رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أخصائيون نفسيون لـ"الدستور": الأطفال يتعرضون للتنمر الإلكترونى بسبب استخدام الإنترنت

التنمر
التنمر

أصبح الإنترنت جزءًا لا يتجزأ من حياة الأطفال اليومية، حيث يوفر لهم فرصًا للتعلم واللعب، ومع ذلك فإن هذا الاستخدام المتزايد للإنترنت لا يخلو من المخاطر النفسية للأطفال، وقد حذرت دراسة حديثة صادرة عن الأمم المتحدة من أنه على الرغم من الفرص والفوائد العديدة التي تتيحها إمكانية الوصول الرقمية للأطفال، إلا أن هذه الفرص مصحوبة بمخاطر جسيمة، فالتنمر الإلكتروني وغيره من أشكال العنف قد يؤثر على الأطفال. 

ويستعرض "الدستور" آراء كل من الدكتورة ريهام عبدالرحمن والدكتور علي عبدالراضي، الأخصائيين النفسيين، حول هذه الأضرار، كما سنسلط الضوء على أهمية التوعية والرقابة الأبوية في حماية الأطفال من تلك المخاطر التي تهدد الأطفال. 

أخصائيون نفسيون لـ"الدستور": الأطفال يتعرضون للتنمر الإلكترونى بسبب استخدام الإنترنت

في السياق، قالت الدكتورة ريهام عبدالرحمن، الباحثة في الإرشاد النفسي والتربوي، إن الأطفال يتعرضون لضغوط هائلة بسبب استخدام الإنترنت، حيث يواجهون التنمر الإلكتروني ويقارنون أنفسهم بالآخرين باستمرار على وسائل التواصل الاجتماعي، موضحة أن هذا الأمر يمكن أن يؤدي إلى انخفاض تقدير الذات والشعور بالقلق والدخول في نوبات اكتئاب. 

وأضافت "عبدالرحمن"، في تصريح خاص لـ"الدستور"، أن الوقت الطويل الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات يمكن أن يؤثر على نموهم الاجتماعي، مؤكدة أن الاعتماد المفرط على الإنترنت يجعل الأطفال أكثر عزلة ويقلل من قدرتهم على التواصل الاجتماعي الحقيقي، ما قد يؤدي إلى إعاقة تطور مهاراتهم الاجتماعية، كما يجعلهم أكثر عرضة للمشاكل النفسية على سبيل المثال الانعزال والتوحد. 

وأكدت الباحثة في الإرشاد النفسي والتربوي أنه يجب على الآباء والأمهات الحد من استخدام أطفالهم الإنترنت، وذلك من خلال تحديد وقت معين لاستخدامه، ووضع جداول زمنية توازن بين الأنشطة الإلكترونية والأنشطة الأخرى، مثل اللعب في النادي واستخدام الإنترنت، مشددة على ضرورة توجيه الأطفال نحو المحتوى المناسب لأعمارهم، والذي يدعم نموهم النفسي والاجتماعي. 

من جهته، أكد الدكتور علي عبدالراضي، استشاري العلاج والتأهيل النفسي، أن الإنترنت يمكن أن يؤثر سلبًا على توازن الأطفال العاطفي، موضحًا أن تعرض الأطفال لمحتوى غير مناسب أو مؤذٍ عبر الإنترنت يمكن أن يترك آثارًا دائمة على نفسيتهم، ما قد يؤدي إلى اضطرابات في النوم، بالإضافة إلى حدوث قلق وأحيانًا تصرفات عدوانية. 

وأشار "عبدالراضي"، في تصريح خاص لـ"الدستور"، إلى أن الأهل يجب أن يكونوا على دراية بتأثيرات الإنترنت على أطفالهم، ومن الضروري أن يقوم الأهل بمراقبة استخدام أطفالهم الإنترنت وتوجيههم نحو المحتوى الآمن والمفيد، كما يجب تعزيز التواصل المفتوح بين الأهل والأطفال لمناقشة التحديات التي قد يواجهونها عبر الإنترنت. 

وأوصى استشاري العلاج والتأهيل النفسي بضرورة أن يكون الأهل قدوة لأطفالهم في كيفية استخدام الإنترنت، فعندما يرى الأطفال أن والديهم يستخدمون الإنترنت بشكل مسئول ومعتدل، سيتعلمون كيفية القيام بالمثل، مشددًا على أهمية تعليم الأطفال كيفية التفكير عند التعامل مع المعلومات على الإنترنت، لافتًا إلى أن هذا سيساعدهم على التفريق بين المحتوى الجيد والسيئ وتجنب الوقوع في فخ التنمر الإلكتروني.

بينما قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن ظاهرة استخدام الأطفال للإنترنت الدائم وجلوسهم أمام شاشات الهاتف ظاهرة مدمرة للأهالي وللطفل نفسه، خاصة أن الطفل يكون في فترة التكوين العقلي.

وأضاف  الدكتور جمال فرويز، في تصريحات خاصة لموقع "الدستور"، أنه يجب على الآباء الانتباه جيدًا لما يتصفحه الأطفال على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة البحث، لأنه في بداية فترة نمو الطفل يبدأ في تكوين شخصيته ويتأثر بسهولة، والاستمرارية في استخدام الهاتف مدمرة لتكوين عقل الطفل، ومن المتوقع أن يتأثر بأفكار خاطئة أو استخدام الهاتف في التصفح على المواقع الإباحية، أو مشاهدة مقاطع فيديو تؤثر على تفكيره، والجلوس أمام الهاتف عادة سلبية تؤثر أيضا على الصحة الجسدية للطفل، كما أن النظر المستمر في الهاتف يؤذي البصر، والجلوس أمام الهاتف يتسبب في كسل الطفل ويجعله يكتسب وزنًا زائدًا.

وقدم "فرويز" مجموعة من النصائح للأهالي الذين يتركون أولادهم بالساعات مع الهاتف دون مراقبة، حيث يمكن للأهالي أن يستغلوا بداية تكوين الطفل في تعليمه مهارات جديدة تساعده في المستقبل، أو الذهاب للنوادي أو تعليم رياضة جديدة تساعد في بناء جسمه، أو يمكن تعليم الطفل لغات أجنبية تساعده في حياته المستقبلية.