بعد وداع الكأس من دور الـ16.. لماذا خرج الزمالك بـ"موسم صفري محلي"؟
صدمة قوية تلقتها جماهير نادى الزمالك بوداع بطولة كأس مصر من دور الـ16، بعد الهزيمة من طلائع الجيش بنتيجة 5-3 بركلات الترجيح، بعد انتهاء الوقتين الأصلى والإضافى بالتعادل الإيجابى 1-1، خاصة أنها كانت تعول على هذه البطولة لإنقاذ الموسم المحلي، بعدما أنهى الفريق الدوري في المركز الثالث، تاركًا القمة والوصافة للأهلي وبيراميدز.
وعقب انسحاب الأهلي من كأس مصر، ارتفعت آمال جماهير الزمالك في التتويج بالبطولة، خاصة أن المارد الأحمر هو منافسه الأقوى، ووجوده من شأنه حرمان الجميع من لقب البطولة، لكن جماهير القلعة البيضاء استيقظت على كابوس وداع البطولة، لتخرج بموسم صفري محلي.. فما الذي أدى إلى هذه النتيجة؟
10 تعاقدات عشوائية في “الميركاتو الشتوي”
مع حلول فترة الانتقالات الشتوية الماضية، دفعت إدارة الزمالك مستحقات فريق سبورتنج لشبونة البرتغالي لإلغاء إيقاف القيد، واستبشرت جماهير الفارس الأبيض خيرًا، خاصة مع توالي إبرام الصفقات.
وتعاقدت إدارة الزمالك مع 10 لاعبين دفعة واحدة، على رأسهم عبدالله السعيد وناصر ماهر، صانعا ألعاب بيراميدز ومودرن سبورت، وأحمد حمدي، لاعب وسط الأهلى السابق، ومحمد شحاتة، لاعب وسط طلائع الجيش، وزياد كمال، لاعب وسط إنبي.
ورغم كثرة هذه التعاقدات، لم يحقق الزمالك الاستفادة الفنية المرجوة، خاصة مع ضم عدد كبير من اللاعبين فى مركز واحد، هو خط الوسط وصناعة اللعب، فيما غفل القائمون على التعاقدات إبرام صفقة واحدة في مركز الظهير الأيسر.
وتسبب تجاهل ضم ظهير أيسر في معاناة الزمالك بشدة خلال النصف الثاني من الدوري، خاصة بعد فسخ عقد عبدالله جمعة، ورحيل حاتم سكر إلى الإسماعيلي، وتعرض محمد عبدالشافى إلى قطع في الرباط الصليبي.
وأدى ذلك إلى خوض الزمالك باقي مبارياته في الدور الثاني من الدوري بلا ظهير أيسر، في ظل الإصابات المتكررة لأحمد فتوح، الذي غاب عن “الفارس الأبيض” لفترات طويلة.
وإلى جانب الظهير الأيسر، عانى الزمالك على المستوى الدفاعي، لعدم وجود البديل المناسب منذ إصابة محمود حمدي “الونش”، وحتى الفلسطيني ياسر حمد الذي جرى التعاقد معه، لم يكن على المستوى المطلوب، ومع نهاية الموسم استغنت عنه الإدارة بمباركة الجهاز الفني.
ووجهت انتقادات عديدة للقائمين على تعاقدات الزمالك في يناير الماضي، بعد التعاقد مع لاعبين دون المستوى لا يرقون لارتداء الفانلة البيضاء، مثل الأوغندي ترافيس موتيابا، إلى جانب محمد عاطف ومهاب ياسر وياسر حمد وسيف فاروق جعفر، الذين لم يقدموا أي جديد.
تأخر رواتب الجميع وبطء في التجديد للنجوم
يعاني الزمالك من أزمة مالية طاحنة أثرت بالسلب على نتائج فريق كرة القدم هذا الموسم، ففي ظل محدودية النجوم القادرين على قيادة الفريق للمنافسة في البطولات المختلفة، عانى هؤلاء النجوم من تأخر صرف رواتبهم، ما جعلهم في كثير من الأحيان يهددون بعدم خوض التدريبات اليومية.
وهدد أكثر من لاعب أجنبي في الزمالك بفسخ العقد، وتقديم شكوى ضد النادي لدى اتحاد الكرة، كإجراء أولي قبل اللجوء إلى الاتحاد الدولي، بل منهم من رفض العودة من بلاده قبل الحصول على مستحقاته المالية، مثل البنيني سامسون أكينيولا.
كما أن جوزيه جوميز، المدير الفني، هدد قبل السفر إلى البرتغال للحصول على إجازة، بعد انتهاء مباريات الفريق في الدوري، بعدم العودة مرة أخرى، حال عدم تسلمه مستحقاته المالية المتأخرة، ما جعل الإدارة تعمل على تدبير 150 ألف دولار لدفعها للمدرب البرتغالي.
كذلك عانى الفريق من انتهاء عقود عدد كبير من اللاعبين في نهاية الموسم الجاري، وتباطؤ الإدارة في التجديد لهم، ما جعلهم خارج التركيز في أغلب مباريات الفريق في الدور الثاني بالدوري.
وجدد مجلس إدارة الزمالك للثنائي أحمد فتوح ومحمد صبحي فقط، وترك ملف التجديد لنجم الفريق أحمد سيد “زيزو” دون أي حسم حتى الآن، ما جعل الجماهير تضع يدها على قلبها خوفًا من رحيل اللاعب.
ولم يحسم الزمالك موقفه من التجديد ليوسف إبراهيم “أوباما”، ما جعله يوافق على عرض بيراميدز، كما لم ينجح مجلس إدارة القلعة البيضاء في حل أزمة التجديد للحارس محمد عواد، وآخرين في الفريق.
تجاهل رأي جوميز بالانسحاب من كأس مصر
عقب انتهاء الأهلي من مبارياته في مسابقة الدوري، عقد محمود الخطيب، رئيس القلعة الحمراء، جلسة مع مارسيل كولر، المدير الفني، طلب فيها المدرب السويسري عدم استكمال الفريق بطولة الكأس، في ظل حاجة اللاعبين للراحة بعد موسم شاق، وانتظار موسم أكثر صعوبة.
واستجاب مجلس إدارة الأهلي لطلب “كولر”، ورفض فكرة المشاركة بالشباب، حتى لا يتم “حرق” هؤلاء اللاعبين، في ظل عدم امتلاك غالبيتهم الخبرة الكافية للمشاركة في مباريات بقوة كأس مصر.
في الزمالك كان الوضع مختلفًا، فرغم تحذير جوزيه جوميز من الاستمرار في الكأس، باعتبار أن هذا سيعود بالسلب على لاعبي الفارس الأبيض، كان للإدارة رأي آخر، هو استمرار المشاركة في الكأس، حتى لو كان ذلك على حساب وضع الفريق في الموسم المقبل.
وأسندت إدارة الزمالك مهمة قيادة الفريق في كأس مصر لكل من الكاميروني أندريه بيكى، مساعد جوزيه جوميز، وأحمد مجدي، المدرب المساعد، مع الاستقرار على تطعيم الفريق ببعض اللاعبين الشباب.
لكن “بيكي” و"مجدي" لم ينجحا في عبور طلائع الجيش، ليودع الزمالك بطولة الكأس في النهاية، مصحوبًا بانتقادات شديدة من قِبل الجماهير للإدارة واللاعبين الصاعدين والجهاز الفني.
ورغم احتلال الزمالك المركز الثالث في الدوري، ووداع كأس مصر من دور الـ16، لا تزال لدى الفريق فرصة كبيرة فى تحقيق بطولتين قبل نهاية هذا العام، لو أحسن مجلس الإدارة تدعيم الصفوف بصفقات سوبر.
ويواجه الزمالك غريمه التقليدى الأهلي في مباراة السوبر الإفريقي، يوم 27 سبتمبر المقبل. كما سيكون الفريق على موعد مع المشاركة في بطولة السوبر المحلي، المقررة إقامتها في الإمارات، خلال أكتوبر المقبل، عن طريق “البطاقة الذهبية”، التي تتيح لاتحاد الكرة استدعاء فريق للمشاركة في البطولة، إلى جانب بطل الدوري “الأهلي”، وبطل كأس الرابطة “سيراميكا”، وبطل كأس مصر الذي سيتحدد يوم 30 أغسطس الجاري.