صداقة وتعاون مثمر.. السيسي وأردوغان يعيدان أواصر العلاقات في أنقرة
![وصول الرئيس السيسي](images/no.jpg)
توجه الرئيس السيسي إلى تركيا، أمس، في أول زيارة له منذ توليه الحكم في 2013 والتقى نظيره التركي رجب أردوغان، وشهدت الزيارة توقيع 17 اتفاقية تعاون بين البلدين.
صداقة وثيقة وعهد جديد من التعاون الثنائي غير المسبوق
وبحسب موقع المونيتور الأمريكي، فقد رافق الرئيس السيسي وفد كبير وصل إلى أنقرة في الزيارة التي استغرقت يومًا واحدًا، حيث عقد الزعيمان أول اجتماع رسمي لهما في مصر في فبراير الماضي.
وتابع الموقع أن المحادثات بين الطرفين استمرت لقرابة 3 ساعات، حيث وقع البلدان الاتفاقيات لتعميق تعاونهما في مجموعة من القضايا، من الطاقة إلى الثقافة.
قال أردوغان:"كانت زيارتي للقاهرة بمثابة نقطة تحول جديدة في علاقاتنا"، وأضاف: "نحن نتقدم بعلاقاتنا المحسنة بشكل أكبر بزيارة العودة من أخي العزيز"، ورد السيسي قائلًا: "علاقتنا ستطور بشكل أكبر".
وأضاف الموقع أن العلاقة الوطيدة الحالية بين السيسي وأردوغان تعد نقطة تحول كبرى في الدبلوماسية التركية، حيث سعت أنقرة طويلًا من أجل إصلاح علاقاتها الاقتصادية والسياسية مع دول الشرق الأوسط وخصوصًا مصر والسعودية والإمارات.
وأكد الموقع أن جهود تركيا لاستعادة العلاقات مع مصر تصدر أولوياتها خلال الفترة الماضية، ولكنها استغرقت وقت أطول لتحسين العلاقات أكثر من السعودية والإمارات، حيث تطلعت تركيا كثيرًا لتحسين العلاقات مع مصر بسبب موقعها الاستراتيجي ووالمشاريع الإقليمية للطاقة التي تتولاها مصر، حيث تهدف تركيا للمشاركة في مشروعات نقل الغاز الطبيعي المصري إلى أوروبا في ظل جهود غربية لتقليل اعتمادها على روسيا.
تابع الموقع أن السيسي وأردوغان وقعا إعلانا مشتركا يؤكدان فيه رغبتهما في زيادة التنسيق بشأن سلسلة من القضايا الإقليمية، بما في ذلك غزة وليبيا والقرن الأفريقي - وهي علامة على تضييق الفجوات بين أنقرة والقاهرة في السياسة الخارجية، وخاصة في الصراع الليبي.
أرضية مشتركة في القضايا الإقليمية ونقطة تحول في العلاقات الثنائية
بينما أكدت وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية أن الرئيس السيسي وأردوغان توصلا إلى أرضية مشتركة فيما يتعلق بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأضافت أن الزيارة تعد بمثابة نقطة تحول كبرى في العلاقات الثنائية ومحاولات تركيا في إصلاح علاقاتها المتوترة مع مصر منذ فترة طويلة.
وقال أردوغان بعد أن أشرف هو والسيسي على توقيع اتفاقيات التعاون: "تركيا ومصر لديهما موقف مشترك بشأن القضية الفلسطينية".
وأضاف:"إن إنهاء الإبادة الجماعية المستمرة منذ 11 شهرًا، وإرساء وقف إطلاق نار دائم في أقرب وقت ممكن، والتدفق غير المقيد للمساعدات الإنسانية تظل أولوياتنا".
في فبراير، قام أردوغان بأول زيارة له إلى مصر منذ أكثر من عقد من الزمان بعد أن وافقت الدولتان على إصلاح العلاقات وإعادة تعيين السفراء، وقال إن الدولتين تريدان تعزيز التجارة الثنائية إلى 15 مليار دولار في السنوات القادمة.
وتعمل مصر إلى جانب قطر والولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، منذ أشهر لمحاولة التوسط في وقف إطلاق النار وإعادة أكثر من 100 محتجز متبقي لدى حركة حماس الفلسطينية المسلحة وتوقفت المفاوضات بعد مطالب إسرائيلية جديدة.
وتعارض مصر أي وجود إسرائيلي على طول حدودها مع غزة، مدعية أنه من شأنه أن يهدد معاهدة السلام التي دامت عقودًا بين البلدين وهي حجر الزاوية للاستقرار الإقليمي، وكانت حماس قد طلبت إضافة تركيا كضامن في محادثات وقف إطلاق النار، لكن الاقتراح لم يُقبل.
تقارب مصري وتركي متجدد يضيف توازن جديد للشرق الأوسط
وأكدت وكالة "نوفا" الإيطالية أن تصريحات كل من الرئيس السيسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان بعد زيارة السيسي الأولى لتركيا، تعكس بوضوح التقارب الكبير والمتجدد بين البلدين بعد سنوات من القطيعة.
وأضافت أن القضية الفلسطينية سيطرت على الزيارة، حيث لدى كل من مصر وتركيا نفس الرأي المناهض لإسرائيل والداعم للفلسطينيين وخصوصًا فيما يتعلق بحرب غزة، وسبق وتعاونت الدولتين من أجل إدخال المساعدات الإنسانية إل قطاع غزة.
وأشارت الوكالة الإيطالية إلى أن صورة المصافحة بين أردوغان والسيسي في نوفمبر من 2022 خلال حفل افتتاح كأس العالم في قطر دخلت التاريخ
أضافت أن عودة العلاقات بين مصر وتركيا تضيف توازن جديد للعالم الإسلامي والشرق الأوسط، حيث تتقاسم مصر وتركيا، بشكل مباشر أو غير مباشر، دورًا في العديد من القضايا الإقليمية والدولية "ذات الإمكانات الهائلة لزعزعة الاستقرار"، بما في ذلك "ليبيا وسوريا والطاقة والمناطق الاقتصادية الخالصة في شرق البحر الأبيض المتوسط .
أشارت إلى أن مصر حليف رئيسي للغرب في منطقة الشرق الأوسط ودولة ذو ثقل ومكانة كبرى، وبالتالي فإن عودة العلاقات بين البلدين تعد مكسب كبير لتركيا.