رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء: «الدبلوماسية الرئاسية» تعمل على إطفاء نيران الحروب بالمنطقة

الرئيس عبدالفتاح
الرئيس عبدالفتاح السيسي

قال اللواء عادل العمدة، المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، إن التحديات والتهديدات التى تقابلها الدولة المصرية على مختلف الاتجاهات الاستراتيجية هى نتيجة متغيرات إقليمية ودولية، أبرزها الحرب الروسية الأوكرانية، وحرب إسرائيل على قطاع غزة.

وأضاف أنه ارتباطًا بهذه المتغيرات ظهرت مجموعة من التحديات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية والعسكرية والأمنية والصحية والمائية والإعلامية والمعلوماتية والبيئية، وجميعها يؤثر على الأمن القومى المصرى.

وأوضح: «التحديات فى المجال السياسى تتمثل فى وجود جهود حثيثة من جهات معادية تسعى إلى تقزيم وإزاحة مصر من المشهد الدولى لأن مصر لاعب أساسى فى المنطقة، وهناك قوى معادية تسعى لإضعافها وتشويهها ووضع عثرات فى طريقها لإلهائها عن دورها فى المنطقة».

ورأى أن «العالم أيقن أهمية الدور المصرى فى حفظ استقرار المنطقة والعالم لأنه يتبع دبلوماسيات متعددة، فهناك دبلوماسية الحكومة إضافة لدبلوماسية الرئاسة، التى تكثف لقاءاتها المتعددة فى محيطنا الإقليمى لمحاولة حلحلة المواقف وإطفاء نيران الحروب والصراعات السياسية، كما تحرص على المشاركة بصفة دائمة فى المنتديات الدولية والإقليمية، إضافة إلى عقد اتفاقيات التعاون والشراكة الاستراتيجية، مثل اتفاقية (بريكس)، والشراكة مع الاتحاد الأوروبى».

ولفت «العمدة» إلى أن مصر كان لها دور كبير جدًا فى مواجهة الإرهاب، ووضعت استراتيجية لمكافحته تبنتها الأمم المتحدة وأصبحت وثيقة رسمية منذ عام ٢٠١٦، ونجحت بالفعل فى تطهير سيناء من البؤر والجيوب الإرهابية.

وذكر أن مصر تمسكت منذ ٧ أكتوبر الماضى برفض التهجير القسرى أو الطوعى، لمنع تصفية القضية الفلسطينية، وكثفت جهودها لوقف إطلاق النار فى غزة، وحثت المجتمع الدولى على الاضطلاع بمسئولياته، ودفعت بمئات من شاحنات المساعدات إلى غزة، من خلال معبر رفح البرى، وأعلنت عن دعمها حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل ١٩٦٧.

ولفت إلى أن مصر تشارك فى جميع المؤتمرات التى تسعى جاهدة لحلحلة الموقف فى السودان، كما أنها تتبنى الحل السلمى للصراع فى ليبيا.

وفى السياق ذاته، وصف الدكتور عبدالمنعم سعيد، المفكر السياسى وعضو مجلس الشيوخ، الإقليم بأنه «مشتعل» وفى خضم عمليات تحول كبير، لكن أيضًا هناك جوانب أخرى إيجابية، خاصة أن هناك عددًا من الدول العربية يسير فى طريق الإصلاح، وتجديد الفكر الدينى، والحداثة، وفى المقدمة مصر ودول الخليج والأردن والمغرب.

وأضاف أن تلك الدول تسعى للبناء وإرساء السلام، مؤكدًا أن مصر تواجه تحديات كبيرة على حدودها الجنوبية والغربية والشرقية، والبحر الأحمر، مثل الحرب فى غزة، والصراع فى ليبيا، والحرب الأهلية فى السودان، وجميعها ضغوطات هائلة تعوق الاستمرار فى تنفيذ خطط التنمية.

وتابع: «وسط ذلك نجد أن مصر والإمارات والسعودية تبحث عن كيفية معالجة أزمة السودان، كما سمحت التهدئة بين مصر وتركيا بتجنيب ليبيا الدخول فى حرب أهلية لا نهاية لها»، مشيرًا إلى أن مصر مرت بأزمة مالية لكن الاستثمارات العربية التى تدفقت والمساهمة فى مضاعفة قرض صندوق النقد الدولى، جميعها عوامل ساعدت على أن تبدأ مصر مرحلة جديدة من الإصلاح الاقتصادى وفتح أبواب الاستثمار الأجنبى.

من جهته، أكد اللواء محمد الغبارى، مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق، أن التحديات التى تواجه مصر من الاتجاه الشمالى تتمثل فى محاولة بعض الدول التدخل فى اتفاقات الغاز أو السيطرة عليه بأى أسلوب، والاتجاه الغربى كان ولا يزال تحديًا، ومصر استطاعت القضاء على التهديدات الإرهابية من هذا الاتجاه.

وأشار «الغبارى» إلى أن الجنوب يمثل تحديًا أيضًا، بسبب مشكلة النازحين السودانيين؛ فمصر تتحمل تكلفة وجودهم اقتصاديًا، فضلًا عن الجرائم التى يرتكبها البعض مثل التهريب أو محاولة الهجرة لأوروبا عن طريق الساحل المصرى أو ارتكاب جرائم السرقة.

ولفت إلى أن البحر الأحمر يمثل تهديدًا غير مباشر، لأن الحوثيين أغلقوا باب المندب أمام بعض السفن التى تمر منه، ما أدى لانخفاض دخل قناة السويس.

وعن الاتجاه الشمالى الشرقى، أوضح اللواء الغبارى أن هذا التهديد يمثل تحديًا لاتفاقية السلام وجر المنطقة إلى الصراع بسبب التعنت الإسرائيلى، ومخالفته التواجد فى المنطقة «د»، ما يطلق عليها محور فيلادلفيا.

ونوه بأن إسرائيل تخالف الاتفاقية بتواجد عناصر مسلحة فى المنطقة «د»، ما يمثل تهديدًا، وبالتالى يكون التعامل معه من خلال المفاوضات، مما يستلزم الأمر جلسة من الدول التى وقعت الاتفاقية، وهى مصر وإسرائيل وأمريكا.

وفى الشأن ذاته، رأى الدكتور أحمد عبدالمجيد، خبير العلاقات الدولية، أن عدم الاستقرار على حدود مصر هدفه تشتيت مصر عن الهدف الرئيسى، وهو البناء، مؤكدًا أن مصر منذ بداية ٢٠١٤ توسعت فى علاقاتها الدبلوماسية للشرق والغرب، ولم تنحز إلى أى جانب.

وأشار «عبدالمجيد» إلى أن مصر فى الفترة من ٢٠١٤ إلى ٢٠٢٠ كانت تسير بخطة بناء موضوعة بدقة، وكانت تسير بمعدلات جيدة جدًا، إلى أن جاءت أزمة كورونا ثم الحرب الروسية الأوكرانية، ما أوقف هذه الخطط، إذ سعت الدولة إلى علاج الأزمات التى طرأت بسبب مشكلات عالمية.

ولفت إلى أن العدو الخارجى لم يكتف بما حدث، بل سعى إلى استغلال ما أعقب يوم ٧ أكتوبر، عبر الحصار الممنهج للشعب الفلسطينى لوضع مصر أمام الأمر الواقع وتنفيذ عملية التهجير، واتخذت مصر حينها وحتى الآن موقفًا قويًا بعدم الانصياع لهذه الأفكار الهدامة بهدف الحفاظ على القضية الفلسطينية.