بين التهور وغياب الرقابة.. كيف يواجه القانون جرائم القيادة المتهورة للأطفال؟

ضحاياهم أطفال.. عدد من وقائع الدهس بالسيارات خلال الآونة الأخيرة كان أبطالها أحداثًا دون الـ18 عاما، نتيجة التهور والسرعات الزائدة التي يقود بها الأطفال السيارة؛ وهو ما دفع النيابة العامة للتصدى لتلك الظاهرة.

الكثير من وقائع الدهس كان أبطالها أطفالا، ووفقا لنص المادة الثانية من قانون الطفل رقم 126 لسنة 2008  طفل والمادة 122، والتي نصت على محاكم وإجراءات خاصه لمحاكمة الطفل.

أخر وقائع الدهس كانت قبل أيام، في المقطم وقررت النيابة فيها حبس طفل ووالده لقيام الأول بدهس آخر.

دهس طفل بمنطقة المقطم

كانت النيابة العامة قد تلقت إخطارًا بوقوع حادث سير حال قيادة المتهم الطفل- 15 سنة- لمركبة ويسير بها عكس اتجاه السير بدائرة قسم شرطة المقطم؛ نتج عنه إصابة طفل- 9 سنوات- بإصابات بالغة أثناء عبوره للطريق، فباشرت النيابة العامة التحقيقات، واستجوبت المتهم الطفل فأقر بارتكابه للحادث، وأضاف أن والده هو من مكنه من قيادة السيارة.

وباستجواب والد الطفل، أقر بصحة قيادة نجله للمركبة محل الحادث، وبمطالعة النيابة العامة لمقطع مصور- قُدم من أهلية المجني عليه- تبين قيادة الطفل المتهم للمركبة عكس اتجاه السير ودهسه للطفل المجني عليه، وقد أسفرت تحريات الشرطة عن صحة ارتكاب المتهم الطفل للواقعة وتمكين والده له من قيادة السيارة.

هذا وقد أمرت النيابة العامة بحبس الطفل ووالده احتياطيًا، وجارٍ استكمال التحقيقات.

حادث نجل الفنان أحمد رزق في أكتوبر

في شهر مايو الماضي، وقع حادث سير على طريق أكتوبر، كان الضحية عامل دليفري، والمتهم نجل الفنان أحمد رزق. تجددت القضية بوفاة المصاب بعد مرور نحو 53 يومًا على الحادث.

توفي عامل الدليفري المصاب في يوم الجمعة 19 يوليه 2024 إثر حادث تصادم نجل الفنان أحمد رزق وصديقه بمنطقة أكتوبر داخل أحد المستشفيات وتم إخطار الأجهزة الأمنية وعمل اللازم جراء الواقعة.

وتحفظت أجهزة مديرية أمن الجيزة بعد الحادث مباشرة على نجل أحمد رزق لتسببه في إصابة عامل الدليفري وقتها، عندما صدمه بإسكوتر كان يقوده في 6 أكتوبر.

وفي 29 مايو الماضي، قررت جهات التحقيق إخلاء سبيل نجل الفنان أحمد رزق في حادث إصابة عامل دليفري، في واقعة تصادم دراجتين ناريتين بمنطقة السادس من أكتوبر، بكفالة 5 آلاف جنيه.

وكشفت تحقيقات النيابة العامة أن نجل الفنان أحمد رزق، كان يقود دراجة نارية بصحبة صديقه وانحرف عن مساره، وسار عكس الاتجاه وتصادف سير دراجة نارية يستقلها عامل دليفري، ما أسفر عن حادث تصادم.

كانت تلقت غرفة عمليات النجدة بمديرية أمن الجيزة، بلاغًا يفيد بوقوع حادث مرورى ووجود مصابين بمدينة السادس من أكتوبر، وعلى الفور انتقلت الخدمات الأمنية وتبين اصطدام دراجة سكوتر يستقلها عمر أحمد رزق 15 عاما، طالب نجل الفنان أحمد رزق، مصاب، وبصحبته عمر محمد 15 عاما، طالب مصاب؛ حيث تبين أنه أثناء سير الأول بدراجة كهربائية سكوتر وبصحبته الثاني عكس الاتجاه بكمبوند في أكتوبر اصطدم بدراجة نارية يقودها عامل دليفرب يدعى علاء عماد 20 عاما، مصاب.

وأكد التقرير الطبي أن وفاته جاءت متأثرا بإصابته بكسر في الجمجمة ونزيف بالمخ، ما جعله يدخل في حالة غيبوبة تامة ظل بها طيله هذه الفترة بمستشفى الشيخ زايد.

وأوضح التقرير الطبي أن المجني عليه يدعى "علاء عماد الدين"، مواليد 2003، ودخل المستشفى في 28 مايو الماضي، وكان يعاني اشتباه بنزيف بالمخ وفاقدا للوعي وكدمات وسحجات وجروح متفرقة بالوجه، وتم حجزه.

وأشار التقرير الطبي إلى أن المجني عليه لم يستجيب للأجهزة والتدخلات الدوائية، وتوفي اليوم الجمعة 19 يوليو 2024 وتم رفع كل الأجهزة عنه بعد تأكد الوفاة.

وحددت محكمة استئناف القاهرة، جلسة 5 سبتمبر، لنظر أولى جلسات محاكمة نجل أحمد رزق لاتهامه بدهس عامل دليفري بدراجته النارية داخل أحد الكمبوندات بمنطقة الشيخ زايد، ما تسبب في وفاته بعد فشل محاولات علاجه.

طفل يقود تاكسي ويدهس المواطنين بالفيوم 

وفي يوم الثلاثاء، 17 أكتوبر 2023 كشفت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، ملابسات ما تم تداوله على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، متضمنًا تعليق مدعوم بمقطع فيديو لطفل يقود سيارة أجرة «تاكسي»، واصطدامه ببعض المارة بمحافظة الفيوم. 

بالفحص، تبين أنه بتاريخ 4 أكتوبر، تلقى قسم شرطة ثان الفيوم، بلاغًا من ربة منزل، وآخر فنى تكييف، بتضررهما من قائد السيارة المشار إليها، لقيامه بالاصطدام بالأولى وكريمة الشاكي الثاني، وإحداث إصابتهما بكسور وجروح متفرقة.

على الفور، تم ضبط مالك السيارة، ونجله «طالب» مقيمان بدائرة مركز شرطة العدوة بالفيوم، وبسؤال والد الطفل قرر بأنه ترك السيارة وبداخلها نجله، وحال عودته فوجىء بقيامه بقيادتها، والاصطدام بالمجنى عليهن على النحو المشار إليه. 

تم اتخاذ الإجراءات القانونية في حينه.. وتولت النيابة العامة التحقيق.

المواد التى يعاقب بها الطفل قائد السيارة في وقائع الدهس

من جانبه قال المحام أيمن محفوظ، إن الطفل يعاقب حسب المادة 2 من قانون الطفل رقم 12 لسنة 1996 والمعدل بالقانون رقم 126 لسنة 2008 والتى تنص على أن "يقصد بالطفل في مجال الرعاية المنصوص عليها في هذا القانون كل من لم يتجاوز سنه الثامنة عشرة سنة ميلادية كاملة"، كما نصت المادة 122 فقرة 2: "تختص محكمة الطفل دون غيرها بالنظر في أمر الطفل عند اتهامه في إحدى الجرائم أو تعرضه للانحراف، كما تختص بالفصل في الجرائم المنصوص عليها في المواد من 113 إلى 116 والمادة 119 من هذا القانون".

وأضاف أن محاكمة الحدث تتكون أولًا من خلال، محكمة جنح الأحداث ويتولاها قاض ينظر في المخالفات والجنح وفي حماية الأطفال المعرضين للخطر، أو محكمة جنايات الأحداث، وهي غرفة ابتدائية تتكون من رئيس وعضوين وتنظر في القضايا الجنائية المعروضة على محكمة الأحداث.

وتابع: المادة 111 من قانون الطفل نصت على "لا يحكم بالإعدام ولا بالسجن المؤبد ولا بالسجن المشدد على المتهم الذي لم يتجاوز سنه الثامنة عشرة ميلادية كاملة وقت ارتكاب الجريمة"، ومع عدم الإخلال بحكم المادة "17" من قانون العقوبات، إذا ارتكب الطفل الذي تجاوزت سنه خمس عشرة سنة جريمة عقوبتها الإعدام أو السجن المؤبد أو السجن المشدد يحكم عليه بالسجن، وإذا كانت الجريمة عقوبتها السجن يحكم عليه بالحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر.

وواصل مشيرًا إلى استثناء يخص محاكمة الطفل أمام الجنايات، وهو حال كونه مشتركا مع المتهمين البالغين في قضية واحدة، حيث يحاكم بذات مواد الاتهام أمام محكمة الطفل طبقا لنص الماده 238 و240 عقوبات والعقوبات تبدأ من 6 شهور وتصل إلي 10 سنوات اذا نتج عن الجريمة وفاة 3 أشخاص او اكثر.

أما عن المسئولية الجنائية للطفل بعمر 7 سنوات وقت ارتكاب الجريمة، تختص محكمة الأسرة وحدها بمحاكمة الطفل وتحكم عليه بتدابير منها اللوم أو التسليم للأهله مع التعهد برعايته او العمل او الايداع باحدي مؤسسات الرعايه حتي سن 15 سنه وبعد هذا السن يحاكم حسب نصوص القانون للبالغين وأن أقصي عقوبه في جرائم الدهس هي 10 سنوات فتوافق نص الماده 111 من قانون الطفل والذي وضع اقصي عقوبه للطفل 15 سنه. 

واختتم: طالبنا مرارا بمحاكمة الأباء المهملين في تربيه أبنائهم وساعدوهم في ركوب سيارات وهم أطفال وكان لهذا الطلب صدي لحكم محكمة في صعيد. مصر حاكمت الطفل الذي دهس بعض الصبيه المتصادف وجودهم في طريق هذا الطفل المتهور وايضا تم محاكمة الأب الذي اعطى لهذا الطفل المتهور سلاح الموت وهي سياره حديثه اعطاها لنجله الطفل فكانت سببا في ازهاق روح اطفال اخرين كانوا ضحايا لاهمال الاب وتهور الأبن.