رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد زيارة "هنو".. تاريخ العلاقات الثقافية بين مصر وروسيا

وزير الثقافة ونظيرته
وزير الثقافة ونظيرته الروسية

عقد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، لقاءً مثمرًا مع نظيرته الروسية، وتم خلاله وضع الخطط التنفيذية لتعزيز التعاون الثقافي بين البلدين في مختلف المجالات، بما في ذلك الرقمنة، وتبادل الخبرات في مجالات الأوبرا، والباليه، والمتاحف الفنية.

وفي نهاية اللقاء، تم تبادل الهدايا التذكارية، حيث حرص الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، على تقديم الهدايا التي تعكس عراقة الحضارة المصرية القديمة، بما يُجسد عمق العلاقات الثقافية بين البلدين.

ويأتي ذلك اللقاء في إطار ختام الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، لزيارته الرسمية إلى مدينة "سان بطرسبرج" الروسية، والتي شهدت مشاركته في "الاجتماع التاسع لوزراء الثقافة بدول بريكس"، و"منتدى سان بطرسبرج العاشر للثقافات المتحدة".

وخلال السطور التالية؛ يستعرض "الدستور" تاريخ العلاقات الثقافية بين مصر وروسيا..  

العلاقات الثقافية بين مصر وروسيا 

بحسب موقع الهيئة العامة للاستعلامات؛ فإن العلاقات التاريخية والمؤثرات الثقافية شكلت عاملًا مهمًا في توطيد العلاقات المصرية- الروسية، فمنذ العقد الثالث من القرن التاسع عشر شهدت مصر لأول مرة نزوح أحد رواد الثقافة العربية والإسلامية هو الشيخ محمد عيّاد الطنطاوي، إلى روسيا، فقد بهره الأدب والثقافة الروسية فذهب ليكمل حياته هناك.

وهناك العديد من المراكز الثقافية الروسية في القاهرة والإسكندرية تسهم في إثراء التعاون الثقافي والعلمي والتقني والتعليمي والإعلامي بين البلدين، وقد اتفق الجانبان المصري والروسي على أن يكون عام 2020 عامًا للثقافة الروسية المصرية، وتقوم بعض المؤسسات بدور مهم في توثيق العلاقات الثقافية بين البلدين.

أبرز الفعاليات الثقافية 

فى يونيو لعام 2013، تم تنظيم معرض للفن المصري المعاصر، برعاية وزارة الثقافة المصرية، وبالتعاون مع وزارة الثقافة الروسية، حضره لفيف من الشخصيات الفنيّة والرسمية في روسيا، أعقب الافتتاح ندوة حول الثقافة المصرية المعاصرة، وقد ضم المعرض لوحات لأكثر من 25 فنانًا مصريًا من أجيال الفنانين الشبان، كما ضمّ أيضًا أعمال نحت للفنان أسامة السروي، وكذلك نماذج من الفن المصري القديم، وفن الخياميّة.

وفي أكتوبر 2013، أقيمت فعاليات مهرجان الثقافة المصرية في موسكو في مقر المكتب الثقافي المصري على مدى ثلاثة أيام على شرف الذكرى السبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وروسيا، كما تمت مناقشة ثلاثة كتب جديدة صدرت باللغة الروسية، وافتتاح معرض للصور الفوتوغرافية عن الإسكندرية للمصور وليد منتصر، وعُرضت أعمال نحتية للفنان أسامة السروي، وعرضت خلال اليومين الأول والثاني شرائح ملونة عن بناء السد العالي، وتاريخ العلاقات بين البلدين، وشارك بالحضور في المهرجان العديد من المثقفين، النقاد الروس، شخصيات رسمية من وزارة الخارجية الروسية ووزارة الثقافة الروسية، وجامعة السينما بموسكو ومعهد الاستشراق، ومعهد السياسة الدولية بجامعة موسكو، وهيئات ثقافية أخرى.

وفي احتفال رسمي عام 2013 تمت إزاحة الستار عن تمثال عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين من أعمال النحات أسامة السروي والذي أقامه من ماله الخاص كإهداء باسم مصر في الحديقة المفتوحة التابعة للمتحف الإقليمي بمقاطعة تفير الروسية التي تبعد عن موسكو حوالى 300 كيلومتر إلى الشمال من العاصمة الروسية موسكو في اتجاه سان بطرسبرج.

وفي عام 2019، نظّم المركز الثقافي الروسي بالقاهرة بالتعاون مع مكتبة مصر، أمسية ثقافية، بدأت بافتتاح معرض صور بعنوان "روسيا اليوم"، تحدث إليكسي تيفانيان مدير المركز عن دور المركز في التحضير لعام الثقافة الروسية- المصرية الذي يبدأ مع 2020 وذلك في إطار مبادرة الرئيسين عبدالفتاح السيسي وفلاديمير بوتين، معربًا عن ترحيبه بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية بجميع مؤسساتها.

ومن جهته؛ أهدى تيفانيان المكتبة مجموعة نادرة من الكتب حول الأدب الروسي وكتب الأطفال المترجمة للغة العربية، بينما قدّم رياض طاهر مدير مكتبة مصر العامة درع المكتبة لتيفانيان تقديرًا لبدء التعاون المشترك. حضر الأمسية عدد غفير من الجمهور، واستمتع الحضور بالأداء المتميز من المطرب الروسي- المصري ياسين تامر وعازفة الجيتار جوزيل نازاروفا والباليرينا داليا أدهم.

وفي عام 2020 استقبل الدكتور محمد نصر الجبالي المستشار الثقافي المصري بروسيا، الدكتور فلاديمير بيلياكوفف وسلّمه درع هيئة الكتاب، وذلك بمناسبة اليوبيل الـ70 على ميلاد المستشرق الروسي الكبير وأستاذ العلوم التاريخية الدكتور فلاديمير بيلياكوف، ونظرًا لإسهاماته العديدة في التقريب بين الشعبين وخاصة أن أغلب كتاباته عن مصر ومنها كتابه المهم "المهاجرون الروس إلى مصر" والذي تناول فيه هجرة الروس إلى مصر في بداية القرن العشرين وهى فترة لم تحظ بدراسات كافية رغم أهميتها، وكتابه عن الفنان التشكيلي الروسي الكبير إيفان بيليبن الذى عاش في مصر من عام 1920-1925 وكتاب "تاريخ وثقافة مصر" وكتاب "أبوالهول على شاطئ نهر النيفا" حيث تناول مصر في الثقافة الروسية، كما أصدر عام 2015 دراسة بعنوان "مصر وروسيا رحلة إلى الماضي واستشراف المستقبل"، وقد عاش في مصر قرابة 15 عامًا كتب عنها حوالي 20 كتابًا في موضوعات مختلفة، منها 9 كتب باللغة الروسية للسائح الروسي بعنوان "اعرف مصر"، تناول في هذه الكتب أجمل وأهم معالم الحضارة المصرية والحياة المعاصرة.