رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المستشار الاقتصادى بسفارة الصين بالقاهرة يثمن العلاقات بين البلدين

جريدة الدستور

أكد المستشار الاقتصادي والتجاري لسفارة الصين بالقاهرة، جاو ليو تشينج، أن التعاون المصري– الصيني يمر حاليًا بأفضل الفترات في تاريخ العلاقات بين البلدين، مشيرًا إلى زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي في مايو الماضي للصين والتي شهدت مباحثات بناءة مع الرئيس الصيني شي جين بينج لرسم مسار "العقد الباهر" القادم للعلاقات الصينية المصرية.

وقال، في حوار خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط بمناسبة قمة منتدي التعاون الصيني– الإفريقي التي تنطلق هذا الأسبوع في بكين، إن مصر تعد أحد الاقتصادات الرئيسية في إفريقيا، وقد نفذ الجانبان المصري والصيني العديد من مشروعات التعاون المثمرة، موضحًا أن مبادرة "الحزام والطريق" الصينية تتوافق بشكل عميق مع "رؤية 2030" المصرية.

وأشار إلى أن الصين تعد أكبر شريك تجاري لمصر لمدة 12 عامًا على التوالي منذ عام 2012، حيث بلغت قيمة التجارة الثنائية 82. 15 مليار دولار عام 2023 من بينها 94. 14 مليار دولار صادرات صينية لمصر.. بينما استوردت الصين من مصر ما قيمته 880 مليون دولار، لافتًا إلى أن أهم الصادرات الصينية لمصر المنتجات الكهروميكانيكية والألياف الكيماوية، بينما الصادرات المصرية لبكين شملت النفط والغاز الطبيعي والفواكه وغيرها.


وأوضح أن الصين تعد أكثر الدول نشاطًا في الاستثمار في مصر خلال السنوات الأخيرة، حيث بلغ صافي الاستثمارات الصينية المباشرة 748 مليون دولار في العام المالي 2022/ 2023 ؛ ويوجد أكثر من 2500 شركة مسجلة في مصر برأسمال صيني، معظمها في مجالات التنقيب عن النفط والغاز والتصنيع والطاقة الجديدة والبناء وخدمات تكنولوجيا المعلومات والزراعة وغيرها من الصناعات. 


وأضاف أن منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر بالسويس (تيدا) اجتذبت حوالي 180 شركة صينية وأجنبية من بينها حوالي 60 شركة صينية لإقامة مشروعات فيها وأكثرها في مجال الصناعة باستثمارات فعلية تجاوزت 3 مليارات دولار، وتوفير ما يقرب من 10 آلاف فرصة عمل، لافتًا إلى أنه تم التوقيع في بداية هذا العام على 10 مشروعات جديدة في بما في ذلك "شين فنج" للحديد والصلب و"شين شينج" لأنابيب الحديد الزهر.

مشروعات متعددة


وفي مجال البنية التحتية، قال تشينج إن الشركات الصينية نفذت مشروعات متعددة من بينها منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة وقطار السكك الحديدية الخفيف في مدينة العاشر من رمضان، وجسر السكة الحديد الدوار لقناة السويس، ومحطة أبوقير، وتحديث شبكة الكهرباء الوطنية، مشيرًا إلى محطة كومبو للطاقة الكهروضوئية بقدرة 500 ميجاوات ومحطة طاقة الرياح بخليج السويس بقدرة 500 ميجاوات التي بنتها الشركات الصينية وهي حاليًا أكبر المشروعات الفردية من نوعها في مصر، فضلًا عن ذلك ساعد المركز المصري لتجميع الأقمار الصناعية واختبار تكاملها بدعم الصين، أن تصبح مصر أول دولة في إفريقيا تتمتع بقدرات اختبار تجميع وتكامل الأقمار الصناعية.


وتابع قائلًا: إن مصر والصين ستتعاونان على تحقيق الرؤية المشتركة التي توصل إليها رئيسا الدولتين، وتوجيه الشركات لتوسيع التعاون في مجال الاستثمار والبنية التحتية في مصر، وتعزيز التعاون عالي الجودة في بناء (الحزام والطريق) بشكل أعمق وأكثر عملية، والاستمرار في إثراء الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر وتحقيق منفعة أفضل لشعبي كلا البلدين.


وعن التعاون الصيني– الإفريقي، قال المستشار الاقتصادي الصيني إن التعاون الاقتصادي والتجاري يعد الركيزة الأساسية والقوة الدافعة للعلاقات الصينية- الإفريقية، ويتمتع التعاون الثنائي بالنشاط الدائم والنتائج المثمرة ذلك، بفضل التدابير العملية التي اتخذتها الدورات السابقة لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي.


وأوضح أن التجارة بين الجانبين وصلت إلى مستويات قياسية جديدة، وظلت الصين أكبر شريك تجاري لإفريقيا لمدة خمسة عشر عامًا على التوالي، مشيرًا إلى أن قيمة التجارة بين الصين وإفريقيا وصلت إلى 1. 282 مليار دولار عام 2023 بزيادة قدرها 1.5% عن العام السابق، مما يمثل ذروة تاريخية جديدة.


ولفت إلى أن واردات الصين من إفريقيا التي تشمل المكسرات والخضروات والزهور والفواكة من إفريقيا زادت بنسبة 130%، و32%، و14%، و7% على التوالي على أساس سنوي عام 2023، وقد دعمت صادرات الصين من منتجات الطاقة الجديدة بقوة تحول الطاقة الخضراء في إفريقيا.


وعن الاستثمار، أوضح تشينج أن الصين صاحبة أكبر استثمارات مباشرة في إفريقيا، حيث تخطي إجمالي الاستثمار المباشر في إفريقيا 40 مليار دولار بنهاية عام 2022؛ وتعد منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر بالسويس (تيدا)، ومنطقة هيسنس الصناعية بجنوب إفريقيا، ومنطقة ليكي للتجارة الحرة في نيجيريا، وغيرها منصات هامة.


وأشار إلى أن النشاط الصناعي يزداد بوتيرة كبيرة في إفريقيا، مما يجذب عددًا كبيرًا من الشركات الصينية إلى الاستثمار وبدء الأعمال التجارية في إفريقيا، والتي تشمل مواد البناء والسيارات والأجهزة المنزلية وتجهيز المنتجات الزراعية وغيرها من المجالات، مما يساعد على تسريع التصنيع في إفريقيا وتحسين القدرة التنافسية الدولية، وخلق فرص العمل.


وقال إن التعاون في مجال البنية التحتية حقق نتائج ملحوظة وتعد إفريقيا ثاني أكبر سوق مقاولات خارجية للصين، وقد وقعت الشركات الصينية عقودًا هندسية بقيمة أكثر من 700 مليار دولار في مشروعات هامة بإفريقيا في العقد الماضير وحققت عائدات تزيد على 400 مليار دولار، ونفذت عددًا من المشروعات الهامة والصغيرة في مجالات النقل والطاقة الكهربائية والإسكان وتحسين الأحوال المعيشية للناس.


وتابع: "تم تشغيل العديد من المشروعات الرئيسية، مثل المركز الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، ومحطة الطاقة الكهرمائية في زامبيا، وجسر فانجيونى في السنغال، مما أثمر نتائج اقتصادية واجتماعية جيدة".


وذكر تشينج أن الصين وإفريقيا توسعتا في التعاون في مجال "التجارة الإلكترونية على طريق الحرير"، ونظمتا بنجاح مهرجان التسوق عبر الإنترنت للسلع الإفريقية، وحملة "مائة متجر وآلاف المنتجات على المنصات" في إفريقيا، مما عزز تطوير التجارة الإلكترونية الإفريقية والهواتف المحمولة.

وأوضح أن الشركات الصينية تدعم بقوة بناء "الجدار الأخضر العظيم لإفريقيا"، وتشارك في بناء وتشغيل مشروعات الطاقة الخضراء، وإنشاء منطقة تجريبية للتنمية منخفضة الكربون في إفريقيا، مشيرًا إلى أن الصين وقعت مع 27 دولة إفريقية اتفاقيات نقل جوي مدني، وقامت ببناء وإطلاق أقمار صناعية للاتصالات الجوية بنجاح للجزائر ونيجيريا ودول أخرى، فضلًا عن ذلك، ضخ التعاون في الاقتصاد الرقمي والاقتصاد الأخضر والمنخفض الكربون والفضاء زخمًا جديدًا في التعاون بين الصين وإفريقيا.