تجاوزت الـ80 عامًا.. أقدم ورشة لصناعة الشنط المدرسية بالإسكندرية: أيادٍ مصرية منتجة
في إحدى أزقة منطقة المنشية الشهيرة بمحافظة الإسكندرية، وتحديدًا بسوق "العقادين"، تقع العديد من الورش الصغيرة والتي تتميز بالصناعات اليدوية المصرية، ومن بينها ورشة لصناعة الشنط المدرسية تجاوز عمرها الـ80 عامًا، ومازالت تقاوم الزمن لتصنيع منتجات محلية بأيادٍ مصرية تنافس المستورد.
في الورشة الصغيرة التي لا تتجاوز عدة أمتار وبداخلها 3 ماكينات، تدب روح العمل والجهد، حيث يتواجد العاملين من العاشرة صباحًا في همة ونشاط لتصنيع أشكال مختلفة من الشنط المدرسية، وعرض هذا الإنتاج في محل مقابل للورشة ليكون هو المعرض المخصص للجمهور.
يقول الحاج أحمد رجب المنيلي، إن تلك الورشة عمرها 80 عامًا وهي ورشة والده رحمة الله عليه، ومنذ بدايتها وهي ورشة لتصنيع الشنط، وأخرجت العديد من صنايعية المهنة، مشيرًا إلى أنه تعلم المهنة من والده منذ طفولته حيث يعمل بها منذ 50 عامًا وهي مهنته التي توارثها.
وأضاف لـ"الدستور" أن الورشة تصنع الشنط المدرسية وشنط السفر والمؤتمرات، ولكن موسم المدارس من أهم المواسم، حيث يبدأ التحضير والعمل فيه منذ شهر مارس وحتى بدء العام الدراسي، لافتًا إلى أن من أهم الخطوات هو اختيار الموديلات الجديدة لمواكبة كل ما هو جديد وشراء الخامات والتي تكون مستوردة ولكن صناعة الشنطة بأيدي مصرية بداخل الورشة.
وأوضح أن الشنطة يتم تجهيزها وتصميم الشكل الخاص بها، ثم يتم تقفيلها كاملةً على الماكينات بالورشة لتكون جاهزة للعرض، مشيرًا إلى أن ما يميز منتجاتهم هو جودة الشنطة من الخامة والتصنيع، فالإتقان هو أهم شئ في الصنعة، فضلا عن الأسعار حيث يكون المنتج بنفس شكل المنتجات المستوردة وبجودة أعلى وسعر أقل.
وأكد أن الورشة كل من يعمل بها أفراد قدامى في الصنعة وأعمارهم كبيرة، منهم من تجاوز عمره الـ70عامًا، لذا يريد أن يقبل الشباب على تعلم المهنة وأن يمتلك صنعة يستطيع بعد ذلك أن تكون بداية لمشروع خاص به، وذلك في ظل اهتمام الدولة بالتعليم الفني والحرف اليدوية، ولكن لايوجد شباب يريد تعلم المهنة وهو ما نعاني منه عدم وجود أيدٍ عاملة.
وأشار إلى أن الصنعة ليست صعبة، وهو يريد أن يُعلم اكبر عدد من الشباب لاستمرار الورشة والمهنة، لافتًا إلى أن مصر لا يوجد بها بطالة بل هناك أعمال كثيرة ومهن تطلب الشباب ولكن المشكلة الآن عزوف الشباب عن المهن والبحث عن العمل السهل.
واستكمل الحديث خالد المنيلي، موضحًا أن والدهم صاحب الورشة زرع بهم تقوى الله قبل العمل، لذلك تلك الورشة مستمرة حتى الآن بإتقان العمل، مشيرًا إلى أنهم يصممون شكل الشنطة وينفذوها بداخل الورشة من البداية إلى النهاية حتى عرضها في المعرض.
وأضاف لـ"الدستور" أنه في ظل ارتفاع أسعار الشنط المستوردة، نقدم منتجات مصرية عالية الجودة والصناعة وبأسعار تقل عن مثيلتها من 200 إلى 300 جنيه، موضحًا أن المنتجات المصرية يمكنها أن تنافس وتخرج بجودة عالية من خلال الإتقان في التصنيع، ويقبل عليها تجار التجزئة لمعرفة مدى جودتها.
وأشار إلى أن أهم ما يعوق التصنيع الآن هو اتجاه الشباب للعمل في أشغال مؤقتة مثل "التوكتوك" الذي أصبح وسيلة الكسب السريع للشاب، مشيرًا إلى أن الشباب هم الطاقة الإنتاجية ويجب أن يكون لديهم وعي بأهمية الحرف والمهن، وأن يمتلك صنعة هو الأفضل له، حيث أنه بالطموح يمكن أن يصبح صاحب عمل أو مصنع مستقبلًا.