رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لا سقف زمنيًا لمفاوضات المبادرة الرئاسية الثلاثية: غزة تحت نار الإبادة الجماعية !

في وسط انتظار ما قد يرشح من الغرف المغلقة، إشارات سياسية أو أمنية، عاشت العاصمة القطرية الدوحة، لحظة تاريخية فارقة؛ إذ رشحت بعض منحنيات الفرج والتفاؤل رغم ما أعلن بشكل فردي، بعض التسريبات الأمنية الشكلية أن: الجولة الأولى تجاوزت مجرد اجتماع وفود الدول الوسطاء- مصر، قطر واشنطن، وتواجد لوفد أمني من دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية-في  مفاوضات إيقاف الحرب العدوانية الإسرائيلية النازية على غزة ورفح والشجاعة والنصيرات، وكل الضفة الغربية والقدس. 
 

اليوم الأول  ينزع الألغام

كأنها فرق، عملت بجهد الوسطاء خبراء التفاوض السياسي الأمني، ونجحت في نزع الألغام التي زرعت بشكل عشوائي بين ملفات وخطط جولات المفاوضات وصولًا إلى جولة روما، لهذا جاءت محادثات وقف إطلاق النار في غزة، وسط رؤية أمريكية أوروبية، درسها الوسطاء، وتوقف عندها أطراف الحرب، حركة حماس ودولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني.

.. ووفق مصادر مقربة من مفاوضي الخطة التنفيذية لوقف إطلاق النار في غزة ورفح، فقد تم تذليل إمكانية سير مفاوضات اليوم الأول وسط تهديد شد وجذب مع  صراع سياسي أمني وصف بأنه كان "أوسع نطاقًا"، من مجرد إعادة قراءة مسارات جولات المفاوضات السابقة. 
.. وفعلًا مر اليوم بهدوء عززه ثلاثي الوسطاء: مصر، قطر، الولايات المتحدة الأمريكية، إلى حد [لم يتم التوصل إلى أي تقدم، لكن من المتوقع أن تستمر المحادثات اليوم الجمعة] بحسب الإعلام الأمريكي والعربي وتسريبات الإعلام الإسرائيلي؛ وهي أجمعت على أن الوسطاء اجتمعوا مع أقطاب المفاوضات الأساسية، من دولة الاحتلال،  في مقر الاجتماع في  قطر حتى وقت متأخر من الليل، لينتهي اليوم الأول الخميس، بطريقة تكتيكية، نزعت التوتر (..) في محاولة للاتفاق على صيغ محددة أبرزها صيغة رئيسية تعنى  بخطة تنفيذية تعالج أساسًا: وقف إطلاق النار في غزة، ورفح، إذ كانت مخاوف الفشل تعيد التنبيه إلى خطورة المرحلة نتيجة استعدادات إيران وحزب الله، ومحور المقاومة، المعركة مرتقبة ترفع مستوى التصعيد والتهديد العسكري والأمني، وفق ما يتردد من  قرار إيران وحزب الله،  ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي، وهي بقايا الأزمة التي قامت بها دولة الاحتلال، عبر سياسة الاغتيالات والمجازر والإبادة الجماعية.

.. شكل تجاوز اليوم الأول من المفاوضات في قطر، استنادًا لعملية دبلوماسية، أمنية أمريكية، أوروبية، شاركت بها دول المنطقة، دعمت ما كانت إدارة بايدن وحلفاؤها قد دعت إلى  جولة المفاوضات، التي تحققت بوجود مبادرة الرؤساء الثلاثة، الأسبوع الماضي، معتبرين أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة هو أفضل أمل لتجنب أو كبح، أي تصعيد أو معركة أو أعمال ثأرية، اتجاهها المتوقع  تقوده إيران نتيجة اغتيال الشهيد إسماعيل هنية، رئيس حركة حماس، والقيادي من حزب الله فؤاد شكر، شهيد الضاحية الجنوبية لبيروت.
 

مساعي تقريب وجهات النظر.. كيف حسمت؟
.. توافق اليوم الأول من  مفاوضات مبادرة الرؤساء الثلاثة في الدوحة ونقلت بعض التكهنات الضبابية عن انه: لم يحدث أي تقدم فوري يوم الخميس. 
.. أما كيف حسمت مرحلة سير الاجتماعات؟ فقد قيل عبر تقارير غربية من وكالة الأنباء الفرنسية ووكالة رويترز، عدا عن وكالة الأنباء القطرية وتسريبات في الإعلام العربي، عبر فضائيات مهمة لفتت إلى أنه: لم يحدث انهيار في المحادثات، فيما ركز الإعلام الإسرائيلي، وفق مسئول إسرائيلي، وصف بأنه "مطلع" على المفاوضات أن الوفد الإسرائيلي سيبقى طوال الليل في الدوحة عاصمة قطر، ومن المتوقع أن تستمر المحادثات يوم الجمعة في محاولة للتقريب بين الجانبين.  
.. وفي محصلة الإجابة على أسئلة كيف تم اليوم الأول.. قال المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي إن المحادثات "بداية واعدة"، وأن الولايات المتحدة تتوقع الاستمرار لليوم الثاني، اليوم الجمعة.

 شهداء  معركة طوفان الأقصى تجاوزوا 40 ألفًا

وجه المجتمع الدولي، كان طوال اليوم 15 أغسطس، يوافق نظرته بين جولة المفاوضات، والإعلان عن  وصول أعداد شهداء الحرب في معركة طوفان الأقصى، وحرب الإبادة الجماعية، زادت على 40 ألف شهيد وهو رقم مرشح وفق مصادر طبية دولية قد يتضاعف 3 مرات. 
.. وفي الأثر، تصاعدت مؤشرات نشوب حرب كارثة، ما جعل المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، مع الدبلوماسية الأمريكية، يعمل على ممارسة المزيد من الضغوط الدولية  العاجلة من أجل التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب  العدوانية في غزة ورفح، مع  الاتفاق على خطط الإفراج عن الأسرى والرهائن المساجين. 
.. وفي سيناريو اليوم الثاني من مفاوضات الدوحة، حسم مؤشرات إقرار النتائج، ضمن الاهتمام الأمريكي الضاغط، على وفد دولة الاحتلال، دون مراعاة تدخل السفاح نتنياهو الذي ما زال يحرك جيش الكابنيت، في ضربات ومجازر يومية تبيد العشرات بشكل، لا يراعي "احتمالات تحقيق اختراق"، قد يؤكد أنه [لا تزال المفاوضات في عنق الزجاجية] بعيدة، الأمر الذي يجعل المنطقة والشرق الأوسط يواجه لحظة أمنية عسكرية حرجة قد نراها مع وجود القوة العسكرية من  الولايات المتحدة: طائرات مقاتلة خفية ومجموعة حاملة طائرات وغواصة موجهة بالصواريخ إلى المنطقة تحسبًا لهجوم تقوده إيران، وحزب الله.

.. ومن المؤشرات المتداولة أن القضايا في خطط المفاوضات، تلك التي لم يتم إتمام التوافق حولها، بين حركة حماس، ودولة الاحتلال الإسرائيلي، ومنها:
1- من سيسيطر على الجانب  الفلسطيني في غزة من حدودها مع مصر؟ 
2- مطلب دولة الاحتلال منع حماس من العودة إلى شمال غزة، الذي أصبح خاليًا من السكان إلى حد كبير خلال الحرب.
3- حماس، تقول بشكل واضح إن حكومة السفاح نتنياهو ليست مهتمة حقًا بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار بشكل نهائي. 
4- الاحتلال الإسرائيلي يحاول كسب الوقت بمزيد من اختلاق مبررات هدم  المفاوضات.
5- معالجة سياسة حلفاء السفاح نتنياهو المتطرفين من اليمين المشارك في الائتلاف الحكومي، الذي يدعو بتطرف إلى  أن تحكم دولة الاحتلال قطاع غزة إلى أجل غير مسمى، وقد أدانوا بالفعل  المشاركة في جولة المفاوضات باعتبارها  "استسلام"، وهذا مؤشر قد يهدد مفاوضات اليوم الثاني في الدوحة، وبالتالي، تفعيل الخطة "ب"، التي قد ترحل نتائج الجولة في الدوحة، إلى جولة ثانية، من الممكن عقدها في العاصمة المصرية القاهرة، لمنح دولة الاحتلال، القدرة على التوافق السياسي الأمني، لمنع الانقسام في ائتلاف حكومة السفاح، ما  يؤدي إلى وقائع سياسية قد، تجعله يعيد رفض أي نتائج منها لإنهاء حياته السياسية التي تشوهت وأصبحت مكشوفه أمام المجتمع الدولي.

 

هل من أفق حقيقي؟!

لا يمكن التكهن بشكل حتمي، عن ماهية الدعم الأمريكي، وجهود الوسطاء، في تسيير جولات المفاوضات بشكل يقدم خطة تنفيذية تحمل دلالات، الخوف من انهيارها المفاجئ، ما يرفع من جديد مخاوف التصعيد العسكري والأمني المفتوح دون قيود في المنطقة والإقليم، وربما يدخل العالم في قراءة جديدة لمسار أشهر من الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح، واقتحامات الضفة الغربية والقدس، والاستفزازات التي طالت الأوقاف المسيحية والإسلامية في القدس وجوار بيت المقدس والمسجد الأقصى المبارك.
وقبل الأخيرة.. في الانتباه إلى كيف شاهد البيت الأبيض الجولة الجديدة من المفاوضات لتحقيق هدنة في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس، الذي يرى: حققت "بداية مشجعة" مع استئنافها الخميس في الدوحة، من دون أن يتوقع التوصل إلى اتفاق سريع.. وأيضًا كانت بعض التصورات الدقيقة المصرية، ترى أنّ "مناقشات اليوم الأول لوقف إطلاق النار بقطاع غزة امتدت لأكثر من 7 ساعات أبدى خلالها جميع الأطراف رغبة حقيقية في التوصل لاتفاق".
.. في ذات السياق لفت بيان الخارجية القطرية إلى إشارات تفاؤل تؤكد أن: 
- اجتماع الوسطاء لإنهاء الحرب على قطاع غزة ما زال مستمرًا وسيستأنف اليوم الجمعة.
- الوسطاء عازمون على المضي قدمًا في مساعيهم وصولًا إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة. 
- نعيد النظر في الأفق الدولي، والعربي الذي ينظر إلى ضرورة إيقاف وإنهاء الحرب على قطاع غزة ورفح، ما يوقف كل مشاهد ومخاوف التصعيد الإقليمي، ويحمي ما تبقى من سكان غزة من الإبادة الجماعية والتهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية بشكل منظور، مع  مطالبة الرئيس الأمريكي جو بايدن، والإدارة الأمريكية التمسك بالتحولات المتاحة لإنجاح مبادرة الرؤساء الثلاثة، وممارسة كل الأدوار لصنع اللحظة الحاسمة.