محور فيلادلفيا..موقف مصر الثابت

تحاول إسرائيل بشتي الطرق البقاء في محور فيلادلفيا أو ما يسمي بمحور صلاح الدين قبل التوقيع على اتفاقية لوقف إطلاق النار في غزة.

محور "فيلادلفيا" هو شريط حدودي لا يتجاوز عرضه مئات الأمتار، يمتد بطول 14.5 كيلومتر من البحر المتوسط حتى معبر كرم أبو سالم على الأراضي الفلسطينية بين سيناء وقطاع غزة. ويعدّ منطقة عازلة بموجب اتفاقية كامب ديفيد الموقّعة بين القاهرة وتل أبيب عام 1979
وتصطدم الرغبة الإسرائيلية بالموقف المصري الراسخ الرافض لأي وجود إسرائيلي على حدودها مع غزة، وهو الموقف الذي عبر عنه وزير الخارجية بدر عبدالعاطي بشكل واضح، وعبر عنه جميع الأجهزة المصرية المعنية في مفاوضات الوساطة. 
ويأتي الموقف المصري لإفشال المخطط الإسرائيلي الجديد ومحاولة السيطرة على ممر فيلادلفيا، الذي يعد أمنًا قوميًا مصريًا لا يمكن التفريط فيه. 
نذكر مع هذا الموقف المصري الواضح المواقف السابقة الرافضة لمؤامرة تهجير الفلسطينين إلى سيناء. 
وطوال الشهور الماضية وأثناء الحرب الإسرائيلية علي غزة تعرضت مصر لضغوط وحروب من الشائعات ومحاولات التشكيك في مواقفها وظلت طوال الوقت كل تلك محاولات تتحطم مع كل موقف للدولة المصرية الداعمة للحق الفلسطيني مع عدم التهاون في الأمن القومي المصري. 
سوف تنجح مصر في وقف المحاولات الإسرائيلية في ممر فيلادلفيا كما نجحت قبل ذلك في وقف مخطط التهجير والتصعيد وجر المنطقة كلها الي حرب عبثية يقودها بغباء رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو. 
ووسط كل تلك الضغوط التي تتحملها مصر نجد العديد من الدول المسماة بدول الممانعة، على رأسها إيران وحلفاؤها لم تحرك ساكنًا حتى للتخفيف عن جبهة غزة، وآخر تلك المواقف العجز الإيراني عن الرد على اغتيال هنية فوق أراضيها. 
مصر هي الصخرة التي ستتحطم فوقها أحلام إسرائيل التوسعية وكل سهام الحقد والاستهداف سوف ترتد بالتأكيد على من يحاول النيل من مصر.
التاريخ سوف يشهد على مواقف أرض الكنانة التي دفعت على مدار سنوات الصراع العربي الإسرائيلي الثمن وحدها. 
وحتى اليوم هي الأكثر تضررًا من تلك الحرب وفقدت أكثر من نصف إيرادات قناة السويس بسبب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.