التيجاني لـ"الدستور": اجتماع القاهرة بشأن السودان سيضع آليات تنفيذية لإنهاء الحرب
قال الصحفي والكاتب السوداني خالد التيجاني، إن إرسال وفد الحكومة السودانية إلى القاهرة جاء استجابة لدعوة الإدارة الأمريكية لبحث تنفيذ اتفاق جدة بشأن السودان الصادر في ١١ مايو ٢٠٢٢ وقبل الذهاب إلى أي تفاوض في ملفات أخرى.
وقال مجلس السيادة السوداني أمس في بيان له، إن الحكومة قررت إرسال وفد إلى القاهرة لبحث تنفيذ مخرجات اتفاق جدة وذلك بناءً على اتصال مع الحكومة الأمريكية ممثلة في المبعوث الأمريكي إلى السودان توم فيليبو، واتصال من الحكومة المصرية بطلب اجتماع مع وفد حكومي بالقاهرة، وذلك بعد رفض حكومة السودان المشاركة في اجتماع جنيف الأسبوع الماضي مع قوات الدعم السريع.
التيجاني: اجتماع القاهرة جاء نتيجة لضغط الحكومة السودانية
وأوضح التيجاني في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الحكومة السودانية وجهت لها الدعوة يوم ١٨ يوليو الماضي لحضور اجتماع جنيف ولم يتم الإعلان عنها رسميًا، فقد تحفظت الحكومة السودانية على عدة قضايا من بينها القضية الشرعية في أن الدعوة للفريق عبد الفتاح البرهان باعتباره رئيس مجلس السيادة وليس قائد الجيش، وكان هناك اشتراط واضح أنه سيتم توقيع الاتفاق من قبل الحكومة السودانية وليس الجيش السوداني.
واعتبر التيجاني أنه وضمن هذا الإطار تعاملت الولايات المتحدة الأمريكية بمرونة مع المشاكل السودانية وتراجعت فيما يتعلق بالتعامل مع الحكومة السودانية بصفة رسمية والتعاون مع عبدالفتاح البرهان كرئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني، وتم الاتفاق حول الأجندة السودانية في جنيف، وبالتالي الاجتماع الذي كان في جدة مطلع أغسطس الجاري بين المبعوث الأمريكي ووفد من الحكومة السودانية وليس مع الجيش السوداني، ومع هذا لم يصل اجتماع جدة الأخير إلى اتفاق حول القضايا المطروحة من وفد السودان.
وتابع: "لذلك قررت الحكومة السودانية عدم الذهاب إلى جنيف، ولكن قررت أمس إرسال وفد إلى القاهرة اليوم استجابة لموافقة مع الإدارة الأمريكية على طلبات الحكومة السودانية، وأن يكون هناك تشاور فيما يتعلق بتنفيذ اتفاق جدة المتضمن حماية المدنيين وتنفيذ المطالب الإنسانية، فقد حول الدعم السريع الحرب من نزاع مسلح إلى حرب ضد المدنيين واحتلال البيوت، وكذلك عمليات التهجير الواسعة والتعدي على الممتلكات العامة".
وأوضح الكاتب السوداني أن اجتماع القاهرة سيناقش ورقة مقدمة من الحكومة السودانية تتضمن آليات الجدول الزمني لتنفيذ اتفاق جدة، مشيرًا إلى أن اجتماع القاهرة يعتبر تراجع عن موقف الولايات المتحدة الأمريكية السابق فيما يتعلق بالدعوة إلى اجتماع جنيف.
وأكد التيجاني أن الحكومة السودانية تتمسك بمسار جدة ولقاءات القاهرة تأتي تحت مظلة جدة وليس جنيف وهناك دلالة متعلقة بالتوافق بين القاهرة والسودان والتداخل بينهم وبالتالي من المتوقع الخروج من اجتماع القاهرة حول آلية لتنفيذ اتفاق جدة وأولها خروج الدعم السريع من الأحياء المدينة.
تداعيات الحرب في السودان
وعن خسائر الحرب في السودان قال التيجاني ان جوانبها متعددة "اجتماعي -وعسكري - سياسي" وأولهم الخسائر المادية نتيجة التدمير الممنهج الذي حدث المرافق العامة وكذلك المؤسسات الاقتصادية وكذلك عمليات النهب الواسعة لموارد الدولة ومدخرات المواطنين سواء كانت في المصاريف والبيوت وهناك توقف عن النشاط الاقتصادي في السودان الذي يتركز معظمه في العاصمة الخرطوم وبالتالي تأثرت الصادرات والواردات للحكومة السودانية.
وأشار التيجاني إلى أن عملية إعمار السودان سيكون لها تكلفة واسعة وبالتالي من المؤكد السودان فقد مئات المليارات نتيجة لهذا العدوان الخارجي وعبر أيدي الدعم السريع ومن الخسائر الكبيرة أيضًا التعليم في البلد فقد توقف نتيجة تفجير وتخريب واسع جدا لجميع المؤسسات التعليمية كذلك القطاع الصحي مدمر بشكل غير مسبوق.
وأشار إلى أن انعكاسات الحرب السودانية على دول الجوار لافتة، خصوصًا أن السودان محاط بمجموعة من الدول، وبالتالي ارتباط الأمن القومي مع السودان معظم الدول متداخل، لذا تتأثر سلبًا وإيجابًا مع ما يحدث داخل السودان، وأن مخاطر انهيار الدولة السودانية سيؤدي إلى انفلات السلطة المركزية، وبالتالي البلد سيكون في حالة اللادولة، وهذا سيؤدي إلى تهديد أمني مباشر على دول الجوار.
وأوضح أن مصر ساهمت في دعم السودان، لكن للأسف دول الجوار الأخرى لعبت دورًا سلبيًا في هذه الحرب، وكان يتم تهريب السلاح للدعم السريع عبر جنوب السودان وأفريقيا الوسطى وعبر تشاد وليبيا، وإثيوبيا شكلت دعمًا سياسيًا لفترة طويلة، وبالتالي معظم دول الجوار، للأسف الشديد، لعبت دورًا سلبيًا أدى إلى تجييش هذه الحرب، وهذا سيؤدي إلى انعكاسات سلبية على أمنها واستقرارها.