خبير شئون روسية: لا يمكن التأكد من صحة بيانات رئيس أوكرانيا عن سير المعارك
قال سمير أيوب، خبير الشئون الروسية، إنه لا يمكن التأكد من صحة البيانات التي يتداولها رئيس أوكرانيا، فولوديمير زيلينسكي، وقادة الجيش الأوكراني عن سير المعارك والعمليات العسكرية بمقاطعة كورسك إلا بعد صدور تصريحات رسمية من الجيش الروسي تؤكد صحة تلك المعلومات، لذا يجب التعامل مع تصريحات الجيش الأوكراني على أنها مجرد شائعات من الصعب تصديقها.
وتابع "أيوب"، خلال مداخلة عبر تطبيق "سكايب" على فضائية "القاهرة الإخبارية"، اليوم، أن الدعم الكبير الذي يحصل عليه الجيش الأوكراني من حلف الناتو لم يساعده في تحقيق أهدافه، حيث قام الحلف بدعم أوكرانيا بصورة كبيرة في العام الماضي، وكان الهدف من المساعدات هو تحرير مقاطعة دونباس وصولا لشبه جزيرة القرم، لكن لم تتمكن القوات الأوكرانية من تحقيق تلك الأهداف.
وأوضح أن الهدف من دعم حلف الناتو لأوكرانيا الآن لا يتمثل في تحقيق انتصارات استراتيجية لصالح أوكرانيا وإنما يهدف لمنع التقدم الروسي فقط، مشيرا إلى أن تقدم الجيش الروسي بات أسرع من السابق، ما يؤكد أن كل الدعم الذي تحصل عليه أوكرانيا لن يساعدها في هزيمة روسيا.
وتوقع بعض الأمور التي ستحدث في تطورات المسألة الروسية الأوكرانية، مثل استعادة روسيا مقاطعة دونيتسك، كون المقاطعة لم يتم تحريرها بالكامل، وأن بعض المدن ما زالت تحت سيطرة الجيش الأوكراني، وأنه إذا أحرزت أوكرانيا المزيد من التقدمات العسكرية قد تنتقل روسيا من مرحلة العمليات العسكرية لحرب شاملة على أوكرانيا، مشيرا إلى أن روسيا يمكنها أن توسع رقعة العمليات العسكرية إذا شعرت بضعف من الجانب الأوكراني.
وأشار إلى أن القوات الروسية تقوم بتحصين كل مواقعها في مقاطعة كورسك، وأن الهدف الأساسي لها الآن هو إجلاء المدنيين المتواجدين في المدن والقرى الحدودية، حتى لا يتخذهم الجيش الأوكراني كأسرى أو يستخدمهم كدروع بشرية.
وأضاف أن الهدف من دخول القوات الأوكرانية مقاطعة كورسك هو تخفيف الضغط عن جبهة دونباس وبالأخص في مقاطعة دونيتسك، وأن القادة الأوكرانيين على قناعة بأن القوات لن تمكث لفترة طويلة بمقاطعة كورسك لأن الجيش الروسي لن يسمح لهم بذلك، مؤكدا أن القوات الأوكرانية أصبحت أضعف بكثير من السابق على جبهات القتال التقليدية، وأن نجاحها في دخول بعض القرى والمدن لا يعني تحقيقها أهدافها الاستراتيجية التي حددتها في السابق، وهي الوصول لمحطة الطاقة النووية.
وأشار إلى أن الجيش الروسي استولى على العديد من المدن والبلدات الأوكرانية في مقاطعة دونيتسك، لذا مسألة وجود القوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك لا تؤثر كثيرا على الجيش الروسي، لكن من الممكن أن يكون لها تأثير معنوي إذا امتدت لفترة زمنية طويلة، حيث يمكنها أن تظهر الجيش الروسي بمظهر العاجز عن إخراج القوات الأوكرانية من المقاطعة.
وتابع أن وجود القوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك يظهر أوكرانيا بمظهر الدولة المعتدية، حيث تحاول الضغط على المنشآت المدنية واستهداف المدنيين في هذه المقاطعة وبعض المقاطعات الأخرى، ما يصب في مصلحة القيادة الروسية التي تؤكد أن سياسات أوكرانيا لا تهتم بحياة المدنيين الروسيين.