مؤلفة مسلسل "هاري بوتر" تواجه تهمة التنمر الإلكتروني بسبب إيمان خليف.. ما القصة؟
تهمة جديدة توجهها لاعبة الملاكمة الجزائرية إيمان خليف ضد الكاتبة جي كي رولينج، مؤلفة سلسلة "هاري بوتر" وهي تهمة التنمر الإلكتروني، وذلك بعد أن اتهمت الأخيرة اللاعبة الجزائرية بأنها كانت بالأصل ذكرًا ثم تحولت إلى أنثى.
ولكن ما هذه التهمة، وهل ستتسبب في الاعتراف بها وتوقيع عقوبة على الكاتبة أم لا؟
خبير تكنولوجي: تهمة موجودة ولها عقوبة
الخبير التكنولوجي الدكتور أحمد سعيد قال في حديثه لـ الدستور إنه بالفعل يمكن أن توجه اللاعبة الجزائرية أو غيرها ممن تعرض إلى التنمر إليكترونيًا التهمة إلى شخص محدد قام بالتنمر ضده، موضحًا أنه يمكنه أن يستخدم في ذلك " الإسكرينات" التي توضح ذلك بالتفصيل.
أما عن العقوبة وحجمها أوضح سعيد أن هذا أمر يحدده القاضي، لافتًا إلى أن أي شخص يتعرض إلى ابتزاز أو تحرش أو تنمر إليكتروني عليه التوجه إلى مباحث الإنترنت التي تتولى جمع كافة الأدلة التي تظهر هذا التنمر، وتقدمها إلى الجهات القضائية، موضحًا أن هناك قوانين صارمة ضد جرائم التنمر بشكل عام في دول أوروبا، كما أن في مصر هي الأخرى طرق عدة ودقيقة لإثبات التنمر، كما أن هناك قوانين صارمة للعقوبة عليه.
قانوني: له مسمى واضح وعقوبة في مصر
ومن جانبه، عرّف عبد الرازق مصطفى الخبير والباحث القانوني التنمر الإلكتروني بأنه التنمر الذي يحدث عبر الإنترنت على مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات الألعاب والهواتف المحمولة، ويتضمن إرسال رسائل أو تهديدات عبر الإنترنت والمواقع المختلفة، أو نشر الأكاذيب أو الصور التي تُسبّب الحرج لشخص ما، إضافةً إلى انتحال شخصية شخص معين وإرسال رسائل إلى الآخرين بهدف إحراجه او الاعتداء على القيم الأسرية.
وتابع أن هذا التنمر هو ما جرّمه قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018 في مصر، وقد حدد المادة 25 من القانون رقم 175 لسنة 2018 على الجرائم المتعلقة بالاعتداء على حرمة الحياة الخاصة والمحتوى المعلوماتى غير المشروع حيث نصت على أنه: "يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر، وبغرامة لا تقل عن خمسين ألف جنيه ولا تجاوز مائة ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من اعتدى على أى من المبادئ أو القيم الأسرية فى المجتمع المصرى، أو انتهك حرمة الحياة الخاصة أو أرسل بكثافة العديد من الرسائل الإلكترونية لشخص معين دون موافقته، أو منح بيانات شخصية إلى نظام أو موقع إلكتروني لترويج السلع أو الخدمات دون موافقته، أو نشر عن طريق الشبكة المعلوماتية أو بإحدى وسائل تقنية المعلومات معلومات أو أخبارًا أو صورًا وما فى حكمها، تنتهك خصوصية أى شخص دون رضاه، سواء كانت المعلومات المنشورة صحيحة أو غير صحيحة"
كما أوضح الخبير والباحث القانوني أنه قد نصت المادة (26) من ذات القانون على أنه: “يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تجاوز خمس سنوات وبغرامة لا تقل عن مائة ألف جنيه لا تجاوز ثلاثمائة ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من تعمد استعمال برنامج معلوماتى أو تقنية معلوماتية فى معالجة معطيات شخصية للغير لربطها بمحتوى منافٍ للآداب العامة، أو لإظهارها بطريقة من شأنها المساس باعتباره أو شرفه”، ولفت إلى أن التنمر اللفظي هو أكثر أشكال التنمر انتشارًا، وهو ما يشمل الشتائم والاهانة والسخرية.
وكانت قد رفعت اللاعبة إيمان خليف، دعوى جنائية، ضد الكاتبة رولينج، والتي من المتوقع أن يتم التحقيق معها بتهمة "أعمال التنمر الإلكتروني"، وذلك بسبب الرسائل التي نشرتها لأكثر من 14 مليون متابع لها على منصة X "تويتر سابقًا" تتهم فيها خليف التي فازت بالميدالية الذهبية في مسابقة الملاكمة للسيدات بوزن 66 كجم، بأنها رجل "يستمتع بضيق امرأة لكمها في رأسها".
و لم تكن الكاتبة جي كي رولينج وحدها فقط هي المتهمة في قصية التنمر ضد اللاعبة الجزائرية بل اتهمت إيمان أيضًا أيلون ماسك في شكوى جنائية تم تقديمها إلى السلطات الفرنسية بشأن "أعمال التحرش والتنمر الإلكتروني".
ومن جانبه أكد نبيل بودي، محامي خليف المقيم في باريس، أن الشخصيتين قد ورد ذكرهما في نص الشكوى التي أرسلت إلى مركز مكافحة الكراهية عبر الإنترنت التابع لمكتب المدعي العام في باريس.
وكان قد أكد مكتب المدعي العام في باريس "المركز الوطني لمكافحة الكراهية عبر الإنترنت" تلقيه الشكوى التي رفعتها خليف وأعلن عن بدء التحقيق في القضية.
وقال بودي محامي خليف المقيم في باريس أن هذا الأمر "يضمن أن يكون لدى الادعاء كل الحرية في التحقيق مع جميع الأشخاص المتهمين بالتنمر الإلكتروني"، بمن في ذلك أولئك الذين ربما كتبوا رسائل كراهية تحت أسماء مستعارة، ومع ذلك، فإن الشكوى ذكرت شخصيات مثيرة للجدل.
بل وأضاف أن دونالد ترامب سيكون جزءًا من التحقيق، إذ أنه غرد على تويتر على نفس الأمر، لذا سواء ورد اسمه في دعوانا القضائية أم لا، فسوف يتم التحقيق معه.
اتهامات بالتنمر منذ بدء البطولة
وكانت قد قضت "خليف" وقتًا طويلًا من تواجدها بأوليمبياد 2024 في باريس وسط نزاع صاخب حول أهليتها الجنسية والتنمر عليها إذ وصفها الكثيرون أنها ذكرًا وتحول إلى أنثى، وذلك على الرغم من عدم صحة هذا الأمر على الإطلاق، وإثبات أنها أنثى منذ ولادتها، وجاء أغلب التنمر على خليف عبر العديد من وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، ولا سيما تويتر.
واللاعبة الجزائرية إيمان خليف فازت مؤخرًا بالميدالية الذهبية بعد تغلبها على الصينية يانغ ليو في فئة وزن 66 كيلوغراما للسيدات في نهائي دورة الألعاب الأولمبية.