رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الشبح".. كيف نجح السنوار في خداع الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية؟

يحيى السنوار
يحيى السنوار

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن الفشل في القبض أو قتل زعيم حركة حماس الأشهر “الشبح” يحيي السنوار سبب حالة من الاحباط لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي والادارة الأمريكية وأظهر ضعف أجهزة الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية.

مطاردة يحيى السنوار تبوء بالفشل

وقالت الصحيفة وفقا لمسئولين أمريكيين واسرائيلين، انه في يناير الماضي اعتقد المسؤولون الإسرائيليون والأمريكيون أنهم حصلوا على فرصة في مطاردة أحد أكثر الرجال المطلوبين في العالم وهو يحيى السنوار.

وأغارت قوات الكوماندوز الإسرائيلية على مجمع أنفاق متقن في جنوب قطاع غزة في 31 يناير بناءً على معلومات استخباراتية تفيد بأن يحيى السنوار، زعيم حماس، كان مختبئًا هناك، وفقًا لمسؤولين أمريكيين وإسرائيليين.

واتضح أنه كان كذلك، ولكن السنوار غادر المخبأ تحت مدينة خان يونس قبل أيام قليلة، تاركا وراءه وثائق وأكوام من الشيكلات الإسرائيلية  واستمر البحث، مع ندرة الأدلة القاطعة على مكان وجوده.

ومنذ طوفان الأقصى أصبح “السنوار” أشبه بالشبح، لم يظهر في الأماكن العامة قط، ونادرا ما ينشر رسائل لأتباعه، ولم يقدم سوى القليل من الأدلة حول مكان وجوده وبات  الشخصية الأكثر أهمية في حماس، ونجاحه في التهرب من الأسر أو الموت حرم إسرائيل من القدرة على تقديم ادعاء أساسي أنها فازت بالحرب واستأصلت حركة حماس.

السنوار تخلى عن الاتصالات الالكترونية 

وقال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون، إن يحيى السنوار تخلى عن الاتصالات الإلكترونية منذ فترة طويلة، وقد تجنب حتى الآن شبكة استخباراتية متطورة، ويُعتقد أنه يظل على اتصال بالمنظمة التي يقودها من خلال شبكة من الرسل البشريين ولا يزال كيف يعمل هذا النظام لغزا.

وتابعت الصحيفة انه على النقيض من  أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الأسبق الشهير ففي سنواته الأخيرة الذي ضعف نشاطه العسكري، ولكن يدير السنوار الحملة العسكرية بنشاط. 

ويقول الدبلوماسيون المشاركون في مفاوضات وقف إطلاق النار، إن ممثلي حماس يصرون على أنهم بحاجة إلى مساهمة السنوار قبل اتخاذ قرارات رئيسية في المحادثات. وباعتباره الزعيم الأكثر احترامًا لحماس، فهو الشخص الوحيد الذي يمكنه ضمان تنفيذ أي قرار يتم اتخاذه في الدوحة في غزة.

وتكشف المقابلات مع أكثر من عشرين مسؤولًا في إسرائيل والولايات المتحدة أن كلا البلدين قد بذلوا جهودا هائلة في محاولة للعثور على السنوار.

موارد أمريكية اسرائيلية للعثور على السنوار

ووفقا للصحيفة أنشأ المسؤولون وحدة خاصة داخل مقر جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، وتم تكليف وكالات التجسس الأمريكية باعتراض اتصالات يحيى السنوار، كما قدمت الولايات المتحدة رادارًا يخترق الأرض لإسرائيل للمساعدة في البحث عنه وعن قادة حماس الآخرين.

ووفقا للصحيفة، فان  قتل أو أسر السنوار من شأنه أن يخلف تأثيرًا دراماتيكيًا على الحرب. ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن ذلك من شأنه أن يوفر لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وسيلة للمطالبة بنصر عسكري كبير وربما يجعله أكثر استعدادًا لإنهاء العمليات العسكرية في غزة، ولكن من غير الواضح ما هو التأثير الذي قد يخلفه موت السنوار على المفاوضات وقف حرب غزة.

وقال مسؤولون إسرائيليون وقطريون وأمريكيون إن التواصل مع السنوار أصبح أكثر صعوبة اعتاد الرد على الرسائل في غضون أيام، لكن المسؤولين قالوا إن الأمر استغرق وقتًا أطول بكثير للحصول على رد منه في الأشهر الأخيرة، وأن بعض نوابه كانوا في بعض الأحيان وكلاء له في تلك المناقشات.

وتم إعلان السنوار، البالغ من العمر 61 عامًا، زعيما سياسيا أعلى للحركة في أوائل أغسطس، بعد أيام من اغتيال الاحتلال إسماعيل هنية، الزعيم السياسي السابق.