رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كنيسة الروم الملكيين تحتفل بذكرى القدّيس أوغسطينُس الأسقف

كنيسة الروم
كنيسة الروم

تحتفل كنيسة الروم الملكيين بذكرى القدّيس أوغسطينُس، الأسقف ومعلِّم الكنيسة، الذي ولد في مدينة تاغاستا في شمال أفريفيا عام 354. كان شبابه عاصفاً مضطرباً من حيث التعاليم والأخلاق. إلى أن اهتدى إلى الإيمان في مدينة ميلانو عام 387 وقبل العماد على يد القديس أمبروزيوس. عاد الى وطنه وزهد العالم وسلك طريق النساك. اختير أسقفاً على هيبونا (عنابة اليوم في الجزائر)، وبقي مدة أربع وثلاثين سنة يثقف الشعب بمواعظه وكتاباته العديدة. قاوم أضاليل عصره بجرأة وشجاعة. توفي عام 430. 

وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية جاء نصها كالآتي: إنّ صحّة الجسد هي خير للحياة البشريّة. والحال إنّنا نكون سعداء ليس حين نعرف معنى كلمة الصحّة فحسب، إنّما حين نعيش بصحّة جيّدة... لم يقل الربّ يسوع إنّنا سنكون سعداء حين نعرف شيئًا ما بشأن الله، لكنّنا سنكون سعداء حين نمتلكه بذاته. في الواقع، "طُوبى لأَنْقِيَاءِ القُلُوب، لأَنَّهُم سَيُعَايِنُونَ الله" . لم يقل إنّ الله يظهر نفسه لكلّ مَن طهّر نظر قلبه...؛ أو بتعبير أكثر وضوحًا: " فَهَا إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ في دَاخِلِكُم!". هذا ما تُعلّمنا إياه هذه العبارة: مَن طهّر قلبه من كلّ خليقةٍ ومن كل تعلّقٍ غير منظّم يرى صورة الطبيعة الإلهيّة بأبهى جمالها...

بمقدار معيّن، يوجد في داخلك استعداد لرؤية الله. ذاك الذي كوّنك قد أودع في كيانك قوّة عظيمة. حين خلقك، خبّأ الله فيك ظلّ طيبته، كما يُطبع رسم الختم في الشمع. إنّما الخطيئة قد أخفت بصمة الله هذه؛ إنّها مخفيّة تحت الخطايا. إن طهّرتَ قلبك من خلال عيش حياة مثاليّة، فإنّ الجمال الإلهي سيلمع فيك من جديد. كما أنّ قطعة الحديد التي يُزال الصدأ عنها تلمع في الشمس، كذلك الإنسان الباطني الذي يسمّيه الربّ "القلب"، سيكتشف من جديد تشابه نموذجه حين ينزع بُقَع الصدأ التي كانت تشوّه جماله.