رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

واشنطن تعيد إحياء المقاتلات الخفيفة لمواجهة التهديدات الصينية المتزايدة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تدرس الولايات المتحدة الأمريكية إحياء مفهوم المقاتلة الخفيفة استجابة للصعوبات التي تواجه برنامج المقاتلة من الجيل التالي، وهي الخطوة التي أثارت جدلًا حادًا وتحدت استراتيجيات القوة الجوية التقليدية.

وأفاد موقع The War Zone بأن رئيس أركان القوات الجوية الأمريكية الجنرال ديفيد أولفين كشف عن مفهوم مقاتلة خفيفة افتراضية في عرض تقديمي حديث في مؤتمر رؤساء القوات الجوية والفضاء العالمي في لندن، ما أثار مناقشات حول مستقبل أسطول المقاتلات الأمريكية.

وقال الموقع إن الولايات المتحدة تعيد إحياء مفهوم المقاتلة الخفيفة، حيث يمثل مفهوم للقوات الجوية الأمريكية تحولًا استراتيجيًا نحو الطائرات القابلة للتكيف والفعّالة من حيث التكلفة استجابة للتهديد المتزايد من جانب الصين.

الطائرات القابلة للتكيف والتى تركز على البرامج 

ويشير موقع The War Zone إلى أن المفهوم، الذي يشبه طائرة F 35 المصغرة، يشير إلى التحول نحو الطائرات القابلة للتكيف التي تركز على البرامج بدلًا من النهج التقليدي للقوات الجوية الأمريكية الذي يركز على الأجهزة.

يذكر التقرير أن هذه الخطوة تتماشى مع مبادرة القوات الجوية الأمريكية للهيمنة الجوية من الجيل التالي (NGAD)، التي واجهت التدقيق بسبب التكلفة العالية لطائرة الجيل السادس المقاتلة الشبحية، التي تقدر بنحو 250 مليون دولار أمريكي لكل وحدة.

ويقول التقرير، إن رؤية أولفين تؤكد على التحديثات السريعة للبرامج للحفاظ على التفوق على الخصوم، مما قد يؤدي إلى المزيد من المقاتلات المأهولة "القابلة للتصرف".

ويذكر أن هذا الكشف يتزامن مع إعادة تقييم القوات الجوية الأمريكية لبرنامج NGAD، مع مراعاة قضايا القدرة على تحمل التكاليف ودمج طائرات دون طيار من طراز Collaborative Combat Aircraft (CCA).

ويشير موقع The War Zone إلى أن أن مفهوم المقاتلة الخفيفة يمكن أن يمثل محورًا استراتيجيًا لأسطول مختلط، يوازن بين القدرات المتطورة والحلول الفعالة من حيث التكلفة لمواجهة التهديدات المتطورة بسرعة، وخاصة من الصين.

ويضيف التقرير أن الفكرة تتردد صداها مع اعتبارات القوات الجوية الأمريكية السابقة لمزيج "عالي-منخفض" من المقاتلات وتصميم جديد محتمل ليحل محل أسطول F 16 القديم.

بينما تتنقل القوات الجوية الأمريكية عبر هذه التحديات المعقدة، يمكن أن يكون مفهوم المقاتلة الخفيفة الناشئ هو المفتاح لسد الفجوة بين التهديدات المتطورة والواقع المالي.

وفي يونيو 2024، قال الموقع إن القوات الجوية الأمريكية تواجه حاليًا معضلات استراتيجية وميزانية أثناء مناقشتها لمستقبل هيمنتها الجوية، وخاصة فيما يتعلق بطائرات إف-22 رابتور القديمة وتطوير نظام الدفاع الجوي الجديد.

انتقد مكتب المحاسبة الحكومي الأمريكي اقتراح ميزانية القوات الجوية الأمريكية للعام المالي 2023 لافتقاره إلى بيانات مفصلة حول آثار تقاعد طائرات إف 22 القديمة المستخدمة للتدريب.

وتشغل القوات الجوية الأمريكية 32 طائرة إف-22 من طراز بلوك 20، وهي غير مطورة إلى نماذج بلوك 30/35 الأكثر تقدمًا، وقد دعت هيئة المحاسبة العامة إلى بيانات أكثر شمولاً لدعم عملية اتخاذ القرار.

وفي الوقت نفسه، يواجه برنامج NGAD حالة من عدم اليقين بسبب القيود المالية والتحديات التكنولوجية والمفاهيم المتطورة للهيمنة الجوية، ومستقبل البرنامج موضع تساؤل، حيث يتردد مسؤولو القوات الجوية الأمريكية في الاستمرار دون قرار واضح.

بالإضافة إلى ذلك، تدرس القوات الجوية الأمريكية ترقية أسطول إف 22 بقيمة 22 مليار دولار لتمديد عمره التشغيلي حتى أربعينيات القرن الحادي والعشرين، على الرغم من المخاوف من أن الطائرة قد تصبح قديمة عند اكتمال الترقيات.

بالإضافة إلى مبرر توفير التكاليف للمقاتلات الخفيفة، ذكر هاريسون كاس في مقال في مجلة ناشيونال إنترست هذا الشهر أن مفهوم المقاتلة الخفيفة الجديد يهدف إلى تجنب التقادم الذي تواجهه هذه المنصات التي تبلغ قيمتها عدة مليارات من الدولارات من خلال "بنائها للتكيف" بدلاً من "بنائها لتدوم".