رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نتنياهو واستمرار الحرب!

كل المعطيات التى لحقت بأحداث 7 أكتوبر تؤكد أن حكومة العدو برئاسة النتن ياهو لا تريد إلا الحرب وإشعال المنطقة بأكملها، فلا قبول لأى مقترحات لوقف العدوان على غزة، وتوسع فى العدوان ليشمل الضفة الغربية بجنود الاحتياط المنهكين طوال 11 شهرًا، حياة الرهائن وسلامتهم لم تعد فى حسبان حكومة العدو، بل إن قرارًا وشيكًا سوف يتخذه نتنياهو بالتضيحة بهم جميعًا والمشاركة فى قتلهم، لتبدأ مرحلة جديدة، يبدو أنها فى مخططة مسبقًا.
وعلى عكس ما يحدث، فكل المعطيات التى أحاطت بالأزمة منذ بدايتها كان يجب أن تجبر العدو على التهدئة ووقف حالة الحرب فورًا وتجنب اتساعها، من أهمها الحفاظ على حياة الرهائن وتهدئة الرأى العام الداخلى والعالمى، والاستجابة لمقترحات الرئيس الأمريكى جو بايدن بوقف الحرب، إضافة إلى تصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد دولة العدو فى كل من أوروبا وأمريكا، وشملت حالة الرفض معظم دول العالم بما يضر بمصالحهم وسمعتهم التى طالما حاولوا استخدام أكاذيبهم ودعايتهم فى قلب الحقائق لتحسين صورتهم وإظهار الاحتلال كأصحاب حق وأنهم المجنى عليهم.
بدأت الحرب على غزة، وكانت حدود الاحتلال الشمالية هادئة، ولم يكن الحوثون طرفًا مباشرًا فى الصراع مع العدو، ولا الفصائل العراقية لها علاقة بأى اشتباكات تحدث خارج حدود العراق . اغتيالات لقيادات حماس بمن فيها القيادات السياسية رغم قبولهم التفاوض لحل الأزمة ووقف الإبادة الجماعية لسكان غزة.
توسع العدوان الإسرائيلى ليشمل جنوب لبنان والعراق وسوريا واليمن وغزة، وأخيرًا بدأت عمليات موسعة تمهد لاقتحام الضفة.
فمن صاحب المصلحة فى إشعال الموقف، ولصالح من يعمل النتين ياهو، وما هى طبيعة الموقف الأمريكى الذى بات أثيرًا للرغبة الإسرائيلية فى توسيع الحرب وإطالة أمدها؟
البداية رفض النتن ياهو مقترحات الرئيس الأمريكى جو بايدن بوقف الحرب فى يونيو الماضى، ومؤخرًا رفض مقترحًا آخر لبايدن بالانسحاب الجزئى من محور فيلادلفيا، وعلى عكس ما يحدث فى أرض الواقع تخرج بين الحين والآخر تصريحات أمريكية تبشر بتقدم فى المفاوضات وقرب التوصل لهدنة أو لوقف الحرب، ولا نعرف بالضبط على ماذا يستند الأمريكان فى تصريحاتهم والنتن ياهو يرفض بصلف وعناد كل مقترحات بايدن نفسه.
محاولات استفزاز مصر لا تتوقف، تخرج عبر أبواق إعلامية رسمية وغير رسمية، مرات بتوجيه اتهامات بتهريب الأسلحة لقطاع غزة عبر الأنفاق، ومرات بضرورة التواجد على محور فيلادلفيا للبحث عن أنفاق أسفله، وعشرات الأكاذيب عن تعطيل مصر لدخول المساعدات، ومؤخرًا بالدعوة لعقد اجتماع لمجلس الوزراء الإسرائيلى على محور فيلادلفيا بالمخالفة لاتفاقات الوضع على الحدود، واعتاد العدو على ترك ما يخرج على لسان الأبواق غير الرسمية مفتوحًا دون نفى أو تأكيد، فى محاولات دائمة لاستفزاز مصر أو لإحراجها، وهو ما ننتبه له جيدًا.
ولعل تضخيم ما حدث فى أحد فنادق مدينة طابا المصرية بالأمس خير دليل على محاولات الوقيعة والاستفزاز من العدو للدولة المصرية، بإظهار أن مشاجرة مواطن مصرى مع سياح من عرب 48 هى اعتداء مصرى على سياح إسرائيليين، مع التضخيم فى أعداد المصابين، وكأنها عملية فدائية وقعت ضدهم. لعن الله العدو وحمى الله مصر وشعبها، ونصر قريب للشعب الفلسطينى بإذن الله.