رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كنيسة الروم الملكيين في مصر تحتفل بحلول ذكرى البار ثيوكتيستوس

كنيسة الروم
كنيسة الروم

تحتفل كنيسة الروم الملكيين في مصر بحلول ذكرى البار ثيوكتيستوس رفيق إفثيميوس الكبير في النسك. 

ويشار إلى أنه هرب القدّيس أفتيميوس الكبير سرّا من مدينة ميليتينة في أَرمينيا، مسقط رأسه، وجاء إلى دير فاران، على بعد ستة أميال من أورشليم، فوجد بين زملائه في النسك راهبًا يدعى ثاوكتستوس، فقامت بينهما صداقة متينة، تزداد عمقًا يومًا بعد يوم. 

وقد صهر الهدف الواحد، والعمل المشترك في سبيل الكمال الإنجيلي نفسيهما، قذابتا الواحدة في الأخرى، وأضحى كل من افتيميوس وثاوكتستوس يحسّ في ذاته بما يفكّر فيه صديقه. وكانا في كل سنة ينعزلان في صحراء كوتيلا، بعيدين عن أَي اهتمام دنيوي، منقطعين إلى الله من وداع عيد الظهور الإلهي حتى أحد الشعانين. 

وبعد خمس سنين قضياها في دير فاران، اهتديا إلى مغارة وسيعة اتخذاها مسكنًا لهما. إلا أن جموعًا غفيرة كانت تأتي اليهما، وقد اجتذبها اشعاع قداسة افتيميوس الكبير. وكان افتيميوس حياته غير الطاعة قاعدة، كان ينـزل عند رغبة معلّمه في كل شيء. ورقد ثاوكتستوس بالرب في سبتمبر سنة 468، ودفنه القدّيس افتيميوس، وكان حاضرًا انسطاسيوس بطريرك أورشليم.

وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: من هو خالق كلّ شيء؟ من خلقك أنت أيضًا؟ ما هي كل هذه المخلوقات؟ من أنت؟ كيف نعرف أنّه بارئ كلّ هذه المخلوقات؟  لكي نقول ذلك، يجب أن يستوعب تفكيرنا هذا الأمر.... فليتّجه فكرك نحوه إذًا واقترب منه. إن أردت التّمعّن في شيء ما، عليك أن تدنو منه... لكنّ الله لا يرى إلا من خلال الرّوح، ولا يطاله إلاً القلب. لكن أين نجد هذا القلب الذي من خلاله نستطيع رؤية الله؟ "طوبى لأَطهارِ القُلوب فإِنَّهم يُشاهِدونَ الله".

نقرأ في المزمور: "اقتَرِبُوا مِنْهُ تُشرقْ جِباهُكم". كي تستطيع أن تدنو منه، وتستنير، عليك أن تكره الظلام، هل أخطأت؟ عليك أن تتوب فتتبرّر، ولكنك لن تبرأ ما دمت تستسيغ اللّذة والهوى. اقمع الشرّ الكامن في قلبك ونقّه، اطرد الخطيئة قلبك حيث يودّ أن يسكن الرّب الذي ترغب برؤيته. إن النفس البشريّة، "الإِنسانُ الباطِن" تدنو من الله قدر ما تستطيع، لأنّ إنساننا الباطن، قد أٌعيد خلقه على صورة الله، هو الّذي كان قد خُلِق على صورة الله كمثاله لكنه ابتعد عنه وتشوّه.

حتمًا نحن لا نقترب من الله أو نبتعد عنه في الفضاء. فإن لم نعد تشبهه فإنّنا نكون قد ابتعدنا عنه والعكس صحيح. تأمل كيف أن الله يريدنا أن ندنو منه. فيجعلنا شبيهين به حتى نقترب أكثر فأكثر، يقول لنا كونوا "بني أَبيكُمُ الَّذي في السَّمَوات، لأَنَّه يُطلِعُ شَمْسَه على الأَشرارِ والأَخيار، ويُنزِلُ المَطَرَ على الأَبرارِ والفُجَّار" إذن، تعلّم أن تحبّ أعداءك. فبقدر ما تنمو هذه المحبة فيك تعيد إليك الصورة والمثال الإلهيّ. وبقدر ما تقترب من هذه الصورة، وأنت ثابت في المحبّة، يزداد إحساسك بقرب الله منك.   لكن بمن تشعر؟ بالذي يأتي إليك أو بالذي تعود أنت إليه؟ إن الرّب لم يبتعد عنك يومًا. لكنك أنت، أجل أنت قد ابتعدت عنه ونفيته.