بيان مهم من رابطة المساحة الجيولوجية بشأن إلغاء مادة الجيولوجيا بالتعليم الثانوى
أصدرت رابطة المساحة الجيولوجية في مصر، بيانًا حول قرار إلغاء مادة الجيولوجيا من مناهج التعليم الثانوي العام، حيث أكدت الرابطة في بيانها أن التعليم هو الأساس الذي تقوم عليه أي منظومة ناجحة، وأن الشعب المتعلم هو الأكثر قدرة على مواكبة التقدم واستيعاب التغيرات السريعة التي نشهدها اليوم، ليس على مستوى الأيام فقط، بل على مستوى الدقائق.
إلغاء مادة الجيولوجيا بالتعليم الثانوي
وأوضحت الرابطة أن لكل دولة، بل ولكل منطقة داخل الدولة نفسها، ظروفها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، إضافة إلى ظروفها المناخية والجغرافية والتعدينية، لذا عند وضع الخطط المستقبلية، يجب على المسؤولين أن يستفيدوا من تجارب الدول الأخرى، مع مراعاة الظروف البيئية والتركيبة الخاصة ببلادنا.
تنمية موارد الدولة الطبيعية
وأضافت الرابطة في بيانها: "قبل سنوات، أصدرنا بيانًا نعترض فيه على تقليص دور العلوم الجيولوجية في المناهج الدراسية، وعدم احتساب درجاتها في المجموع الكلي، وهو ما أدى إلى تقليل اهتمام الطلاب بها، حيث أثار هذا القرار تساؤلات حول مدى إدراك وزارة التعليم لتوجهات الدولة وخططها المستقبلية، خاصة في ظل سعي مصر لدعم برامج التنمية الاقتصادية وتنمية مواردها الطبيعية من بترول وغاز وثروة معدنية، بالإضافة إلى دراسة التربة لأغراض البناء والتشييد، كما عبرنا عن استيائنا من عدم تفهم وزارة التعليم لأهمية هذه العلوم ودورها الريادي في تعمير الصحراء التي تمثل 95% من مساحة مصر، وقد استجابت الوزارة في ذلك الوقت لمطالبنا."
كما أشارت الرابطة إلى أن قرار وزارة التعليم يثير الكثير من التساؤلات، حول إلغاء مادة الجيولوجيا من مقررات التعليم الثانوي العام.
مصلحة الاقتصاد الوطني
وكجهة مختصة برابطة المساحة الجيولوجية المصرية، نتساءل بجدية: “هل من مصلحة الاقتصاد الوطني أن يتم تهميش مادة تعد المحور الأساسي لمعظم الأنشطة الاقتصادية في الدولة؟”.
صناعة البترول والغاز
وقالت إن الجميع يدرك أن صناعة البترول والغاز، واكتشافاتهما التي تساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني، تعتمد بشكل أساسي على الكوادر الجيولوجية، وعلى ما تسلحوا به من علم الجيولوجيا وفروعه المختلفة، هذه الكوادر هي التي قادت الطفرة الكبيرة في مجال تعدين الذهب، والتي شهدت من خلالها مصر اكتشافات متتالية، وأصبح منجم السكري واحدًا من أكبر مناجم الذهب في الوطن العربي، بفضل جهود الجيولوجيين المستمرة في اكتشاف المزيد.
خامات الصناعات المصرية
إضافة إلى ذلك لا يمكن تجاهل الدور الحيوي للجيولوجيين في اكتشاف معظم خامات الصناعات المصرية، من الحديد والصلب إلى الزجاج والسيراميك والخزف، وكذلك الأسمنت ومواد البناء، وصولًا إلى الأسمدة والبويات والرخام والجرانيت وخامات الطاقة المختلفة مثل اليورانيوم والفحم والسيليكا.
محطة الضبعة الجديدة
ومن المهم أن يدرك رواد التعليم أن اختيار موقع محطة الضبعة الجديدة لإنتاج الطاقة النووية تم بناءً على دراسات جيولوجية دقيقة، وأن أي مواقع مستقبلية ستتم تحت إشراف الجيولوجيين لضمان توافر خامات الوقود النووي وأمان المحطات.
علم الجيولوجيا في دراسة التربة
كما يجب أن يعلموا أن مشروع المثلث الذهبي بجنوب مصر، بما يحتويه من ثروات معدنية هائلة، لن يرى النور إلا بمساعدة وتوجيه الجيولوجيين وتقاريرهم، واستكمال عمليات التقييم والاستكشاف في تلك المناطق، وليس هذا فحسب، بل إن قواتنا المسلحة تعتمد على علم الجيولوجيا في دراسة التربة بمواقع العمليات المختلفة، واختيار أنسب الأماكن للتخزين وإقامة المنشآت الدفاعية، فيما يُعرف بالجيولوجيا العسكرية.
تنوع جيولوجي
علم الجيولوجيا والجيولوجيون لهم دور حيوي في التخطيط لإنشاء المدن والمناطق العمرانية الجديدة، خاصة في المناطق الصحراوية التي تتميز بتنوع جيولوجي كبير، حيث تساهم هذه الدراسات في تحديد نوعية التربة وأماكن المخاطر الطبيعية، مما يضمن حماية المواطنين ويوفر لهم حياة كريمة خالية من المخاطر المستقبلية.
السياحة الجيولوجية
وفيما يتعلق بالسياحة، فإن السياحة الجيولوجية تعد من عوامل جذب السياح، الذين يتوافدون للاستمتاع بالكهوف ورحلات السفاري، مثل رحلات منطقة سيوة والغابات المتحجرة، والعديد من الظواهر الجيولوجية النادرة، ولا ننسى الحديث عن الرمال العلاجية في سفاجا، التي تشكل جزءًا من الجيولوجيا الطبية والسياحة العلاجية.
الرمال السوداء
كما أشارت الرابطة إلى أن مصر تزخر بثروات طبيعية هائلة تمتد عبر بحارها وأنهارها وبحيراتها، حيث تنتظر كنوزٌ ثمينة على سواحلها مثل الرمال السوداء، وفي أعماق بحرها الأحمر تختبئ ثروات منجنيز ونيكل، تتطلب خبرة علم الجيولوجيا والجيولوجيين لاكتشافها واستغلالها.
سد النهضة
كما أن نهر النيل، شريان الحياة في مصر، وجريانه محكوم بظروف جيولوجية معقدة، حيث تعتمد إدارة كل السدود على النهر، بدءًا من سد النهضة وحتى السد العالي، على فهم عميق للجيولوجيا وجهود الجيولوجيين، فهم هؤلاء العلماء لديناميكيات الأرض يمكن أن يكون الفارق بين الاستقرار والفوضى، وبين التنمية والتدمير.
المخاطر الطبيعية
وأوضحت أن المخاطر الطبيعية التي تهدد البلاد، مثل السيول والزلازل، تُشكل تحديًا حقيقيًا، لكن علم الجيولوجيا، بقدراته على التنبؤ والحد من تأثير هذه المخاطر، يمكن أن يوفر حماية حاسمة للأرواح والممتلكات، ويعزز مناعة الاقتصاد الوطني في مواجهة الكوارث.
مادة الجيولوجيا
أمام هذا الواقع، ألا يستدعي كل ما سبق ذكره، إضافة إلى ما لم نتمكن من التطرق إليه، أن تحظى مادة الجيولوجيا بالمكانة التي تستحقها كمادة أساسية في التعليم الثانوي؟ هذه المادة ليست مجرد علم يُدرس، بل هي أداة استراتيجية لتأهيل الشباب لدعم الاقتصاد الوطني وتنمية الصحاري المصرية وتحقيق الاستفادة القصوى من ثروات البلاد.
وزارة التربية والتعليم الفني
وناشدت رابطة المساحة الجيولوجية المسؤولين في وزارة التربية والتعليم الفني، وعلى رأسهم الوزير، بضرورة إعادة النظر في قرار إلغاء مادة الجيولوجيا، هذا القرار لا يتعلق بمطالب فئوية أو مصالح مادية، بل ينبع من حرص أهل التخصص على مصلحة الوطن، ومن الخوف من أن يُضعف هذا الإجراء الاهتمام بالمقررات الدراسية التي تُعزز من استغلال ثروات مصر المتنوعة.
إلغاء القرار
كما تدعو الرابطة نواب الشعب إلى دعم هذه المطالب، والحث على إلغاء القرار، والعمل على تبني مشاريع قوانين تدعم مادة الجيولوجيا وعلومها التطبيقية في المنهج الدراسي.
وقالت إننا على ثقة بأن هذا البيان سيلقى القبول والدعم من جميع الجهات المعنية، حرصًا منهم على استمرار مشاريع وخطط التنمية في وطننا الحبيب، وضمان تحقيق مستقبل زاهر يقوم على أسس علمية راسخة.