رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء فلسطينيون: رئيس الحكومة الإسرائيلية يسعى لإطالة الحرب

الحرب فى غزة
الحرب فى غزة

أكد عدد من الخبراء الفلسطينيين أن الولايات المتحدة تدفع، حاليًا، نحو إنجاح مفاوضات الهدنة بشأن غزة، والمقرر أن تنطلق جولة جديدة من المفاوضات بشأنها غدا، وسط مخاوف واسعة من تداعيات التصعيد فى الشرق الأوسط، مشيرين إلى وجود خلافات واسعة داخل إسرائيل، بسبب رغبة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، فى إطالة أمد الحرب لتحقيق أهدافه الخاصة، والتأثير على مسار الانتخابات الأمريكية المرتقبة فى نوفمبر المقبل، بالإضافة إلى فرض معادلته الخاصة على الإقليم ككل. 

وقالت تمارا حداد، الكاتبة والباحثة السياسية الفلسطينية، إن المفاوضات بشأن غزة، التى تنعقد اليوم بمبادرة من مصر وقطر والولايات المتحدة، ستكون مهمة للغاية، فى حال استمرارها، لسد الفجوات التى واجهت تطبيق صفقات تبادل الأسرى والمحتجزين السابقة.

وأضافت: «فى كل حديث عن مفاوضات التهدئة يضع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو عقبات جديدة فى دواليب الصفقة، آخرها وضع شروط تتعلق بإبقاء جيش الاحتلال فى ممر فيلادلفيا، أو وضع أجهزة رقابة ذات بُعد أمنى وتقنى، أو بناء جدار فوق الأرض وتحته، وهذا الأمر يأخذ وقتًا طويلًا».

وتابعت: «نتنياهو وجد أن الطريقة الأسلم والأقصر هى إبقاء جيش الاحتلال فى الممر، ناهيك عن شرطه المُتعلق بإبقاء الجيش فى ممر نتساريم، الذى يفصل المنطقة الشمالية عن الجنوبية لقطاع غزة، لمنع مرور مقاتلى المقاومة الفلسطينية، حسب تصريحاته، إضافة إلى اشتراط عدم إخراج الأسرى الفلسطينيين من نوعية مُعينة، ممن تُطالب بهم المقاومة، وأيضًا وضع شرط آخر، هو أن أى أسير يتم تحريره لن يبقى فى الضفة الغربية أو قطاع غزة، إضافة إلى شرطه حول نفى قادة حماس إلى الخارج».

واستطردت: «فى تصريحات نتنياهو، التى أدلى بها مؤخرًا عبر مجلة التايمز الأمريكية، أشار إلى تشكيل إدارة مدنية يُديرها سكان غزة، وربما بدعم من الشركاء الإقليميين ونزع السلاح من جانب إسرائيل، كما أشار إلى أن الحرب لن تتوقف إلا إذا ألقت حماس سلاحها واستسلمت وذهبت إلى المنفى، وقال إنه لا يعتقد أنه سيقبل بصفقة لإطلاق سراح المحتجزين دون إنهاء سيطرة حماس على قطاع غزة».

وأكملت: «من هذه العبارات نستنبط أن نتنياهو غير جاد نحو الذهاب للمفاوضات، التى تريدها الولايات المتحدة لوقف الرد الإيرانى على اغتيال إسماعيل هنية فى قلب طهران».

ورأت الباحثة الفلسطينية أن الولايات المتحدة، رغم حشدها أجهزتها الدفاعية والهجومية والأمنية والاستخباراتية فى المنطقة، ووجود حاملات الطائرات فى أكثر من موقع فى الشرق الأوسط، إلا أنها لا تُريد الانزلاق لحرب إقليمية، لانشغالها بالمعركة الانتخابية.

وقالت تمارا حداد إن المفاوضات بالنسبة لنتنياهو هى مجرد ملهاة، لإطالة أمد الحرب حتى يُحقق معادلاته، لا لحماية واقعه الشخصى وحكمه السياسى فقط، وإنما لتحقيق معادلة أمنية جديدة، واختتمت تصريحاتها لـ«الدستور» بالقول: «المُعضلة تبقى نتنياهو وحكومته الائتلافية، التى ترفض أى مسار تفاوضى إلا بتحقيق معادلاتها فى غزة والمنطقة، وإذا لم تتحقق معادلاتها بالتسوية فإن التصعيد سيظل سيد الموقف مع الإبقاء على حروب المواجهة المباشرة وغير المباشرة، دون الانزلاق لحرب إقليمية، وذلك ضمن أسقف وضوابط محددة».

فيما قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إنه لا يوجد تفاؤل مطلق حول نجاح جولة مفاوضات اليوم، خاصة فى ظل التقارير التى تشير إلى أن الاحتلال الإسرائيلى هو من يعوق أى تقدم.

وأضاف «الرقب»: «مَن تابع الخلاف بين يوآف جالانت، وزير الحرب الإسرائيلى، ورئيس حكومته بنيامين نتنياهو، يدرك أن هناك محاولات من قبل نتنياهو لإفشال الجهد التفاوضى، لأن جالانت كان مصرًا على إنجاح هذه الجولة، واعتبر أن الخروج من محور فيلادلفيا لا يعنى النهاية، لأنه يستطيع أن يعود إليه من جديد، أما نتنياهو فأصر على البقاء فى معبر رفح ومحور فيلادلفيا ونتساريم، وهناك تباين بينه وبين الأجهزة الأمنية حول هذا الأمر».

وتابع: «هناك أمر آخر، وهو أن حماس أصيبت فى مقتل، عقب اغتيال رئيس مكتبها السياسى فى طهران، وأيضًا مع ضربة مدرسة التابعين، ورغم ذلك، فإنها لم تعارض الذهاب إلى هذه الجولة من المفاوضات على ألا تبدأ من الصفر، وموقفها واضح، وهو إكمال ما تم إنجازه فى الجولة السابقة، فى يوليو الماضى».

وأكمل: «عين نتنياهو على الانتخابات الأمريكية، وهو يضع المعوقات فى طريق الوصول للهدنة، وأعتقد أن اليوم قد يشهد عقد جلسة للوسطاء، ومفاوضات غير مباشرة بين وفد حماس ووفد الاحتلال، وكلنا نتمنى أن تضع الحرب أوزارها وأن يتم وقفها فى أسرع وقت».