رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قبل مواجهة ترامب وهاريس.. 5 مناظرات حسمت نتيجة انتخابات الرئاسة الأمريكية

مناظرة ترامب وبايدن
مناظرة ترامب وبايدن إحدى أهم المواجهات في التاريخ الأمريكي

تتمتع الولايات المتحدة بتاريخ طويل وحافل من المناظرات الرئاسية، حيث تشهد اليوم إحدى أهم هذه المناظرات بين المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، التي يمكن أن تكون عامل حسم في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 المقرر إجراؤها في نوفمبر.

وبحسب موقع "إنديا إكسبريس" الهندي، فإن المناظرات الأمريكية دائمًا ما تكون محط أنظار العالم وليس الولايات المتحدة فقط، حيث يحدد من خلالها الناخبون المتشككون في تحديد موقفهم من المرشحين الرئاسيين الذين يتنافسون ضد بعضهم البعض.

وأضافت أن ثمة 5 مناظرات بارزة في التاريخ الأمريكي، كان لها تأثير كبير على نتيجة الانتخابات الرئاسية فيما بعد.

نيكسون ضد كينيدي.. 1960: عندما فاز جون كينيدي بالمعركة

واجه جون كينيدي ريتشارد نيكسون في ما يعتبر أول مناظرة تليفزيونية على الإطلاق في 26 سبتمبر 1960، لم تساعد المواجهة في دفع جون كينيدي، الذي كان في ذلك الوقت لا يزال شابًا في مجلس الشيوخ من ماساتشوستس، إلى النجومية فحسب، بل وأدت إلى تأخير مسيرة نائب الرئيس نيكسون بنحو عقد من الزمان، كما أنها أسست أيضًا مقولة مفادها بأن "المظهر مهم" في السياسة.

وبعد انتهاء الانتخابات، أكد المراقبون أن نيكسون خسر الانتخابات لأنه بدا عجوزًا متعبًا خلال المناظرة، بينما كان كينيدي شابًا طموحًا وجذابًا، وبالتالي اكتسح بسهولة معركة الانتخابات.

وفرانك ستانتون، رئيس شركة البث "سي بي إس" في وقت المناظرة، "كان كينيدي جذابًا ولامعًا بشكل جميل، بينما بدا نيكسون وكأنه ميت".

ويرى محللون أن المناظرة لم تحسم نتيجة الانتخابات فقط، بل جعلت من كينيدي بطلًا شعبيًا وكانت بمثابة لحظة محورية في حياته.

 

كارتر ضد فورد.. 1976: عندما كلفت زلة لسان فورد الانتخابات

كلف التعليق غير الرسمي الذي أدلى به جيرالد ر. فورد في المناظرة التليفزيونية الثانية التي عقدت في 6 أكتوبر 1976 الانتخابات، وعلى الرغم من أنه لم يُنتخب لمنصب عام من قبل - تولى فورد الرئاسة بعد استقالة نيكسون في أعقاب فضيحة ووترجيت - وتمكن من تأمين ترشيح الحزب الجمهوري بفارق ضئيل للغاية، إلا أن تقدم جيمي كارتر بـ33 نقطة في استطلاعات الرأي، كان أقل من 10 نقاط قبل المناظرة.

ووقع فورد في زلة لسان كلفته الكثير وأوقفته ذخمه ومنحت كارتر فرصة العمر، ففي رده على سؤال بشأن اتفاقيات هلسنكي، قال: "لا توجد هيمنة سوفييتية على أوروبا الشرقية، ولن تكون هناك هيمنة سوفييتية على الإطلاق تحت إدارة فورد"، وربما كان من الممكن أن يُعذر فورد لو لم يضاعف فورد جهوده بقوله: "لا أعتقد أن البولنديين يعتبرون أنفسهم خاضعين لسيطرة الاتحاد السوفييتي".

بدت تصريحات فورد ساذجة للغاية، وصورته أمام الرأي العام على أنه أخرق ساذج غير مؤهل لتولي هذا المنصب.

 

بوش الأب ضد كلينتون 1992: عندما أفسد المرشح الثالث المباراة

كانت المناظرات الرئاسية لعام 1992 فريدة من نوعها من أكثر من جانب، أولًا، جرت المناظرات الثلاث على مدار تسعة أيام فقط، ما أدى إلى خلق نوع من الاهتمام العام غير المسبوق.

تشابهت المناظرات الثلاث بشكل كبير رغم اختلاف جوهرها، فكانت المناظرة الأولى مختلفة بعض الشىء، حيث تجول المرشحون على خشبة المسرح، وقدم بوش الأب وقتها واحدة من أكثر اللحظات التاريخية في المناظرات، بعدما نظر إلى ساعته وسأل أحد الناخبين عن الدين الوطني، خسر الكثير من الدعم، واستغل بيل كلينتون هذا الخطأ لصالحه وبدا ودودًا وأكثر قابلية للتواصل.

تضمنت المناظرات الباقية مرشح ثالث وهو مرشح حزب الإصلاح روس بيرو، الذي فاز بنسبة 18.9٪ من الأصوات الشعبية في واحدة من أنجح حملات الحزب الثالث في تاريخ أمريكا، ولكن هذا الفوز كلف بوش الأب ولايته الثانية.

بوش الابن ضد جور 2000: عندما عاقب الناخبون العدوانية

تظل الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأولى في الألفية الجديدة هي الأقرب في تاريخ البلاد الذي دام قرابة قرنين ونصف القرن. 

خسر جورج دبليو بوش، الابن الأكبر للرئيس السابق جورج بوش الأب، التصويت الشعبي أمام نائب الرئيس آل جور، ولكنه فاز بفارق صوت واحد أكثر من الأغلبية المطلوبة (270 صوتًا) في المجمع الانتخابي ليحصل على الرئاسة.

وفاز بوش الابن بالانتخابات بالرغم من الأداء الرائع لجور في المنظارة، ولكن كان سلوكه وعدوانيته السبب الرئيسي في الخسارة.

 

بايدن ضد ترامب 2024: الأداء الكارثي ينهي مسيرة سياسية

تسبب الأداء الكارثي للرئيس الأمريكي جو بايدن خلال مناظرة 27 يونيو الماضي في إنهاء مسيرته السياسية، كان أداؤه هو الأكثر إحراجًا في تاريخ المناظرات الأمريكية، وكتب ريد هاستينجز، أحد مؤسسي نتفليكس، في مجلة الإيكونوميست بعد فترة وجيزة في مقال بعنوان "لماذا يجب على بايدن الانسحاب، لقد كان من المؤلم مشاهدة رجل عجوز مرتبك يكافح لتذكر الكلمات والحقائق".

بدا بايدن، البالغ من العمر 81 عامًا، غير متماسك، حيث بدا صوته ضعيفًا، وإجاباته غير مفهومة، وردوده صريحة، كان رجلًا عجوزًا يرتكب زلة تلو أخرى، لم ينجح في الإجابة عن أي تساؤل، ففي السابق كانت هناك بعض الشكوك حول قدرات بايدن العقلية (والجسدية) على الاستمرار كرئيس حتى سن 86 عامًا، ولكن أداءه الكارثي في المناظرة جعل الجميع يدرك تمامًا أنه غير قادر على أي شىء، حتى هو نفسه قرر الانسحاب من السباق الانتخابي.