تعنت واتجار.. لماذا لا تصل المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها فى غزة؟
عراقيل عديدة، تضعها قوات الاحتلال الإسرائيلي أمام حافلات إدخال المساعدات الإنسانية وتحديدًا الغذائية من معبر رفح الذي تديره من جانبها، منذ الاقتحام البرى لرفع غزة وسيطرة قوات الاحتلال على المعبر بدلا من حركة المقاومة الفلسطينية حماس.
وإلى جانب تلك العراقيل فإن المساعدات الإنسانية تتعرض للاتجار رغم أنها مجانية، في وقت يعاني فيه القطاع من قلة الغذاء ونقص الموارد المتاحة، مما أدى إلى إصابة الأطفال بأمراض متعلقة بفقر الدم وسوء التغذية.
رجوع الشاحنات
واتساقًا مع ذلك، عاد بالأمس عدد من شاحنات المساعدات الإنسانية التي لم يُسمح لها بالدخول من جانب سلطات الاحتلال ضمن صيغة العمل المؤقت المتوافق عليها بشأن إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية وشاحنات الوقود وغاز الطهي من خلال منفذ كرم أبوسالم.
ويصل عددها إلى نحو 7 شاحنات تخص المساعدات الإنسانية من بينها شاحنة وقود، تلك الشاحنات التي لم يسمح لها بالدخول من قبل قوات الاحتلال، رغم أن التصاريح تشير إلى أن هناك نحو 25 شاحنة مساعدات إنسانية وإغاثية وطبية، تشكل جانبًا من شرايين الحياة الأساسية لتشغيل المستشفيات.
وأشار التقرير إلى أن الجانب الأكبر من شاحنات المساعدات الإنسانية التي رصد عودتها دون السماح لها بالدخول، كانت تحمل مساعدات إغاثية وطبية وغذائية تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا.
رئيس شبكة مناصرى لاجئى فلسطين: المساعدات يتم الاتجار بها
يعلق هاني جودة، رئيس شبكة مناصري لاجئي فلسطين، موضحا أن المساعدات الغذائية في شمال غزة تعاني التعنت في إدخالها وحين تدخل يتم الاتجار فيها، مبينًا أنها تدخل ثم تباع إلى التجار رغم أنها مجانية، وحين تصل للمستفيدين تكون بأسعار مضاعفة.
وأضاف لـ«الدستور» أنه في حال عدم إشراف أونروا وتحالف المنظمات الدولية الشريكة ضمن سيستم واحد لن يكون هناك عدالة توزيع للمساعدات الإنسانية وتحديدًا الغذائية بسبب شحها ونفاد الطعام بشكل كبير في القطاع.
وأشار إلى أن هناك كثيرا من أصناف الطعام المفقودة بسبب سرقتها، إذ أصبحت تباع بأسعار فلكية: «البيضة الواحدة بـ10 شيكلات، الدجاجة كيلو ونصف بـ240 شيكلا، البندورة بـ350 شيكلا، الفلفل الأخضر 480 شيكلا، والبصل 220 شيكلا».
تعد آخر محطة تصل المساعدات إليها هى مخازن أونروا في قطاع غزة من أجل توزيعها، وتبدأ بتقسيم المنطقة إلى مربعات تحت إشراف الوجهاء كلًا فى مربعه، ثم يتم تسليم قائمة الأسر المُرشحة لتسلم الطحين من الوجهاء إلى موظف أونروا المُشرف من أجل تسليمها للمستفيدين.
كوبونات الطعام بالواسطة
وتابع: «والليمون الأخضر 30 شيكل للكيلو، والباذنجان 50 شيكل، بينما لا يوجد سمك أو لحوم أو فواكه أو خضار في المتناول، وهذا يعتبر نموذجا بسيطا للأسعار، التي ارتفعت بسبب التجارة في المساعدات الغذائية المجانية».
وبين أن النازحين يحصلون على الغذاء من خلال كوبانات ولكن الحصول عليها يحتاج إلى واسطة، وأصبح المستفيدون هم أنفسهم كل مرة دون تغيير، مشيرًا إلى أن آلاف الأسر في غزة لا تستطيع الحصول على طعام أو الاستفادة منه.
واختتم: «من يريد من المراقبين والمهتمين عدالة التوزيع عليه أن يدعم تمكينا كاملا للحكومة الفلسطينية ولأونروا والمنظمات الدولية بنظام واتفاق عمل واحد لتتم التوزيعات بعدالة ثم تتم المعالجات بعد الحرب بعدالة».