جسر استراتيجى جديد.. أوكرانيا تواصل توغلها فى الحدود الروسية وموسكو تخطط للرد
فجرت القوات الأوكرانية جسرًا استراتيجيًا ثانيًا مهمًا في منطقة كورسك في روسيا، بينما تواصل كييف توغلها، في حين لم تقم موسكو بعد بالرد القوي على العملية الطموحة عبر الحدود، ويشارك ما يصل إلى 5 آلاف جندي أوكراني في التوغل في الأراضي الروسية الذي بدأ قبل أسبوعين تقريبًا، وفقًا لتقارير صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
وتزعم كييف أنها سيطرت على 82 مستوطنة في المنطقة على مساحة 1150 كيلومترًا مربعًا (444 ميلًا مربعًا) منذ بدء الغارة الحدودية.
الهجمات الأوكرانية تستهدف البنية التحتية الرئيسية في روسيا
وحسب الصحيفة فقد ركزت القوات الأوكرانية عددًا من هجماتها على البنية التحتية الرئيسية للنقل والوقود في كورسك في محاولة لجعل من الصعب على روسيا توفير الموارد وإعادة إمداد قواتها التي تقاتل في شرق وجنوب أوكرانيا.
وتابعت أنه يوم الجمعة الماضي، قالت أوكرانيا إن قواتها دمرت جسرًا رئيسيًا فوق نهر سيم في كورسك، حيث ورد أن الجسر يستخدم لنقل المعدات إلى خط المواجهة، وأكد مسؤولون روس وقوع الهجوم وقالوا إن تدمير الجسر من شأنه أن يعيق الجهود المبذولة لمواصلة إجلاء الآلاف من المواطنين في المنطقة.
وضربت القوات الأوكرانية ليلة السبت مستودعًا للنفط الروسي في منطقة روستوف يزود الجيش الروسي بالنفط، وعلقت هيئة الأركان العامة الأوكرانية على الهجوم بأن "التدابير الرامية إلى تقويض الإمكانات العسكرية والاقتصادية للاتحاد الروسي مستمرة".
وزعمت القوات الجوية الأوكرانية، أمس الأحد، أنها دمرت جسرًا ثانيًا في كورسك، استخدمته روسيا لتزويد قواتها، وأظهرت لقطات جوية نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي الانفجار وهو يخلق حفرة كبيرة في الجسر في زفانوي.
وعلق قائد القوات الجوية الأوكرانية الفريق أول ميكولا أوليشوك على تيليجرام قائلًا: "يتبقى جسر آخر".
وأضاف أن القوات الجوية الأوكرانية "تواصل حرمان العدو من القدرات اللوجستية بضربات دقيقة من الجو، مما يؤثر بشكل كبير على مسار الأعمال العدائية".
وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا لم تشن بعد هجومًا مضادًا قويًا ضد التوغل الأوكراني، وحتى المدونون العسكريون الروس انتقدوا فشل الجيش في توقع التوغل، والاستجابة البطيئة للعملية.
ويقول محللون دفاعيون إن التوغل الأوكراني في كورسك لا يزال يجبر روسيا على إعادة نشر القوات من أماكن أخرى في مسرح الحرب، وأشار محللون في معهد دراسة الحرب إلى أنه من المرجح أن "تتطلب المراحل اللاحقة من القتال داخل روسيا المزيد من القوى البشرية والالتزامات المادية الروسية في المنطقة".
وأكد محللو معهد دراسة الحرب أن إعادة الانتشار الروسية في كورسك سمحت لقواتها بإبطاء المكاسب الأوكرانية السريعة في البداية في المنطقة والبدء في احتواء مدى الهجوم الأوكراني.
وأضاف المحللون أن "الاحتواء هو فقط المرحلة الأولى والأقل كثافة في استخدام الموارد من الاستجابة الروسية في كورسك".
وتابع المحللون: "من المرجح أن تشن القوات الروسية هجومًا مضادًا منسقًا لاستعادة الأراضي في منطقة كورسك التي استولت عليها القوات الأوكرانية، على الرغم من أنه من السابق لأوانه تقييم متى ستوقف القوات الروسية التقدم الأوكراني في منطقة كورسك تمامًا وتستولي على مبادرة ساحة المعركة لإطلاق مثل هذا الجهد".
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الهدف الأساسي لأوكرانيا هو تدمير "إمكانات الحرب الروسية" وإنشاء "منطقة عازلة" لمنع الهجمات الروسية على مناطقها الحدودية.