هل يصبح محور فيلادلفيا مفتاح الانفراجة فى مفاوضات غزة؟ خبير يجيب لـ"الدستور"
أعلن البيت الأبيض عن أن مفاوضات وقف إطلاق النار، في القاهرة كانت بناءة وستستمر خلال نهاية الأسبوع، حيث تواصل واشنطن والوسطاء الضغط على إسرائيل وحماس للتوصل إلى اتفاق.
وقال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي: "تم إحراز تقدم، نحن بحاجة الآن إلى أن يجتمع الجانبان معًا وأن يعملا على تنفيذه".
وتتجه الأنظار دوليًا وعربيًا على القاهرة التي تستضيف حاليًا وفودًا من كافة الأطراف، لبحث العراقيل أمام إتمام الصفقة.
وفي هذا السياق، قال الدكتور جهاد أبولحية، أستاذ القانون والنظم السياسية، إن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو غير جاد في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار ويضع العراقيل من أجل إجهاض أي جهود يقوم بها الوسطاء، وكل مرة يختلق سببًا أو مشكلة لعرقلة عملية التفاوض ويعيد الأمور إلى نقطة الصفر.
محور فيلادلفيا لا يمكن أن يشكل عقبة في اتفاق وقف إطلاق النار
وأضاف أبولحية في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن محور فيلادلفيا لا يمكن أن يشكل عقبة في اتفاق وقف إطلاق النار، وذلك لأن هذا المحور يخضع لاتفاقية بين مصر ودولة الاحتلال الإسرائيلي، والذي يوجب عدم وجود أي فرد عسكري إسرائيلي في هذه المنطقة الحدودية، وبالتالي فالأمر مقضي قانونيًا ولكن نتنياهو المجرم الذي لا يعمل شيئًا إلا اختراق القوانين والاتفاقيات يجد ضالته هذه المرة من خلال اشتراطه المتصلب على ضرورة سيطرة جيشه المجرم على هذا المحور.
وتابع أبولحية: "إضافة إلى أن هناك كثيرًا من العقبات الأخرى التي أيضًا بحاجة إلى تفكيكها والتي اختلقها نتنياهو منها عدم نيته الانسحاب من محور نتساريم والتحكم في آلية عودة النازحين إلى شمال غزة، وإخلاء كل القطاع من الوجود العسكري الإسرائيلي إلى نقاط الحدود، وعدد الأسرى المقرر الإفراج عنهم وأسماؤهم وكثير من العقبات الأخرى التي يتم افتعالها لتأزيم الموقف".
سيناريوهات المرحلة المقبلة
وحول أبرز السيناريوهات المطروحة لما هو قادم، قال أبولحية إن تلك السيناريوهات تتلخص في اثنين لا ثالث لهما، الأول هو ممارسة الإدارة الأمريكية الحالية ضغطًا حقيقيًا على نتنياهو وإجباره للمضي قدمًا نحو التوصل إلى اتفاق وعدم وضع العراقيل التي قد تعيق التوصل إلى اتفاق، وهي الوحيدة التي يمكنها أن تفعل ذلك، لأنها شريكة نتنياهو في هذه الحرب الضارية على شعبنا الفلسطيني.
وأضاف أبولحية أن السيناريو الثاني هو عدم استخدام الإدارة الأمريكية ضغطًا على نتنياهو، وبالتالي إحباط الجهود المصرية القطرية المضنية وإعادة الأمور إلى نقطة الصفر أو حتى إلى وضع أكثر كارثية من الوضع الحالي، ما قد يتسبب في تمدد الحرب خارج القطاع لتصل إلى حرب إقليمية حيث يرغب بها نتنياهو بشكل كبير.
جهود كبيرة ومستمرة تبذلها مصر وقطر لتذليل كل العقبات
وأكد أبولحية أن الجهود التي تبذلها مصر وقطر من أجل تذليل كل العقبات، وتحمل ما لا يمكن تحمله من أجل إنجاح الجهود التي توقف حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني يتوجب أن تكون معها دفعة دولية مساندة لهذا الدور من خلال مجلس الأمن والمؤسسات الدولية والدول، وذلك لإجبار إسرائيل عامة ونتنياهو بشكل خاص لعدم عرقلة هذه الجهود وإجهاضها.