رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سكان غزة مجبرون على البقاء بأماكن معرضة للغارات الإسرائيلية مع امتلاء "المنطقة الآمنة"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أُجبر آلاف الأشخاص الذين يواجهون غارات جوية إسرائيلية في  قطاع غزة على التخلي عن خططهم للامتثال لـ أوامر الإخلاء الإسرائيلية التي تأمرهم بالانتقال إلى "منطقة إنسانية آمنة" مخصصة، لأنه لا يوجد مكان لهم هناك.

في نهاية الأسبوع، أبلغ الجيش الإسرائيلي سكان أحياء متعددة في مدينة دير البلح ومحيطها بوسط غزة بمغادرة منازلهم قبل الهجمات المخطط لها والذهاب إلى الشريط الضيق من الساحل حول بلدة المواصي الصغيرة التي تم تحديدها في وقت سابق من الحرب لاستقبال النازحين، وذلك وفقًا لصحيفة الجارديان البريطانية.

وأكد المسئولون الإنسانيون في القطاع المنكوب أن الاكتظاظ في المنطقة الإنسانية كان يثني أولئك الذين صدرت لهم أوامر الإخلاء من قبل قوات الدفاع الإسرائيلية عن المغادرة، على الرغم من مخاطر البقاء.

مسئول أممي: لا يمكنك الحصول على خيام لذا حتى لو وجدت مكانًا فسيكون من الصعب الحصول على أي مأوى

وقال مسئول من الأمم المتحدة مقيم في غزة: "لا توجد مساحة كافية، والناس يعرفون ذلك، لذا فهم يبقون حيث هم لا يمكنك الحصول على خيام، لذا حتى لو وجدت مكانًا، فسيكون من الصعب الحصول على أي مأوى، والظروف هناك مروعة". 

وأضاف: "يرفض بعض الناس الانتقال إلى المواصي، لأنهم ببساطة لا يريدون مغادرة منازلهم ولكن معظمهم لأنهم لن يكون لديهم مكان للعيش فيه إذا ذهبوا إلى هناك"، وفقًا لـ"الجارديان".

86 ٪ من أراضي غزة تحت أوامر الإخلاء 

تم تهجير الغالبية العظمى من سكان غزة، غالبًا عدة مرات، وتم وضع 86٪ من الأراضي تحت أوامر الإخلاء من قبل الجيش الإسرائيلي، وفقًا للأمم المتحدة. 

ويزعم مسئولو الاحتلال الإسرائيلي أن الأوامر تهدف إلى الحد من الخسائر بين المدنيين، ويلومون حماس على استخدام الناس كدروع بشرية.

ومنذ بداية الحرب احتشد مئات الآلاف من الناس في المواصي على الرغم من توفير الحد الأدنى من الخدمات الأساسية هناك؛ إذ إمدادات المياه غير كافية، والصرف الصحي شبه منعدم، والرعاية الصحية بدائية والأمراض المعدية في تزايد. وتخشى جماعات الإغاثة من تفشي أمراض مثل شلل الأطفال.

وقال المسئول الأممي: "إن الوضع هناك يزداد سوءًا".

كل كيلومتر مربع في المواصي يكتظ به الآن نحو 34 ألف شخص

وذكرت نشرة للأمم المتحدة صدرت يوم الإثنين أنه منذ بداية أغسطس، أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي تسعة أوامر إخلاء أثرت على ما يقدر بنحو 213 ألف شخص في جميع أنحاء غزة. 

وقالت النشرة: إن سكان غزة، الذين بلغ عددهم 2.3 مليون نسمة قبل الحرب، "يتركزون بشكل متزايد" داخل المنطقة التي حددتها إسرائيل في المواصي، حيث يكتظ كل كيلومتر مربع بما يتراوح بين 30 ألفًا و34 ألف شخص، مقارنة بنحو 1200 شخص لكل كيلومتر مربع قبل أكتوبر 2023.

ومنذ التخفيض الذي أمر به جيش الاحتلال الإسرائيلي الشهر الماضي، تقلصت مساحة المنطقة الإنسانية بمقدار الخمس، إلى 40 كيلومترًا مربعًا- أي 11٪ فقط من قطاع غزة.

وقالت الأمم المتحدة: "إن هذا التخفيض في المساحة، إلى جانب الاكتظاظ وانعدام الأمن المتزايد والبنية التحتية غير الكافية والمرهقة والأعمال العدائية المستمرة والخدمات المحدودة، يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني المزري لمئات الآلاف من الأشخاص الذين أجبروا على العيش داخلها".

وارتفعت حصيلة  ضحايا العدوان الاسرائيلي في قطاع غزة إلى 40223 شهيدًا و92981 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي، في حصيلة غير نهائية وفقًا لوزارة الصحة في القطاع الفلسطيني.