من روائع الأدب العالمي
"ربيع حار" للفلسطينية سحر خليفة.. عندما احتدم الصراع بسبب "قطة"
ربيع حار، هى واحدة من أمتع الروايات التى تغلغلت فى القضية الفلسطينية بشكل بسيط وسهل، حتى وصلت إلى أعماق الصراع الخارجى بين المحتل الاسرائيلى الغاصب وأصحاب الأرض المغتصبة، كما استطاعت كاتبة الرواية سحر خليفة أن تغوص فى الأبعاد النفسية للأفراد بطريقة محكمة.
تفاصيل الرواية.
تحكى الكاتبة سحر خليفة فى روايتها ربيع حار عن أسرة بسيطة فى قرية عين المرجان الفلسطينية، أما الأب فهو رجل بسيط مات والدة فى حرب 48 فعاش حياة اليتم فاشتغل ببيع البسبوسة فى طفولته، ثم باع الكتب حتى اشترى دكانا، فاصبح موزعا للصحف بل ومراسلا يكتب عن هموم بلدته البسيطة التى يكسوها الوجع وتغطيها القمامة.
لدى فضل القسام ولدين، الأكبر فهو مجيد وهو شاب وسيم ومنطلق يجيد الغناء كما كانت والدته الجنكية "الغزية" تجيدة قبل أن ترحل فيتزوج فضل من امراة اخرى تعامله كابنها أحمد ولأحمد طبيعة مختلفة عن مجيد فهو طفل خجول يتأتئ فى الكلام كما انه بدين وطرى مثل البنات
وكان فضل مهموم بقضيته الفلسطينية ويرى أن اتفاقية أوسلو ليست حلا ولن تكون هى الحل أمام عدو غاشم.
يطلب فضل من مجيد أن ياخذ أخيه أحمد إلى صالة الحديد كى يصبح رجلا فيتحمل ويلات الأرض التى قدر الله أن تكون أرضهم، لكن مجيد لم يفلح فى مهمته فيقوم الأب بتدريب أحمد على الكاميرا فيتقنها فتاخذه ساقيه إلى مستوطنه قريبة من عين المرجان، فيرى طفلة يهودية اسمها “ميرا” فيحبها برغم خجله وخوفه، ويقوم بتصويرها عدة صور يخبئها عن والده، ثم يأخذه أخوه مجيد إلى رام الله حيث بيت الوشمى الذى يعمل به دون علم والده، وكان الوشمى رجل بلا أصل فهو من النور لكنه غنى، وله علاقات ممتدة مع السلطة ومع المحتل، لذا هو مرشح لحمل حقيبة وزارية فى السلطة، كان مجيد معروفا فى رام الله لأنه يغنى فى الجامعة وكان يحلم أن يصبح مطربا مشهورا مثل عمرو دياب.
العقدة
تمر الأحداث على هذا النحو حتى يتغير كل شىء بسبب قطة أهدتها سعاد صديقة مجيد لأحمد فأحبها وأخذها معه إلى “بيت ميرا”، فهربت القطة بين الأشجار ولما ذهب ليبحث عنها تم القبض عليه فاعتقل بحجة وضع ألغام فى بيت يهودى، فقام مجيد بالتوسط لأخيه عند الوشمى الذى وعده من قبل أن يرسله إلى روما ليتعلم الغناء ويمكنه فى هذه الحالة أن يزوجه ابنته “لورا” المفتونة بمجيد، لكن الوشمى يقوم بطرده، وهنا ينضم مجيد إلى الثوار الذين يقتلون الوشمي وعددا من اليهود فيصاب مجيد بشظية تفقده الوعي، فتأتى به لورا فى بيت “الوشمي” نفسه حتى يختبئ من الشرطة، ثم ينتقل مجيد إلى الحرس الخاص بياسر عرفات وهنا تشرح لنا الكاتبه سحر خليفة قصة حصار عرفات بالتفصيل.
نهاية الرواية
يتدرج مجيد فى السلطة وينسى حلمه القديم بل ينسى أهله ويموت “أحمد الطري” شهيدا بعد أن عركته الأيام، حين يقف أمام الجرافة التى جاءت لتهدم بيته.
الخلاصة
استطاعت الكاتبة سحر خليفه أن تدخل بنا إلى العمق النفسى للفلسطينين الواقعين تحت الاحتلال الذى يغير مسار حياتهم بسبب القهر والظلم.