شمال القطاع،  للنزوح خلال أسبوع واحد، وبعد ذلك يفرض الجيش على شمال القطاع حصارًا كاملا، لجعل الخيار أمام المقاومة إما الاستسلام أو الموت.

وأشار أبو عطيوي إلى أن الخطة تستهدف، وفق التقارير العبرية على تقليص مساحة قطاع غزة إلى 11% من حجم القطاع الأصلي، ونقل السكان إلى الموقع المحدد وتقسيم المنطقة للسماح بالنشاط الاستيطاني، ومصادرة احتياطيات الغاز قبالة المنطقة الساحلية، وفيما سوف يكون ممر "نتساريم" وسط قطاع غزة كمنطقة عازلة حاسمة تفصل المستوطنات الجديدة عن أي هجوم محتمل من  فلسطيني، فيما تنوي إسرائيل الحفاظ على السيطرة على قطاع غزة من خلال فرض قيود على الحركة وتحديد المناطق التي يمكن للمواطنين التجمع فيها.

وأكد أبو عطيوي أن خطة الجنرالات لترحيل وتهجير سكان قطاع غزة ليست بالجديدة، فهي نفس الخطة المطروحة، والتي عمرها 51 والمطروحة من عام 1971.

وشدد الكاتب الفلسطيني على أن خطة الجنرالات الإسرائيلية تهدف إلى اقتلاع سكان قطاع غزة من مناطق سكناهم والزج بهم نحو التشريد والهجرة الجماعية، لتفريع قطاع غزة من سكانه، بعد الاستيلاء على مناطق شمال قطاع غزة وتثبيت حدود استيطانية عسكرية جديدة ذات توسع إضافي لدولة الاحتلال، من خلال السيطرة على حدود وعمق شمال قطاع غزة وبناء المستوطنات الجديدة، الأمر الذي سيكون عبارة عن نكبة جديدة تضاف إلى النكبات الفلسطينية، فمن مرحلة التهجير الجديدة إلى عملية طرد سكان قطاع غزة خارجه من خلال فتح المعابر والحدود للسفر والهجرة، والبديل توسيع رقعة جغرافية دولة الاحتلال. 

ودعا الكاتب الفلسطيني إلى التصدي لخطة الجنرالات لها فلسطينيا وعربيا ودوليا وفي جميع المحافل الدولية ضمن وضع خطة وبرنامج فلسطيني عربي دبلوماسي موحد يخاطب به العالم بأسره من خطورة عملية التهجير واقتلاع الإنسان الفلسطيني من جديد من أرضه، والعمل في ذات الوقت بكل السبل عربيا ودوليا بوقف الحرب على غزة، وحشد جميع طاقات الدول العالمية المناصرة للشعب الفلسطيني وعدالة قضيته؛ من أجل الضغط على حكومة الاحتلال بوقف جميع الممارسات التعسفية ضد قطاع غزة، التي على رأسها استمرار الحرب المسعورة والعدوان المتواصل للشهر الثاني عشر على التوالي.