دراسة تحليلية: وسائل التواصل الاجتماعي تشجع على الإلحاد
في زمن الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، يواجه الشباب المصري تحديات جديدة تهدد إيمانهم، فبينما يقدم لهم الإنترنت عالمًا مفتوحًا مليئًا بالمعلومات، إلا أنه يتضمن أيضًا أفكارًا متطرفة وأيديولوجيات متعارضة مع الدين، وقد كشفت دراسة حديثة عن أن هذه العوامل تساهم بشكل كبير في انتشار ظاهرة الإلحاد بين الشباب، مما يثير القلق بشأن مستقبل المجتمع.
ماذا يعني مصطلح “الإلحاد”؟
والإلحاد لغويًا، يعني الميل عن القصد والحقيقة، والبعد عن الحق، وفي الاصطلاح الديني، يشير إلى إنكار وجود خالق للكون، أي رفض فكرة أن هناك إلهًا خلق الكون والإنسان، ولكن مع مرور الزمن، تطورت مفاهيم الإلحاد وتوسعت لتشمل أكثر من مجرد إنكار وجود الله، فاليوم، يشمل الإلحاد أيضًا التشكيك في المبادئ الدينية، ورفض التزام الشرائع والقوانين الدينية، بل وحتى الطعن في قيم وأخلاقيات المجتمع الديني.
أسباب انتشار الإلحاد
ناقشت دراسة تحليلية صادرة عن المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أسباب انتشار الإلحاد في مصر إلى عدة عوامل، منها: التغيرات الاجتماعية السريعة، ما أدى إلى تراجع القيم والتقاليد الدينية، وخلق فراغًا روحيًا لدى البعض، كما ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التقليدية في نشر أفكار وأيديولوجيات متعارضة مع الدين، مما أثر على معتقدات الشباب.
وأدى غياب الرقابة الأسرية الصحيحة إلى ترك الشباب عرضة للتأثيرات السلبية، كما أن العديد من الشباب يعانون من ضغوط نفسية كبيرة، مما يدفعهم للبحث عن تفسيرات بديلة للحياة، كذلك التناقض بين الدين والعلم، مما يدفعهم إلى التشكيك في صحة المعتقدات الدينية.
الإلحاد غير مجرم قانونيًا
وأشارت الدراسة إلى أن القانون المصري لا يجرم الإلحاد بشكل مباشر، ولكنه يعاقب على ازدراء الأديان، ومع ذلك، فإن هناك قلقًا من أن بعض القوانين قد تستخدم بشكل تعسفي لملاحقة الملحدين.