تغيير "العقيدة النووية".. تهديد روسيِّ يُنذر بتأجيج الحرب في أوروبا
"إن تصرفات الغرب في أوكرانيا تدفعنا لتغيير العقيدة النووية".. تحذيرٌ روسي جديد يُنذر بدخول الحرب الروسية الأوكرانية إلى منعطفٍ خطير تمتد تداعياته إلى خارج حدود البلدين وتشكل تهديدًا لأوروبا بأكملها، حيث أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس، نية موسكو إجراء تعديلات على عقيدتها النووية، بناءً على تحليل الصراعات الأخيرة والإجراءات الغربية.
وفي هذا الصدد، قالت مجلة "نيوزويك" الأمريكية الأسبوعية، إنه على الرغم من أن موسكو تهدف إلى تحقيق نصر سريع على جارتها في أوروبا الشرقية، والتي يُنظر إليها على أنها تمتلك جيشًا أصغر بكثير، إلا أن جهودها الدفاعية النشطة منعتها من تحقيق مكاسب كبيرة.
وشهدت الأسابيع الأخيرة إطلاق أوكرانيا لهجومٍ مضاد على كورسك، وهي المرة الأولى التي يتم فيها الاستيلاء على أراضٍ روسية منذ الحرب العالمية الثانية.
مخاوف نووية
وأشارت المجلة الأمريكية، في تقريرٍ لها عبر موقعها الإلكتروني، إلى أن هجوم كييف أثار مخاوف نووية من موسكو، التي اتهمت أوكرانيا الشهر الماضي بمحاولة مهاجمة محطة للطاقة النووية باستخدام طائرات بدون طيار.
وأثار الصراع منذ فترة طويلة مخاوف بشأن ما إذا كانت روسيا قادرة على نشر أسلحة نووية، حيث أدلى بوتن مرارًا وتكرارًا بتصريحاتٍ مثيرة حول الأسلحة النووية وسط الحرب، إذ تمتلك موسكو رؤوسًا نووية أكثر من أي دولة أخرى.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، لوكالة "تاس" الروسية أمس الأحد، إن هناك نية واضحة لإجراء تغييرات على العقيدة النووية، مضيفًا أن القرار "مرتبط بمسار التصعيد لخصومنا الغربيين" فيما يتعلق بالصراع في أوكرانيا.
وأضاف ريابكوف: "كما قلنا مرارًا وتكرارًا من قبل، فإن العمل يسير في مرحلة متقدمة، وهناك نية واضحة لإدخال تعديلات على العقيدة النووية بناءً على تحليل تطور الصراعات الأخيرة، بما في ذلك بالطبع كل ما يتعلق بمسار التصعيد لخصومنا الغربيين فيما يتعلق بالعملية العسكرية الخاصة".
تحذير روسي
ووفقًا لـ"رويترز"، فإن العقيدة النووية الحالية لعام 2020، تنص على أن روسيا قد تستخدم الأسلحة النووية في حالة وقوع هجوم نووي من قبل عدو أو هجوم تقليدي يهدد وجود الدولة، لكن ريابكوف لم يذكر موعد العقيدة النووية المُحدَّثة.
وقال لوكالة تاس "إن الإطار الزمني لاستكمالها قضية مُعقَّدة إلى حدٍ ما، بالنظر إلى أننا نتحدث عن الجانب الأكثر أهمية في أمننا القومي".
وتأتي تعليقات ريابكوف، بعد أن اتهم مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي "سيرجي ناريشكين"، الولايات المتحدة، بمحاولة إحداث خلل في نظام الأمن الدولي في المجال النووي.
وفي يونيو الماضي، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، إن إمكانية استخدام روسيا للأسلحة النووية وسط الحرب لا ينبغي أن "يؤخذ باستخفاف" من قبل الغرب.
وأضاف: "لسببٍ ما، يعتقد الغرب أن روسيا لن تستخدمها أبدًا.. لكننا لدينا عقيدة نووية"، في إشارة إلى سياسة بلاده التي تسمح باستخدام الأسلحة النووية إذا "تعرض وجود الدولة للخطر".
وحذَّر بوتن: "إذا كانت تصرفات شخصٍ ما تهدد سيادتنا وسلامة أراضينا، فإننا نعتبر أنه من الممكن لنا استخدام كل الوسائل المتاحة لنا.. ولا ينبغي أن يؤخذ هذا باستخفاف، أو بشكل سطحي".
يأتي هذا في الوقت الذي تُعَّد فيه الولايات المتحدة حليفًا رئيسيًا لأوكرانيا وسط الصراع، حيث قدَّمت واشنطن مليارات الدولارات كمساعدات عسكرية لكييف أثبتت أنها حاسمة لجهودها الدفاعية.