رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لطفي السيد منصور:"تاريخ عالمي للهراء" كتاب يرصد أشكال الحماقات عبر التاريخ الإنساني

تاريخ عالمي للهراء
تاريخ عالمي للهراء

يصدر قريبًا عن دار منشورات حياة كتاب بعنوان "تاريخ عالمي للهراء" للكاتب جان فرانسو مارميون، جديد المترجم لطفي السيد منصور.

يرصد الكتاب عدد من الأخطاء الكارثية والمفارقات الساخرة التي صبغت تاريخ البشرية، كما حاز شهرة واسعة، وبيع منه 60 ألف نسخة فور صدوره في أواخر 2019.

 في تصريحات خاصة للدستور، قال المترجم لطفي السيد منصور: "يتناول "تاريخ عالمي للهراء" أشكال الحماقات أو الهراء عبر التاريخ الإنساني زمانيًا ومكانيًا. 

وتابع: يعرض الكتاب لمجموعة من علماء النفس والفلاسفة ووكتاب الدراما وعلماء الأديان بتحرير جان فرانسوا مارميون مما يفي بطرح شامل لهذا المفهوم.

وأشار إلى أن من بين العناوين المتنوعة بالكتاب، حوار بعنوان سينيكا ضد تويترمع رولف دوبيلي وهو دكتور في فلسفة الاقتصاد.

إذا كنا في نظر الرواقيين، لا ينبغي لنا أن نقلق بشأن آراء الآخرين، فماذا ينبغي لنا أن نفكر في عصر الشبكات الاجتماعية الذي نعيش فيه، حيث السمعة فقط هي التي تهم؟ هل نحن في فخ؟

أنا فعلًا أصدق ذلك، تمثِّل وسائل التواصل الاجتماعي عكس ما يؤمن به الرواقيون، ويقدم الجنرال جورج مارشال، الذي ندين له بخطة مارشال الشهيرة، مثالًا رائعًا لما يمكن أن تكون عليه الرواقية في العصر الحديث. بعد انتخابه، وقف في البيت الأبيض أمام رسام ليرسم بورتريه بألوان الزيت، وبقي بلا حراك ساعاتٍ، وبعد ثلاثة أيام تم الانتهاء من اللوحة، وفي نهاية الجلسة الأخيرة، نهض مارشال وغادر الغرفة دون النظر إلى اللوحة. فقال له الرسام: «جنرال، ألا تريد أن ترى؟» فأجاب: «ما الفائدة من النظر إلى صورتي؟» اليوم، يمكنك التقاط مئات الصور لنفسك. وهذا لا معنى له. أنا شخصيًّا لم أقرأ قط مراجعات لكتبي على أمازون أو في أي مكان آخر، لا أبحث عن اسمي في جوجل.

 

 إذا كان لديَّ حسابات على فيسبوك أو تويتر، فأنا لم أنشر أي شيء منذ سنوات، ولا أعرف حتى إذا كان لا يزال لديَّ متابعون؛ مما يمنحني راحة البال أكبر بكثير من كتَّاب وفنانين عديدين! وبعد مائة عام سننظر إلى هذا الجيل ونسأل أنفسنا: فيما أفنوا وقتهم؟ بصراحة، سيبدو الأمر غير مفهوم. سوف يأخذنا الناس حقًّا إلى الجنون، تمامًا كما هو الحال اليوم، عندما ننظر إلى زمن الحروب الصليبية بإدراك متأخر ونتساءل: «ماذا كانوا يفعلون بحياتهم وهم يركضون إلى القدس؟».

•  يا من تتابع الأخبار بأقل قدر ممكن، ما رأيك في الأخبار الكاذبة وما بعد الحقيقة؟

لقد كانت هناك دائمًا أخبار مزيفة، منذ جوتنبرج، أول صحيفة صدرت عام 1609 في ستراسبورج كانت تحتوي عليها بالفعل! الجديد هو أنها مخصصة لجذب القراء الذين قمنا بتوصيفهم. ومن ناحية أخرى، يمكن إنشاؤها بشكل مصطنع. في الماضي، كان الكذب من اختصاص البشر الذين يمكن أن يشعروا بالذنب. الآن، يستطيع الذكاء الاصطناعي خلق أخبار مزيفة من تلقاء نفسه، دون أي مشكلة أخلاقية، فهو مبرمج لذلك! تلك مشكلة في غاية الخطورة، ولم يتعرض أي جيل آخر قبل جيلنا لمثل هذا الهُراء الهائل. 

ولأول مرة، نخلق بأنفسنا عالمًا لم نعُد نفهمه، ولم يُخلق له عقولنا وأجسادنا، لم يعد لدينا أي تنبؤ عما يحدث لنا، وما هو الأفضل للمجتمع وما هو السيئ بالنسبة إلينا، يمكن إيجاد حلول في الذكاء الاصطناعي، بشرط أن يكون خيرًا ومبرمجًا لمساعدتنا، بجانب أهداف تتناغم مع أهدافنا، ومن الضروري ضمان التحكم فيه، وإلا ستكون الكارثة!

وثمة عناوين أخرى من بينها:وأصبح القرد أحمق (جان فرانسوا مارميون)، ما قبل تاريخ الهُراء (جان بول ديمول)، هل الحماقة خاصة بالإنسان؟ (جاك فوكلير)، الانتقاء الطبيعي للحمقى الأوغاد، لقاء مع ستيفن بينكر، هل كنا دائمًا عنيفين؟ (ماريلين باتو ماتيس)، الهُراء في عصر الفراعنة (فلورنسا مارويجول)، الهُراء عند اليونانيين (أوريلي داميه)، سينيكا ضد تويتر، لقاء مع رولف دوبيليـ، البرابرة: تاريخ سوء الفهم (برونو دوميزيل)

أما عن الكاتب جان فرانسو مارميون 

هوعالم نفس ورئيس تحرير سابق لمجلة حلقة علم النفس Le Cercle Psy، تحرر العديد من الكتب بما في ذلك ثلاثية: علم نفس الحماقة أو الهراء، وتاريخ عالمي للهراء أو الحماقة، وعلم نفس الحماقة أو الهراء في السياسة.